وجّه الانفجاران اللذان وقعا أمس الأول الأربعاء في محافظة كرمان (جنوبي شرق إيران) ضربة لأسواق المال والعملات في البلاد.

ورفع الانفجاران أسعار سعر صرف العملات الأجنبية والذهب، إذ وصل سعر الدولار في السوق المفتوحة الخميس إلى 51 ألفا و250  تومان، أي بارتفاع بنسبة 1.65% مقارنة باليوم السابق، وهو مستوى مقاومة يراه الإعلام الإيراني مهما، وقد حافظت عليه العملة المحلية لأكثر من 3 أسابيع.

جاء ذلك بعد أن بدأ السوق مستقرا وسط تراجع لأسعار العملات الأجنبية والذهب حتى وقت بث خبر الانفجار، في حين أغلقت سوق معاملات الدرهم الإماراتي متأخرة ساعتين عن المعتاد، وهذا يعني ارتفاع نسبة الطلب في إيران تجاه الدرهم بعد انفجاري كرمان.

ووقع الأربعاء انفجاران بفارق زمني 10 دقائق، استهدفا حشودا في محافظة كرمان جنوبي إيران كانت تحيي الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني بضربة أميركية.

الذهب

ارتفع سعر سكة الذهب (عملة معدنية ذهبية يقاس بحسبها سوق الذهب في إيران) بعد الانفجارين ووصل إلى نحو 30 مليون و400 ألف تومان (723 دولار)، أي بارتفاع بنسبة 1.48% مقارنة باليوم السابق، حيث كان 29 مليونا و950 ألف تومان في وقت سابق، مع عودة المشترين المتحمسين إلى السوق.

وارتفعت أسعار الذهب وبلغ كل جرام من الذهب عيار 18 قيراط مليونين و570 ألف و600 تومان الخميس، وهو ما يعني ارتفاع بنسبة 1.46% مقارنة باليوم السابق.

وأرجع محللو الأسواق هذا الارتفاع في الأسعار إلى الطلب على شراء الذهب بمناسبة عيد الأم في إيران، فضلا عن انفجاري كرمان.

يشار إلى أن الذهب واصل ارتفاعاته في 2024 إلى الآن بعد زيادة في مجمل 2023.

 أما على صعيد سوق الأوراق المالية (البورصة) في طهران، لا يمكن رصد تأثير انفجاري كرمان، حيث أن يومي الخميس والجمعة عطلة في إيران وتكون البورصة مغلقة.

تسلسل زمني لعقوبات فرضتها أمريكا على إيران منذ بداية العام الجاري

وضع غير مستقر

قال أستاذ الاقتصاد، مرتضى أفقه في حديثه للجزيرة نت إن اقتصاد إيران وأسواقها المالية تتقلب نتيجة التأثر بالقضايا الخارجية الجيوسياسية والداخلية، وهذا ما حدث مع الحرب على غزة، إذ ارتفع سعر الذهب والعملات الأجنبية، لكن بعد أن لاحظ الناس عدم تأثير الأحداث على إيران، انخفضت الأسعار ثم ما لبثت أن استقرت.

وأضاف أن احتمال اتساع نطاق الحرب ليشمل إيران أسهم في إبقاء حالة القلق لدى المنتجين والمستهلكين في البلاد، مشيرا إلى أنه مع التوتر الإقليمي والادعاء بوجود علاقة بين طهران وهجمات جماعة الحوثي اليمنية في البحر الأحمر، تضاعف القلق وأضفى حالة من الضبابية على المشهد الاقتصادي.

وقال “في ظل الظرف الجيوسياسي الحالي من الطبيعي أن يؤثر انفجارا كرمان في توقعات الإيرانيين، وأن يشعرهم بعدم الأمان فيهرعون إلى شراء السلع والخدمات والعملات الأجنبية بصورة مضاعفة”.

هيكل الاقتصاد

من جانيه، يقول أستاذ الاقتصادي، آيزاك سعيديان للجزيرة نت إنه بعد حادثة كرمان، ارتفعت العملة الأجنبية والذهب، معدّا أن هذا أمر طبيعي في اقتصاد يشهد تضخما بأكثر من 40% وتراجعا في نمو الناتج المحلي، وانكماشا اقتصاديا منذ سنين، وحجم سيولة كبير جدا، وفق وصفه.

ويضيف سعيديان أن الإعلام الاقتصادي في إيران عزا الاتجاه الهبوطي للأسواق المالية إلى حادثة كرمان فقط، بينما ثمة عوامل أخرى تتعلق بالبنية التحتية للاقتصاد الإيراني يجب عدم إغفالها.

ورأى أنه سعر الريال الإيراني يوجد في حالة حرجة ومرحلة خطيرة، في ظل مواصلته رحلة التراجع منذ سنوات.

شاركها.
Exit mobile version