تصدّر فيلم الرعب “سينرز” (Sinners) شباك التذاكر خلال عطلة نهاية الأسبوع، محققا 48 مليون دولار في سوق أميركا الشمالية، و63 مليونا عالميا.

وقد اعتبر موقع “فاراييتي” الأميركي أن الإيرادات الضخمة -وهي أعلى افتتاح لفيلم أصيل في مرحلة ما بعد جائحة كورونا- دليل واضح على الجاذبية التجارية التي يتمتع بها كل من بطل الفيلم مايكل بي. جوردن ومخرجه رايان كوغلر، وأن الجمهور لا يزال راغبا في مشاهدة أعمال جديدة لا تعتمد على سلاسل سابقة.

وبحسب الموقع المتخصص في شؤون السينما والترفيه، فإنه يتعين على “سينرز” أن يواصل أداءه القوي في صالات السينما من أجل تحقيق الربح. إذ تشير المصادر إلى أن صناعه أنفقوا ما يقارب 90 مليون دولار لإنتاجه، فضلا عن 50 إلى 60 مليونا أخرى على حملات التسويق العالمية. وبما أن دور العرض تحتفظ بحصة تصل إلى نصف إيرادات التذاكر، فإن الفيلم بحاجة إلى تحقيق إجمالي يتراوح بين 200-225 مليونا عالميا ليصل إلى نقطة التعادل على مستوى الإيرادات السينمائية فقط.

ويقول ديفيد أ. غروس مدير شركة “فرانشايز ري” للاستشارات السينمائية “إنه افتتاح ممتاز لفيلم رعب تاريخي. كوغلر وجوردن من أكثر الأسماء موهبة وشعبية في هوليود. لكن كلفة الإنتاج الهائلة ستظل تؤثر على مسار الفيلم، وتضع له سقفا مرتفعا لتحقيق الأرباح”.

وقد أرجعت ريبيكا روبن محررة “فاراييتي” انطلاقة “سينرز” القوية في شباك التذاكر الأميركي -خلال عطلة نهاية الأسبوع- إلى الأسباب الخمسة التالية:

1- نجومية كوغلر وجوردن

بعد نجاحات سابقة في أفلام تجارية قوية مثل سلسلة “كريد” (Creed) و”الفهد الأسود” (Black Panther) أثبت كل من كوغلر وجوردن أنهما قادران على تقديم تجارب سينمائية جاذبة تجاريا. وقد حصلت جميع أفلام كوغلر السابقة على تقييمات ممتازة من الجمهور في استطلاعات “سينما سكور”:

  • “محطة فروتفيل” (Fruitvale Station): A
  • “كريد” (Creed): A
  • “الفهد الأسود” (Black Panther): A+
  • “الفهد الأسود: واكاندا للأبد” (Black Panther: Wakanda Forever): A

وحققت هذه الأفلام مجتمعة إيرادات تجاوزت 2.4 مليار دولار عالميا، مما يجعل من كوغلر (38 عاما) صاحب سجل ناصع كمخرج بين أبناء جيله.

وفي المقابل، أثبت جوردن أيضا مكانته كقوة جذب سينمائي، خاصة بعد نجاحه في أولى تجاربه الإخراجية “كريد 3” (Creed 3) الذي أصبح الأعلى إيرادا ضمن الثلاثية، محققا 275 مليون دولار عالميا.

وتنقل روبن عن بول ديرغارابديان كبير المحللين في “كوم سكور” قوله إن فيلم سينرز “يجمع بين إخراج متقن وقوة نجمية لا يُستهان بها”.

وفي مؤشر على ثقة وارنر براذرز بكوغلر، تفوّقت الشركة على منافسين آخرين في المزايدة على الفيلم، ووافقت على منحه حقوق الملكية بعد مرور 25 عاما على صدوره، وهي صفقة نادرا ما تُمنح في هوليود، إذ إن كوينتن تارانتينو من القلائل الذين عقدوا صفقة مشابهة لأعماله، منها فيلم “حدث ذات مرة في هوليود” (Once Upon a Time… in Hollywood) الصادر سنة 2019.

2- استقبال الجمهور الإيجابي للعمل

يلعب جوردن في “سينرز” دور التوأمين المتطابقين “سموك” و”ستاك” اللذين يعودان إلى الجنوب الأميركي ثلاثينيات القرن العشرين بعد الحرب العالمية الأولى، ويفتتحان ملهى ليليا، قبل أن تبدأ مصاصو الدماء باجتياح البلدة الصغيرة.

وقد نال الفيلم إشادة غير مسبوقة من النقاد، حيث حصل على معدل تقييم بلغ 98% على موقع “روتن تومايتوز”. كما منحه الجمهور تقييم “A” باستطلاعات “سينما سكور” وهو أول فيلم رعب ينال هذه الدرجة منذ 35 عاما، وفقا لبيانات “وارنر براذرز”.

