شارك فلسطينيون خلال الساعات الأخيرة منشورات رثاء لعائلات بأكملها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في أعقاب استهداف الاحتلال مربّعا سكنيا مكتظّا بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة، بينما طالبت منظمة حقوقية بفتح تحقيق دولي فيما وصفتها بـ”المجزرة المروعة”.

وتداول رواد المنصات الرقمية، أمس الجمعة، أسماء عائلات مُسحت بالكامل من السجل المدني بعد أن قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية 13 منزلا على الأقل في منطقة “بلوك 7” بشارع الهوجا بمخيم جباليا، ولا يزال أغلبهم تحت الأنقاض.

وأفاد مرصد حقوقي بأن المنازل التي تعرضت للقصف المباشر تعود لعائلة “النجار”، و”أبو العوف”، و”سلمان”، و”حجازي”، و”أبو القمصان”، و”عقل”، و”أبو راشد”، و”أبو الطرابيش”، و”زقول”، و”شعلان”.

وتقدّم الناشط الفلسطيني أحمد أبو راشد بنعي 35 شخصا من أفراد عائلته -جميعهم ما زالوا تحت الأنقاض- في منشور مؤثر لاقى تعاطفا كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتب في تدوينة “نحتسب عند الله شهداءنا الأكرم منا، جميع عائلتي وجيراني، هم: أبي وأمي، وأخي الكبير رمزي وزوجته وأولاده، وأخي محمود وزوجته وأولاده، وأختي أم قيس وزوجها وأولادها، وأختي سحر، وجدتي وعمتي وعمي فؤاد وزوجته وأولاده الثلاثة، وزوجة عمي وأولادها الخمسة”.

في الوقت ذاته، نعى حساب المختار خالد النجار عبر فيسبوك 15 شهيدا من أفراد عائلته، ممن ارتقوا في مجزرة بشعة إثر قصف إسرائيلي غاشم في مشروع بيت لاهيا، وفق تعبيره.

كما دوّن الناشط محمود طلال النجار عبر حسابه بموقع فيسبوك “الحمد لله على كل حال، في هذا اليوم المبارك رحلت زوجتي الغالية المؤدبة الثابتة في شمال غزة أم يزن ورحل أبنائي جميعا الغوالي يزن وريناد ومحمد وعمرو”.

وتابع بالقول “أسال الله أن يبدلهم دارا خيرا من دارهم ويتقبلهم ويلحقني بهم عما قريب بإذن الله، رحلوا مقبلين غير مدبرين ثابثين، الملتقى في جنة النعيم، يا رب صبرك”.

وعلقت المدونة تسنيم العامودي عبر فيسبوك قائلة “مفيش شيء الإنسان يحكيه، هانت على الأمة أرواحنا كلها، وهانت عليها كل شي بيصير فينا، كل شي يُبث أمام الأمة، ولا حياة لمن تنادي!”.

وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بفتح تحقيق دولي جاد، وتدخل عاجل لضمان وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ إلى المربع السكني بمخيم جباليا، والذي استهدفت فيه منازل مأهولة بالسكان الذين قرروا البقاء في المنطقة وعدم الاستجابة لأوامر التهجير القسري للبلدة.

فيما وثق المرصد استشهاد أكثر من 25 شخصا من عائلة “أبو راشد”، منهم أُسَر مسحت بالكامل من السجل المدني، فيما يجري الحديث عن 45 آخرين من العائلة نفسها، و30 شهيدًا من عائلة “عقل”، وفق المنظمة.

وقال في بيان عبر موقعه الرسمي “إن ما يزيد من المأساة هو تعطل خدمات الإسعاف والطوارئ والدفاع المدني، ما يعني أن أي أشخاص يحتمل بقاؤهم أحياء مرشحون للموت”.

وأوضح الأورومتوسطي أن المربع السكني، الذي تعرض للإبادة الإسرائيلية الجماعية، هو الجزء الثاني من مربع سكني يضم من 30-40 منزلًا بات مدمرًا بالكامل بعد أن استهدفه الجيش الإسرائيلي في الاقتحام الأول لشمالي غزة، بما يعني أن مساحة 400 متر مربع باتت مدمرة وأبيدت فيها أكثر من 30 عائلة.

شاركها.
Exit mobile version