استبق زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون زيارته التاريخية إلى الصين بتفقد مصنع جديد للأسلحة في بلاده يُعدّ محوريا في خطته لتسريع الإنتاج الضخم للصواريخ.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية اليوم الاثنين أن كيم صادق خلال زيارته للمصنع أمس على “3 خطط جديدة طويلة المدى تتعلق بالقدرة على إنتاج الصواريخ”، معلنا أن قدرة بلاده على إنتاج الصواريخ “ازدادت بسرعة”.

وأفادت الوكالة بأن المصنع لديه خطوط تجميع لتسريع إنتاج الصواريخ، وقالت “إن كيم أشاد بالعلماء والعمال وصادق على خطط للتحسين”.

ولم تكشف الوكالة عن موقع المصنع الذي زاره كيم، لكن وكالة “أسوشيتد برس” رجحت أن يكون في مقاطعة جاغانغ، مركز صناعة الذخائر في البلاد، الواقعة على الحدود مع الصين.

وجاءت جولة كيم قبل رحلته إلى بكين حيث سينضم إلى زعماء من بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحضور عرض عسكري في العاصمة الصينية.

وسيكون هذا أول لقاء لكيم مع الرئيس الصيني شي جين بينغ منذ أكثر من 6 سنوات، وأول مناسبة له للاجتماع مع مجموعة من قادة العالم منذ توليه منصبه أواخر عام 2011.

وينظر كثر إلى هذا العرض الذي تنظمه بكين، احتفالا بالذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية الثانية، على أنه أول تجمع دولي متعدد الأطراف يشارك فيه الزعيم الكوري الشمالي.

وأكدت كل من الصين وكوريا الشمالية الأسبوع الماضي أن كيم سيزور الصين لأول مرة منذ 6 سنوات لحضور العرض العسكري الذي سيقام في بكين بعد غد الأربعاء، والذي يصادف الذكرى الـ80 للحرب العالمية الثانية ومقاومة الصين للعدوان الياباني في زمن الحرب.

أكثر من هدف ورسالة تتضمنها زيارة كيم إلى بكين (الأوروبية)

رسائل

ومن بين القادة الأجانب الـ26 الذين دعاهم الرئيس الصيني شي جين بينغ، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تلقى دعما كبيرا من كيم في حربه خلال على أوكرانيا، مما يجعل حدث بكين استعراضا للتحالف الثلاثي ضد الجهود الأميركية لتعزيز التعاون الأمني ​​مع كوريا الجنوبية واليابان.

ومن شأن جلوس شي وبوتين وكيم معا في ميدان تيانمن أن يُمثّل عرضا متحدّيا للوحدة في وقت يتزايد فيه إحباط الغرب من حرب روسيا في أوكرانيا.

أما رؤساء الدول الأوروبية الوحيدون الذين سيحضرون العرض فهم: الرئيس الصربي المقرب من روسيا ألكسندر فوتشيتش، ورئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو.

وتوقعت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية أن يغادر كيم إلى الصين بالقطار في وقت ما من اليوم، مشيرة إلى الإجراءات الأمنية المشددة في مدينة داندونغ الحدودية الصينية، حيث توقفت حركة السكك الحديد، وتوقفت الفنادق عن استقبال الضيوف الأجانب.

ميدان تيانمن يحتضن العرض العسكري التاريخي بحضور 26 رئيس دولة (الأوروبية)

هواجس

ويقول مسؤولون كوريون جنوبيون إن كيم سعى لتسريع إنتاج الذخائر، حيث يزود روسيا بكميات كبيرة من المعدات العسكرية، بما في ذلك المدفعية والصواريخ الباليستية.

وتقول كييف إن كيم أرسل أيضا آلاف الجنود منذ الخريف الماضي للقتال إلى جانب القوات الروسية ضد أوكرانيا، حيث يُعطي الأولوية لموسكو كجزء من سياسة خارجية تهدف إلى توسيع العلاقات مع الدول التي تواجه الولايات المتحدة.

ومنذ تحالفها مع روسيا، أصبحت كوريا الشمالية أكثر صراحة في الشؤون الدولية خارج شبه الجزيرة الكورية، حيث أصدرت بيانات دبلوماسية حول النزاعات في الشرق الأوسط ومضيق تايوان، بينما صورت نفسها كجزء من جبهة موحدة ضد واشنطن.

ويقول بعض الخبراء إن حضور كيم في الحدث المتعدد الأطراف في بكين جزء من الجهود المبذولة لتطوير شراكات مع دول أخرى مقربة من الصين وروسيا.

يذكر أن الصين لا تزال أكبر شريك تجاري لكوريا الشمالية وشريان حياتها الاقتصادية، ويُنظر إلى حضور كيم للعرض العسكري في بكين أيضا على أنه محاولة لاستعراض العلاقات مع حليف رئيسي وتعزيز النفوذ قبل استئناف محتمل للمفاوضات مع واشنطن.

وأعرب الرئيس دونالد ترامب والرئيس الكوري الجنوبي الليبرالي الجديد لي جاي ميونغ مرارا وتكرارا عن أملهما في استئناف المحادثات مع كوريا الشمالية، لكن كوريا الشمالية رفضت علنا محاولاتهما للتواصل.

وأعلنت كوريا الجنوبية مؤخرا تعليق بث إذاعي يُدار من قِبل الجيش إلى كوريا الشمالية، في إطار خطوات لتخفيف التوترات.

وكانت حكومة لي قد أوقفت بالفعل العديد من قنوات البث الإذاعي الأخرى التي تغطي أخبار كوريا الجنوبية والعالم، وأزالت مكبرات الصوت الأمامية التي كانت تُستخدم لبث أغاني البوب ​​الكوري والأخبار الأجنبية والرسائل الدعائية عبر الحدود.

وتتجنب كوريا الشمالية المحادثات مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية منذ انهيار الجولة الدبلوماسية السابقة بين كيم وترامب عام 2019، بعد رفض ترامب مطالب كيم بتخفيف العقوبات بشكل كبير مقابل خطوات جزئية نحو نزع السلاح النووي.

شاركها.
Exit mobile version