وبحسب “فاراييتي” تعرف أفلام الرعب بأنها تؤدى أداء جيدا في شباك التذاكر، لأنها توفّر تجربة مشاهدة جماعية ممتعة ومثيرة، لكن هذه النوعية من الأفلام غالبا ما تُعاني من تقييمات منخفضة بعد العرض، نظرا لكونها تترك المشاهدين في حالة من التوتر وعدم الارتياح. ومع ذلك، لم يكن هذا هو الحال مع “سينرز” مما يشير إلى أن سمعة الفيلم الطيبة ستستمر في جلب جماهير جديدة عبر توصيات المشاهدين.

وتنقل روبي عن غروس قوله “لقد استُقبل الفيلم بشكل رائع، ومن المرجح أن يواصل أداءه الجيد خلال الأسابيع القادمة”.

3- اهتمام جمهور الألفية والجيل “زد”

أبدى الجمهور الشاب اهتماما خاصا بالفيلم وموضوعه الماورائي، إذ كشفت استطلاعات الخروج أن 64% من الحاضرين كانوا من فئة الـ35 عاما فأقل، وكان الشريحة الأكبر منهم تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاما (46%).

ورغم أن الفيلم مصنف “آر+” (+R) تقول روبي إن 2% فقط من الحضور كانوا دون الـ18، لكنهم الأكثر حماسة، وكانوا الفئة الوحيدة التي منحت الفيلم تقييما “A+” في استطلاعات “سينما سكور”.

أما من ناحية التركيبة العرقية للجمهور، فجاءت على النحو التالي:

  • %40 من الحضور كانوا من الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية.
  • %35 من البيض.
  • %18 من المتحدرين من أصول لاتينية.
  • %5 من الآسيويين.

ويقول غروس “يتمتع جوردن بشعبية جارفة بين جميع الفئات، لكن الحضور من ذوي البشرة السوداء قادوا المسيرة”.

الملصق الدعائي لفيلم الرعب الأميركي “سينرز” الذي طُرح في صالات العرض في أبريل/نيسان 2025 (الجزيرة)

4- قوة شاشات العرض

قبل طرح الفيلم، ظهر كوغلر في مقطع فيديو قصير، قدّم فيه للجمهور شرحا مبسّطا حول الفروق بين نسب العرض وتنسيقات التصوير -من “ألترا بانافيجن 70” (Ultra Panavision 70) إلى “آيماكس” (IMAX) بنسخته العريضة- لمساعدتهم على اختيار تجربة المشاهدة المثلى.

وقد أثمرت هذه الخطوة عن نتائج ملموسة:

  • حوالي نصف الجمهور في عطلة نهاية الأسبوع دفع مبالغ إضافية لحضور الفيلم على شاشات العرض الفاخرة.
  • %45 من إجمالي الإيرادات جاءت من قاعات “آيماكس” و”دولبي” وأنظمة مشابهة.
  • %20 من الإيرادات جاءت من “آيماكس” وحده.

ويقول جيف غولدشتاين مدير التوزيع العالمي في “وارنر براذرز” إن صالات آيماكس “ممتلئة لأيام مقبلة”.

وقد أثبت الإقبال المتواصل على صالات العرض المتميزة -التي يفضلها مخرجون مثل كريستوفر نولان ودينيس فيلنوف- أنه خيار رابح تجاريا نظرا لأن أسعار تذاكرها أعلى من المتوسط.

ويقول ريتش غيلفوند الرئيس التنفيذي لـ”آيماكس” إن رايان شريك “مبدع بحق” واصفا إيه بأنه مخرج بصري “من الطراز الرفيع ومحب متفانٍ” لآيماكس. وقد أثبت مرة أخرى أن التعاون مع “آيماكس” يعود بالنفع “إبداعيا وتجاريا”.

5- الأثر الإيجابي يعم الجميع

تقول محررة “فاراييتي” إنه بعد سلسلة من الإخفاقات في شباك التذاكر -مثل فيلم “سنو وايت” (Snow White) و”ذي التو نايتس” (The Alto Knights) من إنتاج ديزني- بدأت دور العرض تلاحظ عودة الزخم الجماهيري. ويعود الفضل في ذلك جزئيا إلى النجاح الكاسح لفيلم “فيلم ماينكرافت” (A Minecraft Movie) الذي يقترب من حاجز المليار دولار.

ويقول مراقبون إن النجاح الظاهر لفيلم ضخم كـ”ماينكرافت” ساعد على توليد زخم إيجابي لأفلام أخرى، حتى وإن كانت تنتمي إلى أنواع مختلفة تماما مثل فيلم الرعب “سينرز”.

وهذا أمر مبشّر لأفلام مرتقبة مثل “ثاندربولتس” (Thunderbolts) من “مارفل” في 2 مايو/أيار المقبل، و”المهمة المستحيلة: الحساب الأخير” (Mission: Impossible – The Final Reckoning) في 23 مايو/أيار، والتي قد تستفيد من هذا الحراك الجماهيري.

ويقول آدم آرون الرئيس التنفيذي لسلسلة سينمات “إي إم سي” إنه مع فيلمي سينرز وماينكرافت وسواهما “لاحظنا عن كثب كيف أن تنوع الأفلام المعروضة يمكن أن يجتذب جماهير غفيرة. ونحن متحمسون للغاية لما ينتظرنا من أفلام ضخمة خلال موسم الصيف المرتقب”.

شاركها.
Exit mobile version