رام الله- لا تكاد تنقطع الاتصالات الهاتفية مع الفلسطيني يوسف العواودة، من مدينة دورا، جنوبي الضفة الغربية، وذلك بعد نشر معلومات على مواقع التواصل الاجتماعي تتعلق بأخيه المفقود في سوريا منذ ثمانينيات القرن الماضي.

يقول العواودة للجزيرة نت إنه مع بدء الإفراج عن المعتقلين انتشرت كثير من الشائعات، “لكننا لم نحصل على معلومات صحيحة عن أخي إبراهيم حسين عيسى حماد العواودة، المفقود منذ عام 1983”.

وأوضح أنه رغم عدم وجود تأكيد أو نفي لكون أخيه من بين المفرج عنهم حتى الآن، فإن ما جرى يفتح نافذة أمل للحصول على معلومات بشأن مصيره بعد انقطاع الاتصال به لعقود.

مناشدات

ونشر ذوو العواودة منشورات وبيانات للاتصال على منصات التواصل على أمل الوصول ولو لطرف خيط يفك لغز فقدانه.

ويضيف يوسف أن إبراهيم من مواليد عام 1960، وأنهى دراسته الثانوية عام 1979، ثم غادر البلاد لإتمام دراسته الجامعية فتوجه إلى الأردن، ثم الهند ثم عاد إلى الأردن، ثم اتجه إلى العراق ومنها إلى فرنسا.

وأشار إلى أن إبراهيم أبلغ عائلته في آخر تواصل معها بأن متجه من فرنسا إلى سوريا وذلك عام 1983، ثم انقطعت أخباره، وبعد فقدان الأمل توجهت العائلة إلى المنظمات الحقوقية عام 1985 وأبلغتها ببيانته.

ويتابع العواودة أن العائلة تتعامل مع إبراهيم وكأنه حي، بما في ذلك قسمة الميراث “أرضه وأملاكه موجودة على أمل أن يكون حيا ويعود إليها”، ويناشد العهد الجديد في سوريا والمنظمات الحقوقية والناشطين وكل من يستطيع توفير معلومة عنه أن يتواصل مع العائلة أو السفارة الفلسطينية في سوريا “سواء أكان بين المفرج عنهم أو في سجلات المعتقلين أو الوفيات”.

نعمان عوض من مدينة طولكرم فقد في مدينة درعا عام 1982 (مواقع التواصل)

 

في صيدنايا

من جهته، يقول وائل عوض، من مدينة طولكرم، إن آثار شقيقه نعمان عبد الرحمن عبد الحافظ عوض فقدت عام 1982، حيث اعتقل في مدينة درعا جنوبي سوريا، بينما كان يعتزم التوجه إلى لبنان للتطوع مع المقاتلين خلال الاجتياح الإسرائيلي.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت: “كان عمره 20 عاما، وآخر معلومات وصلت عنه كانت عام 1998 عندما أبلغنا معتقل سابق في سجن صيدنايا بأنه كان معه في السجن نفسه واعتقل معه أيضا في درعا”.

وتابع عوض أنه حاول مع والده الذهاب إلى سوريا وتقصي أخباره ومحاولة الإفراج عنه، لكن السلطات السورية احتجزت جوازي سفرهما شهرا على المنفذ الحدودي مع الأردن، ورفضت دخولهما.

واليوم، يدعو كل من لديه معلومات أو التقى شقيقه أن يتواصل مع الجهات الرسمية الفلسطينية في سوريا أو الجمعيات الحقوقية والمساعدة.

ومع تسارع وتيرة الإفراجات عن السجناء من معتقلات النظام السوري، بعدما أسقطته المعارضة، انتشرت المناشدات بشكل متسارع على منصات التواصل والمواقع الإلكترونية ومواقع المنظمات الحقوقية ذات الصلة، مثل “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” وصفحات على مواقع التواصل كصفحة مخيم اليرموك، تطلب المساعدة في توفير معلومات عن معتقلين ومفقودين.

333 مفقودا

ولا تتوفر معطيات دقيقة عن عدد الفلسطينيين المعتقلين أو الذين قتلوا وفقدوا بسوريا على مدى عقود، لكن “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” وهي منظمة حقوقية إعلامية تمارس أعمالها من لندن، توثق منذ عام 2011 تحديثات لأعداد القتلى والمفقودين والمعتقلين.

ووفق توثيق المنظمة، فقد قتل 4294 فلسطينيا، وكان يعتقل حتى سقوط بشار الأسد 3085، إضافة إلى فقدان 333، منذ 2011.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود نحو 438 ألف لاجئ في سوريا، 90% منهم تحت خط الفقر، بينهم 245 ألف نازح داخليا، وفق المصدر نفسه.

وأمس الأحد، أسقطت المعارضة السورية نظام عائلة الأسد، ووصلت العاصمة دمشق، بينما هرب الرئيس المخلوع بشار الأسد إلى روسيا، في وقت توافد فيه السوريون من جميع المحافظات إلى ساحة الأمويين وسط العاصمة للاحتفال بانتصار الثورة وتحرير البلاد من حكم عائلة استمر نحو 54 عاما.

شاركها.
Exit mobile version