قارنت الكاتبة الإسرائيلية كارميلا كوهين شلومي بين ما اعتبرته واقعا مزريا تعيشه إسرائيل حاليا بقيادة نتنياهو، والواقع الذي عاشته في عهد رابين (رئيس الوزراء سابقا) وأوضحت أن نتنياهو وحكومته يستهترون بحياة الأسرى.

وقالت -في مقال لها بعنوان “ملاك الخراب هنا وهناك” نشرته صحيفة “زمان إسرائيل”- إن الذكرى السنوية لاغتيال رابين مرت بصمت كبير، متسائلة عن سبب تجاهل هذه المناسبة على الصعيدين السياسي والشعبي.

وتحدثت الكاتبة عن أن الفارق بين نتنياهو ورابين يشير إلى تحول أخلاقي عميق، حيث كان الأخير “يجسد المسؤولية والالتزام بالقيم” بينما يمثل نتنياهو صورة الزعيم الأناني الذي يسعى للبقاء في السلطة بأي ثمن، متناسيا مصالح الشعب وقيم الدولة.

كاريزما دون أخلاق

وترى شلومي أن ظاهرة صعود القادة المستبدين ليست مقتصرة على إسرائيل، بل تكررت في العديد من الدول حول العالم.

وأشارت إلى أن الجماهير أصبحت تميل إلى انتخاب زعماء يتمتعون بالكاريزما لكنهم يفتقرون للأخلاق السياسية، ويتمسكون بالسلطة عن طريق تأجيج الخلافات والخطابات التحريضية، مضيفة أن هذه الظاهرة تتجلى بوضوح في إسرائيل حيث تم انتخاب نتنياهو مرارا رغم الانتقادات الواسعة لسياساته.

وذكرت الكاتبة أن عددا من القيادات السياسية يصفون نتنياهو بـ”ملاك الخراب” إذ يستغل نفوذه لتكريس حالة من الانقسام في المجتمع، ويعمل على حماية مصالحه الضيقة، متجاهلا تطلعات الشعب واحتياجاته الحقيقية.

وصفتها وسائل إعلام إسرائيلية بالفضيحة.. تفاصيل تسريب معلومات من مكتب نتنياهو

انقسامات حادة

واعتبر المقال أن الأزمات السياسية والأمنية التي تواجهها إسرائيل تزداد تفاقما نتيجة لسياسات نتنياهو، ففي الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات على مختلف الجبهات الأمنية، يتخذ رئيس الوزراء قرارات تزيد من حدة الانقسامات الاجتماعية، مثل إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت “تلبية لمطالب الأحزاب المتشددة” ورغبة في إرضاء القوى الدينية على حساب القيم المدنية والمصالح العامة.

وأضاف أن سياسات نتنياهو أدت إلى تراجع قيم العدالة والمساواة في المجتمع، حيث أصبحت التعيينات الحكومية والقرارات المصيرية مرتبطة بمصالح ضيقة، مما يعزز حالة الاستياء الشعبي.

وحسب شلومي، فإن استمرار نتنياهو في السلطة يُحدث أضرارا نفسية كبيرة للإسرائيليين الذين يرون في حكومته رمزا للفساد والاستبداد، إذ عمقت سياساته حالة الانقسام في المجتمع ويشعر كثيرون بالإحباط من القيادة التي يرون أنها تخدم مصالحها وتتجاهل معاناتهم اليومية.

ولفتت إلى أن مشاهد الاحتجاجات المتكررة ضد الحكومة لا تؤثر على نتنياهو الذي يعتبر نفسه محصنا ضد الغضب الشعبي، وترى عائلات الأسرى والجنود القتلى أن حكومته تستهتر بمصير أبنائهم.

كما قالت إن المعارضة الإعلامية والسياسية لسياسات نتنياهو باتت محدودة، حيث إن نفوذه يشمل أيضا وسائل الإعلام والنخب السياسية، من خلال الاعتماد على شبكة من التحالفات والموالين الذين يروجون لسياسته ويحمونه من الانتقادات.

شاركها.
Exit mobile version