تتعاون روسيا وبيلاروسيا لصناعة طائرة جديدة خفيفة متعددة المهام تحمل اسم “أوسفاي”، مع خطط لتطوير وإطلاق الطائرة ذات المحركين بحلول عام 2027.

وأعلن الرئيس فلاديمير بوتين عن المشروع الطموح، مسلطا الضوء على هدف إنتاج ما يصل إلى 100 طائرة في غضون 3 سنوات بعد الإطلاق، وفق ما ذكرته صحيفة فزغلياد الروسية.

تفاصيل أكثر

تم تصميم طائرة “أوسفاي” لاستيعاب 19 راكبا، وهي عبارة عن جهد مشترك بين مصنع أورال للطيران المدني (يو زد جي إيه) في روسيا ومصنع إصلاح الطائرات في بارانوفيتشي في بيلاروسيا.

وتقول الصحيفة إنه تم التوقيع في 15 أبريل/نيسان الماضي على الاتفاقية الحكومية الدولية لتطوير وإنتاج الطائرة، ومن المقرر أن تضع “أورال للطيران المدني” اللمسات النهائية على المواصفات الفنية في سبتمبر/أيلول المقبل، وبعد ذلك سيبدأ الشركاء البيلاروسيون في تطوير أجزاء محددة.

تأثير السوق

وبحسب الرئيس بوتين، فإن الجدول الزمني المتوقع للإنتاج الضخم هو عام 2027، بهدف تصنيع ما يتراوح بين 85 و100 طائرة بحلول عام 2030.

وتهدف هذه الطائرات -وفقا للمصدر- إلى سد حاجة سوقية كبيرة كما هو الحال مع النماذج المماثلة في السوق العالمية، وتتراوح أسعارها بين 5.5 و8 ملايين دولار.

ويُنظر إلى التعاون بين روسيا وبيلاروسيا على أنه مفيد للطرفين، وقال رومان غوساروف مدير بوابة “آفيا روسيا” إن “قدرات مصنعنا مشغولة بالكامل بالفعل بإنتاج طائرات أكثر تعقيدا وأكبر حجما”.

وأضاف “تتمتع بيلاروسيا بخلفية قوية في مجال الطيران والهندسة الميكانيكية، مما يجعلها شريكا قيما”.

شركات الطيران الروسية تشغل معظم طائراتها عبر الاستئجار من شركات غربية

أهمية فنية وإقليمية

وستكون طائرة “أوسفاي” مهمة للتواصل الإقليمي، خاصة في المناطق النائية ذات الكثافة السكانية المنخفضة في روسيا، مثل أقصى الشمال وسيبيريا والشرق الأقصى، وفقا للصحيفة.

وغالبا ما تفتقر هذه المناطق إلى بنية تحتية متطورة للمطارات، وقد تم تصميم “أوسفاي” للعمل على مدارج غير معبدة وتحمّل درجات الحرارة القصوى.

وأوضح ياروسلاف كاباكوف مدير الإستراتيجية في شركة “آي سي فينام” أنه “يمكن استخدام الطائرة لأغراض مختلفة: نقل الركاب على الطرق الإقليمية، وتوصيل البضائع، بما في ذلك المساعدات الإنسانية، وعمليات الإجلاء الطبي، وحتى لخدمات الطوارئ”.

سياق تاريخي

وفي الحقبة السوفياتية وما بعد الاتحاد السوفياتي تمت تلبية الحاجة لمثل هذه الطائرات جزئيا بواسطة الطائرة التشيكية “إل-410″، والتي تم إنتاجها وفقا للمواصفات السوفياتية على ما ذكرته صحيفة فزغلياد، ومع ذلك فإن العقوبات الأخيرة جعلت من المستحيل مواصلة هذا التعاون.

وتهدف الطائرة “أوسفاي” الجديدة إلى سد هذه الفجوة وتلبية الطلب الحالي على الطيران الإقليمي في روسيا.

وتعمل بيلاروسيا على تعزيز قدراتها من خلال بناء محطة إنتاج جديدة أكبر بـ3 أضعاف من المحطة الحالية والاستثمار في الآلات المتقدمة.

وسيشهد التعاون إنتاج معظم المكونات في روسيا، بما في ذلك المحركات، في حين سيتم التجميع وتصنيع بعض الأجزاء في بيلاروسيا.

ويعترف خبراء مثل غوساروف بالطبيعة الطموحة للمشروع، وأشار إلى أن “الجدول الزمني لبدء الإنتاج التسلسلي بحلول عام 2027 متفائل، ولكن يمكن تحقيقه من خلال إدارة المشروع بكفاءة”.

وأضاف “في الوقت الحالي هناك حاجة كبيرة لمثل هذه الطائرات في روسيا، ونتوقع أن ينمو الطلب”.

شاركها.
Exit mobile version