رفع أحد الموظفين القدامى في أرسنال دعوى قضائية ضد النادي الإنجليزي بعد فصله من عمله بسبب تضامنه مع القضية الفلسطينية.

وأكد مارك بونيك، الذي خدم نادي أرسنال لمدة 22 عاما، أنه فُصل من وظيفته يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 2024 بعد أسابيع من مشاركته منشورات تنتقد جدار الفصل العنصري الإسرائيلي في الضفة الغربية.

كما عبّر في أخرى عن رعبه من جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة التي أسفرت عن استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين من بينهم أكثر من 700 رياضي، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال بونيك “فُصلت من وظيفتي ليس بسبب سوء سلوك، بل لأنني عبّرت عن حزني وغضبي تجاه الإبادة الجماعية في غزة. لا أشعر بالندم، وعلى أرسنال أن يعتذر وأن يُعيدني إلى عملي وأن يتخذ موقفا داعما للفلسطينيين”.

ويرى محاميه فرانك ماغينيس أن “فصله يبعث برسالة مرعبة إلى كل من يرفع صوته ضد الفصل العنصري والإبادة. وتجب محاسبة أرسنال”.

ومنذ ظهور القضية إلى العلن، طالبت شريحة عريضة من جماهير أرسنال النادي بتقديم اعتذار لبونيك، كما توحّدت منظمات حقوق الإنسان ومناهضو العنصرية ووجهوا رسائل تحث على إعادته إلى عمله.

كذلك انتقد كثيرون ما وصفوها بـ”ازدواجية المعايير” في أرسنال وبعالم كرة القدم عموما، خاصة بعد أن سارع الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” والمؤسسات الرياضية إلى إصدار بيانات تندد بالحرب الروسية على أوكرانيا بينما لم تُصدر مواقف واضحة مماثلة بشأن ما يحدث من إبادة جماعية في غزة.

وتبّنى المركز الأوروبي للدعم القانوني -منظمة تدافع عن حقوق المؤيدين لتحرير فلسطين في أوروبا ويشتهر بدعمه لحرية التعبير والحريات المدنية- هذه القضية التي رفعها بدعوى “فصل غير عادل”.

وأكد المركز أن فصل بونيك (61 عاما) من عمله جاء بعد حملة تشويه موجّهة شنّتها حسابات مؤيدة لإسرائيل على موقع إكس اتهمته بمعاداة السامية، لكن النادي لم يُثبت أيا من هذه المزاعم ورغم ذلك طرده من عمله.

ولم يكشف أرسنال الأسباب الذي دفعته لفصل هذا الموظف لكن وثائق داخلية اطلعت عليها شبكة “تي آر تي” التركية أشارت إلى أن النادي اتهم بونيك بجلب “السمعة السيئة” للغانرز بسبب منشوراته على مواقع التواصل.

وقال أحد ممثلي النادي (لم يُذكر اسمه) “قد تُعتبر تعليقاته على منصة إكس تحريضية أو مسيئة وجلبت السمعة السيئة لنا”، وهو أمر مخالف لسياسة النادي بشأن مواقع التواصل الاجتماعي.

وعلّقت تسنيم أودين مسؤولة المناصرة في المركز الأوروبي للدعم القانوني على قرار أرسنال بالقول إن “هذا قمع سياسي صريح. بينما يُقتل الرياضيون الفلسطينيون وتُدمَّر الملاعب في غزة، يُعاقب موظفو أرسنال لمعارضتهم الفصل العنصري. لا يمكنك ادعاء الحياد وأنت تُسكت المعارضة”.

شاركها.
Exit mobile version