قلة من المشاهير في العالم يحظون بسطوة توازي بيل غيتس، عبقري الحاسوب ومؤسس شركة “مايكروسوفت” التي ساهمت في تشكيل عالم الحواسيب كما نعرفه اليوم، وإحدى أغنى الشركات في العالم بشكل جعل بيل غيتس من أثرياء العالم.

ربما آثر غيتس التركيز خلال الـ25 عاما الماضية على الأعمال الخيرية والاستثمار في الشركات الناشئة، ولكنه لم يبتعد عن العالم التقني بشكل كبير، وما زال لديه الكثير لينقله لنا عن حياته ورحلته للوصول إلى هذا النجاح، لذا أجرى مقابلة مطولة مع صحيفة “وال ستريت جورنال” (Wall Street Journal) تضمنت العديد من المفاجآت.

كاد يشخص بالتوحد وهو طفل

ولد بيل غيتس في 28 أكتوبر/تشرين الأول عام 1955، مما يجعل عمره الآن يناهز الـ70 عاما، وكان من حسن حظه أن ولد لأسرة في أعلى الطبقة المتوسطة، إذ نشأ في مناخ أسري مقرب ودافئ بشكل كبير، وبينما لا يملك بيل غيتس أي أشقاء ذكور، إلا أن علاقته بشقيقته الكبرى كريستيان والصغرى ليبي كانت مقربة للغاية وساهمت في تشكيل شخصيته.

والدته ماري ماكسويل، كانت تنتمي إلى أسرة مرموقة آنذاك في سياتل، فبينما كانت طفلة رياضية ومحبة للرياضة بمختلف أنواعها، إلا أنها بلغت لتصبح سيدة مجتمع مرموقة عملت في العديد من الوظائف التعليمية خلال حياتها، فضلا عن دورها في مجلس إدارة بنك “يونايتد واي” (United Way) الذي يعد من أوائل البنوك بين الولايات المختلفة وقام جدها بتأسيسه، ثم مجلس إدارة شركة “آي بي إم” (IBM) الشهيرة، وبفضل علاقتها المقربة مع بيل، كانت تأخذه معها في الكثير من رحلات الأعمال الخاصة بها.

عندما يتحدث غيتس عن تلك الفترة، يتذكر بوضوح صعوبة تعامله مع الدراسة، وكيف أنه امتلك أعراضا يتم تشخيصها في الوقت الحالي على أنها جزء من طيف التوحد، بينما لم يكن الأمر كذلك في صغره، مما جعل حالته غير مفهومة.

برع بيل غيتس في الدراسة، وتحديدا في الرياضيات والعلوم المختلفة، وهو الأمر الذي يسر عليه نجاحه في “مايكروسوفت” وعلوم الحاسوب بشكل عام، ورغم ندرة المعلومات المتاحة عن مرض التوحد آنذاك، فإن والديه آثرا إرسال غيتس إلى طبيب نفسي ليتابع حالته، كما عملا على نقله إلى مدرسة أنسب لاحتياجاته، وهناك قابل بول آلين الذي أسس معه لاحقا شركة “مايكروسوفت”.

ولد بيل غيتس في 28 أكتوبر/تشرين الأول عام 1955، مما يجعل عمره الآن يناهز الـ70 عاما (رويترز)

موقف متخبط من ترامب

التقى بيل غيتس ودونالد ترامب مؤخرا في عشاء استمر مدة تخطت 3 ساعات، تحدثا خلالها حول العديد من التحديات التي تواجه إدارة ترامب القادمة بما فيها الهيئة الجديدة التي يقودها إيلون ماسك والعلاقات الصينية الأميركية.

ورغم أن غيتس يتفق مع ترامب في ضرورة خفض إنفاق الهيئات الفدرالية، ولكن بشكل معتدل دون التأثير على برامج بعينها، فهو لا يرغب في اختفاء بعض البرامج بشكل كامل، بما فيها برامج دعم الأدوية والصحة بسبب المشاكل الصحية التي يعاني منها المواطن الأميركي.

أشار غيتس في حديثه إلى أن خطورة إزالة الدعم الآن بعد أن اعتادت الدول الناشئة عليه أكبر كثيرا مما كانت عليه في السابق، فإن لم تتلق هذه الدول دعما على الإطلاق لم تكن لتشعر بمثل هذا الاستياء، فضلا عن اقتراب العلماء من إيجاد حلول نهائية للعديد من التحديات الطبية مثل “الإيدز”.

وفيما يتعلق بالعلاقات الصينية الأميركية، قال غيتس إن العلاقة بين الطرفين يجب أن تكون أكثر تساويا، أي أن كلا الطرفين يجد فائدة من علاقته مع الطرف الآخر لتصبح الأمور أكثر هدوءا دون وجود التحديات الحالية، وهو ما يمكنهم مستقبلا من العمل معا لحل التحديات التي تهدد العالم أجمع، مثل تغير المناخ أو الأمراض المميتة.

وأضاف أن احتمالية حدوث وباء عالمي طبيعي خلال الأعوام الأربعة القادمة ارتفعت إلى 15% مؤخرا، وحينها سنحتاج إلى وجود كافة الخبرات التي يمكنها المساعدة وإيجاد حل حقيقي له، ولكن إن استمر الوضع الحالي، فإن كلا الطرفين لن يجدا حلا مناسبا.

Bill Gates on Trump, Musk, U.S.-China and More | WSJ

غلطة غيتس مع جيفري أبستين

في وقت سابق ومع اندلاع أزمة جزيرة جيفري أبستين التي تضمنت العديد من مشاهير العالم، ذكر اسم بيل غيتس كأحد زواره في الجزيرة والمترددين على حفلاته الماجنة، ورغم أن أبستين هدد بيل غيتس بسبب علاقة كان طرفا فيها بالماضي، فإن الأخير التقى به في جزيرته.

وضح بيل غيتس أن هذا اللقاء كان للنقاش حول مجموعة من الأعمال الخيرية، إذ كان يبحث عن مساعدته في بعض الأعمال الخيرية المتعلقة بالصحة العالمية، ولكن أبستين استغل الأمر بشكل سيئ وخدع غيتس، لذا فهو نادم بحد وصفه على مقابلة أبستين وإمضاء أي وقت معه، بالطبع أشار إلى أنه تعلم من خطئه وأصبح أكثر حذرا فيما يتعلق بمقابلة أي شخص مستقبلا.

مازال مقربا من “مايكروسوفت”

أبعد بيل غيتس نفسه عن “مايكروسوفت” منذ عقود، ورغم هذا، فإن علاقته بالشركة ومديرها التنفيذي الحالي ساتيا ناديلا ما زالت جيدة للغاية، ويشير غيتس إلى أن “مايكروسوفت” تشغل 15% من إجمالي وقته، فهو يحب البقاء مطلعا ومراجعة المنتجات الجديدة، وهو ما يحمله إليه ناديلا بشكل مستمر.

وأضاف غيتس أنه ليس من محبي الهواتف المحمولة، لدرجة أن ابنته الصغيرة تزعجه دوما فيما يتعلق بالرسائل النصية وتأخره في الرد عليها، وتجدر الإشارة إلى أن غيتس يعمل على كتابة سيرته الذاتية تحت عنوان “سورس كود: ماي بيغنغس” (Source Code: My Beginnings) التي تغطي طفولته وبداية “مايكروسوفت”، ومن المتوقع أن تصدر قريبا.

شاركها.
Exit mobile version