تضمن اليوم الافتتاحي لمؤتمر قمة الويب في قطر 2025 جلسة نقاشية محتدمة بين فيليكس سالمون كبير المراسلين الماليين في “أكسيوس” وألكسندر وانج المؤسس والمدير التنفيذي لشركة “سكيل إيه آي” (Scale AI) التي تقدم خدمات تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي لمختلف الشركات العاملة في هذا القطاع بدءًا من “أوبن إيه آي” و”إكس” (X) التي أطلقت نموذج “غروك 3” (Grok 3) مؤخرًا.

دارت الجلسة بين فيليكس وألكسندر حول السباق العالمي لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على الساحة الجيوسياسية في العلاقات بين الدول فضلًا عن التنافس بين التقنيات الأميركية والتقنيات الصينية في عالم الذكاء الاصطناعي.

خيار بين تقنيتين

توجد العديد من الشركات التي تعمل على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها من مختلف بقاع العالم، ففي حين كانت الشركات الأميركية سباقة في هذا القطاع سواءً عبر نموذج “شات جي بي تي” أو النماذج الأخرى المنافسة لها، ولكن في النهاية، فإن هذه النماذج تعتمد على التركيبة التقنية الأميركية أو الصينية، وذلك حسب رؤية ألكسندر وانج لساحة الذكاء الاصطناعي.

أضاف وانج أيضًا أن هذا السباق بدأ حقًا قبل طرح نموذج “شات جي بي تي”، إذ أشار لتدوينة قام بكتابتها سابقًا حول الذكاء الاصطناعي وكيف سيكون هو النقطة الأساسية للحروب القادمة، كما قال بأن الحزب الشيوعي الصيني أيضًا يرى هذا الأمر ويسعى للتفوق فيه.

وفي مستهل حديثه عن الفارق بين التقنيات الأميركية والصينية، رسم وانج تشبيهًا بين تقنيات الذكاء الاصطناعي وبداية عصر الإنترنت، إذ كانت الشركات الأميركية هي الرائدة والسائدة في بداية هذا العصر عبر الخدمات التي تقدمها، وذلك حتى تطورت التقنيات الصينية بشكل يجعلها قادرة على المنافسة.

وربما كانت ساحة منصات التواصل الاجتماعي مثالًا واضحًا على ذلك، ففي حين كان السبق للشركات الأميركية مثل “يوتيوب” و”فيسبوك” و”إنستغرام”، إلا أنه ومع تقدم التقنيات الصينية، أصبحت هذه الشركات قادرة على المنافسة مثل “تيك توك” و”علي بابا” وغيرها من الشركات.

الجلسة بين فيليكس وألكسندر حول السباق العالمي لتقنيات الذكاء الاصطناعي (الجزيرة)

الفارق الأساسي بين التقنيات الأميركية والصينية

أشار سالمون في سؤاله إلى أن الفارق بين التقنيات الأميركية والصينية قد يكون في من يستطيع الوصول إلى البيانات المخزنة في نموذج الذكاء الاصطناعي، فحسب التقنية المستخدمة في بناء نموذج الذكاء الاصطناعي، فإن الدولة المسؤولة عن تطويرها تستطيع الوصول إلى البيانات المخزنة فيه.

ولكن رد وانج جاء مخالفًا لهذا الأمر، إذ يرى أن الاختلاف بين كل هذه التقنيات هو في المنطق أو الأيديولوجية التي يتبعها النموذج فضلا عن القيود الموضوعة عليه، فبينما لا تملك التقنيات الأميركية الكثير من القيود، فإن التقنيات الصينية تتوقف عند حدود السياسة الصينية والأفراد المسؤولين عنها سواءً كان الحزب الشيوعي الصيني أو الرئيس الصيني، وهو ما كان واضحًا مع نموذج “ديب سيك”.

تعاون مع الحكومة القطرية

أعلن ألكنسدر وانج أيضًا ضمن حديثه عن تعاون جديد بين شركة “سكيل إيه آي” (Scale ai) التي يرأسها والحكومة القطرية، وذلك من أجل تقديم نموذج ذكاء اصطناعي قادر على العمل مع 50 حالة استخدام مختلفة مرتبطة بجوانب الحكومة القطرية المختلفة.

وتشمل حالات الاستخدام هذه العديد من الجوانب المختلفة، بدءًا من الجوانب التعليمية أو الصحية أو حتى اللوجستية لتقديم الأوراق اللازمة لتسهيل عمل الحكومة والمتعاملين معها على حد سواء، ويتضمن التعاون إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي وحالات الاستخدام الخاصة به فضلا عن تطويرها مستقبلا وتدريبها بالشكل اللازم، وذلك تدريجيًا حتى نهاية عام 2029.

لم يكشف وانج أو “رويترز” التي نقلت الخبر أيضًا عن قيمة الصفقة في الوقت الحالي، كما نقلت “رويترز” عن تريفور طومسون، رئيس النمو العالمي في شركة “سكيل إيه آي”، تفاؤله بهذا التعاون الذي قد يكون نموذجًا لبقية الحكومات حول العالم.

المنافسة مع الشركات الأخرى

تعمل شركة “سكيل إيه آي” في العديد من القطاعات التقنية حول العالم بما فيها القطاعات الحكومية، وبينما تعد الحكومة القطرية من أوائل حكومات الشرق الأوسط التي تعاونت مع الشركة، فإنها تعمل مع الحكومة الأميركية منذ فترة كبيرة.

وعند سؤاله عن التنافسية بين “بالانتير” (Palantir) و”سكيل إيه آي”، أجاب وانج بأنهم يعملون بشكل وثيق مع الشركة في مشاريع الحكومة الأميركية بشكل لا يجعلهم يتنافسون مع بعضهم، وهذا ما حدث أيضًا مع الحكومة القطرية رغم أنها لم تعمل مع “بالانتير”، إذ أكد أن “سكيل إيه آي” كان خيارًا أساسيًا أمام الحكومة دون وجود منافسة من الشركات الصينية.

وأشار وانج إلى أن النقطة التي تجعل الحكومات تعمل مع شركته هو أن “سكيل إيه آي” تسعى في النهاية لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل يخدم الحكومات ومواطنيها، فبدلا من السؤال حول ما يمكن فعله بالذكاء الاصطناعي، فإن السؤال الرئيسي يكون كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يخدم الحكومات ويجعلها أكثر فعالية.

شاركها.
Exit mobile version