ترى الباحثة الأولى في مركز الجزيرة للدراسات والخبيرة في الشأن الإيراني الدكتورة فاطمة الصمادي أن الهجوم الإسرائيلي على إيران -فجر اليوم السبت- هو “اختبار حقيقي لمستوى القدرة التي وصل إليها الردع الإيراني في المواجهة مع إسرائيل”.

وعلقت الصمادي على الهجوم الإسرائيلي بالقول: “إن إسرائيل ضربت ولم تضرب”، لأن الهجوم لم يكن كما وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وشنت إسرائيل سلسلة غارات جوية على إيران في وقت مبكر من صباح اليوم السبت، قائلة إنها كانت استهدفت مواقع عسكرية ردًا على وابل الصواريخ الباليستية التي أطلقتها الجمهورية الإسلامية على إسرائيل في وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وبينما أوضحت أن الهجوم الإسرائيلي هو جولة من جولات الصراع بين طهران وتل أبيب، قالت الصمادي إن إيران لا تريد الدخول في مواجهة مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، وتريد أن تبقي الولايات المتحدة الأميركية بعيدة عن المواجهة، وهو ما تسعى إليه منذ البداية.

وحسب المتحدثة نفسها، تقوم إيران ببناء نوع من الردع الدفاعي، مستفيدة من التجارب التي وقعت على حدودها، في العراق وأفغانستان.

وعن معادلة توازن الردع التي حاولت إيران ترسيخها، ترى الصمادي -في مداخلة على قناة الجزيرة- أن المفتاح الآن بالنسبة للإيرانيين هو البرنامج الصاروخي الإيراني، وكانت الضربة الصاروخية الإيرانية لإسرائيل هي الاختبار الحقيقي لمدى فاعلية هذا البرنامج.

وفي اعتقاد الخبيرة في الشأن الإيراني، فإن معضلة الغرب مع طهران حاليا تتجاوز البرنامج النووي الإيراني، وسيم التركيز على البرنامج الصاروخي، لأنه بات يهدد إسرائيل بشكل مباشر.

وقد استطاعت إيران -وفق الصمادي- أن تتجاوز ضعفها في الجانب التقليدي من الحرب، حيث قامت ببناء برنامج صاروخي فعّال يستطيع التهديد والوصول إلى الأهداف الدقيقة، خاصة في مجال الصواريخ الدقيقة.

وكانت الصواريخ الإيرانية الدقيقة قد تمكنت من ضرب قواعد عسكرية إسرائيلية بدقة شديدة.

ولفتت الصمادي إلى دور حلفاء إيران في الإقليم في دعمها، إذ لا يزالون يؤلمون إسرائيل، بالرغم من الضربات القوية التي توجَه لهم، وقالت إن هذه الأطراف، وهي قطاع غزة وجنوب لبنان واليمن، هي نقطة القوة الإيرانية الثانية، لأنها تواصل خنق إسرائيل.

وخلصت الخبيرة في الشأن الإيراني -في مداخلتها على قناة الجزيرة- إلى أن إيران لم تنخرط مباشرة في الحرب مع إسرائيل، لكنها تدير المعركة تبعا لنقاط القوة والضعف في إستراتيجيتها الدفاعية.

شاركها.
Exit mobile version