مع تزايد اهتمام الدول الإسلامية والمجامع الفقهية بالسنغال، وتعزيزا لمحوريتها الدينية في منطقة غرب أفريقيا، اختارت المملكة العربية السعودية أن تكون دكار مقرا للمتحف العالمي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية الذي يهدف إلى ربط الشعوب الأفريقية بتاريخ محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته ومسيرته.

وتعتبر السنغال واحدة من الدول الإسلامية المهمة في منطقة غرب أفريقيا، إذ يشكل الإسلام فيها نسبة 94% من مجموع السكان البالغ عددهم 18.8 مليون نسمة.

ويقبل أهلها على اتباع الطرق الصوفية التي تقول إن محبة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وسلم إحدى الميزات الأساسية التي تنشرها بين المريدين والأتباع.

وانطلقت بناء أعمال المتحف قبل عامين بتمويل كامل من المملكة العربية السعودية وإشراف ومواكبة من رابطة العالم الإسلامي.

وفي نهاية فبراير/شباط المنصرم، تم افتتاحه رسميا من قبل الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي ليتزامن مع انطلاق شهر رمضان الكريم الذي يخصصه الكثير من المجتمع السنغالي للأذكار والأوراد والمدائح النبوية.

الأول في المنطقة

يقع مقر المتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية في قلب العاصمة دكار بجانب المنتزه الوطني الكبير، ومتحف حضارات الشعوب الأفريقية السوداء، وهو الأول من نوعه في غرب أفريقيا.

وتم تصميم المبنى على شكل هندسي معماري يجمع بين التقاليد والحداثة، إذ برزت فيه معالم الحضارة الإسلامية القديمة، وتم تزيين ساحاته بخطوط قرآنية، ونقوش ورموز إسلامية أخرى.

وهو يمثل امتدادا للمتحف والمعرض الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية الذي تشرف عليه رابطة العالم الإسلامي.

ويسعى متحف السيرة النبوية إلى التعريف بالإسلام وعرض التفاصيل الدقيقة لسيرة محمد صلى الله عليه وسلم اعتمادا على ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.

وتم اختيار دكار لتكون مقرا للمتحف الأول في غرب أفريقيا بموجب اتفاق بين رابطة العالم الإسلامي وحكومة السنغال التي تهدف إلى أن تكون البلاد مكانا رفيعا للمعرفة ونقل التراث الإسلامي.

مشاهدة التاريخ

ويهدف المتحف إلى جذب الزوار من كل أنحاء العالم وخاصة الشعوب الأفريقية لتتعرف على المحطات البارزة في تاريخ الإسلام عبر مشاهد افتراضية تنقل الصورة من المتخيل إلى الواقع.

ويضم المتحف العديد من المعارض والمساحات التفاعلية من ضمنها:

• معرض دائم مخصص لحياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم منذ ولادته في مكة المكرمة إلى انتشار الإسلام.
• قسم توثيقي خاص بتاريخ الحجرة النبوية الشريفة.
• مركز أبحاث وتوثيق في جوانب الحضارة الإسلامية، يهدف إلى دعم الباحثين والمتخصصين في التاريخ الإسلامي.
• مجموعة من المخطوطات التاريخية النادرة والمجسمات والتحف الأثرية الثمينة التي تعود للعهد النبوي في أيام الرسول الكريم.
• ساحات مشاهدة تتميز بتقنيات عرض حديثة تتيح للزوار التجول افتراضيا عبر شوارع مكة في القرن السابع الميلادي باستخدام تقنيات عرض “في آر” (VR) والعرض “ثلاثي الأبعاد” (3D).

وقال الرئيس السنغالي باسيرو فاي إن المتحف الجديد يعطي إضافة نوعية للثقافة الإسلامية السنغالية ويساهم في الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام القائمة على المحبة والتسامح. ‎

شاركها.
Exit mobile version