الدوحة- تمنح قطر ذوي الإعاقة البصرية فرصة فريدة لمتابعة مباريات كأس آسيا لكرة القدم عبر توفير خدمة التعليق “الوصفي السمعي” التي تقدّم لهم سواء خلال الحضور بالملاعب، أو متابعة المباريات من المنزل عبر تطبيق إلكتروني خاص.

وهذه هي المرة الثالثة التي تقدّم فيها هذه الخدمة في قطر بعد نجاحها خلال تجربتين سابقتين في بطولة كأس العرب ومونديال قطر 2022، حيث تم تقديمها حينها باللغتين العربية والإنجليزية، وتمنح الخدمة فرصة التفاعل مع أحداث المباريات والأجواء الجماهيرية في الملاعب.

ورافقت الجزيرة نت المعلّق الأردني مراد الصوص للتعرف على التجربة عن قرب على أرض الواقع، إذ يكتفي المعلّق التقليدي بالقول -مثلاً- أن الكرة في وسط الملعب، بينما يسهب المعلّق الوصفي السمعي بالتفصيل لما يجري، فيتحدّث عن أن الكرة في وسط الملعب على قوس الدائرة اليمين أمام خط المنتصف بـ10 أمتار، إلى آخره من الوصف الدقيق التفصيلي.

المعلّق مراد الصوص يوضح أهم النقاط التي تميز التعليق الوصفي السمعي عن نظيره العادي (الجزيرة)

وصف خاص للمباريات

ويقول الصوص، في حديثه للجزيرة نت، إن الوصف لا يقتصر على هذا الحد بل يتم ذكر أعداد اللاعبين في منطقة الجزاء من كلا الفريقين عند تنفيذ ركلة ركنية أو ضربة حرّة على سبيل المثال، ويتم إعطاء المستمع صورة تفصيلية حتى عن ألوان لباس حارسي المرمى والرقم الذي يحمله اللاعب المحتفظ بالكرة.

ويشير الصوص إلى أن الأمر ذاته يتعلّق بالمدرجات حيث يصف المعلّق اليافطات التي يحملها المشجّعون ويقرأ العبارات المكتوبة أو الرسومات التي يتم استخدامها بشكل جماعي أو فردي وأعداد الجماهير الموجودة بشكل تقريبي من كلا الفريقين المتنافسين.

ويوضح المعلق الأردني أنه تجري لقاءات مع هذه الفئة للاستفهام منها حول أبرز الأمور التي يرغبون بمعرفتها خلال مشاهدتهم للمباريات للخروج بأفضل تجربة ممكنة، مشيرا إلى أن المعلق الوصفي السمعي يتلقى دورات تأهيلية لهذه المهمة.

ويتابع أن ردود الفعل الإيجابية تعطي حافزا للاستمرار في هذه الخدمة، مبينا أن أحد التعليقات التي تركت أثرا لديه هو ما كتبه أحد المشجعين من ذوي الإعاقة البصرية على لافتة في إحدى المباريات “نحن نرى العالم من خلال قطر والتعليق الوصفي”، مشددا على أن هذا حق من الحقوق الطبيعية لهذه الفئة.

إضافة نوعية للمكفوفين

بدوره، قال رئيس مركز قطر الاجتماعي الثقافي للمكفوفين فيصل الكوهجي للجزيرة نت إن التعليق الوصفي السمعي للمباريات أعطى للمكفوفين إضافة نوعية من أجل الحضور إلى المنافسات الرياضية، وحقق مفهوم الدمج الاجتماعي في الفعاليات الرياضية.

وقال الكوهجي -وهو من ذوي الإعاقة البصرية- يستطيع الآن الشخص الحضور للملعب والحصول على وصف دقيق لما يحصل في المعلب علاوة على استمتاعه بالأجواء العامة والجماهيرية مما يمنحه أجواء مثالية للمتابعة ويؤكد مبدأ الشمولية التي تتيحها هذه الفعاليات.

وأضاف الكوهجي أن الإقبال على الخدمة عال جدا بين الأشخاص من المكفوفين وضعاف البصر، حيث تشجّع الكثير منهم لحضور المباريات التي تتيح هذه الخدمة وهي حاليا مباريات المنتخبين القطري والسعودي، مشيرا بالقول “أعرف عددا كبيرا من منتسبي مركزنا على سبيل المثال ممن طلبوا التذاكر لحضور المباريات”.

تعميم التجربة

بدوره، قال جاسم صلاح -أحد متلقي الخدمة- إنه في ما سبق كان يشعر بتجربة منقوصة لمتابعة المباريات عبر الاستماع للتعليق الاعتيادي، لكن التعليق الوصفي أتاح له إطلاق العنان لمخيلته في تصّور تفاصيل المشهد من خلال الاستماع لشرح دقيق وتفصيلي لكل ما يدور في أرضية الملعب.

وأضاف أنه يمكن لأي شخص المتابعة من منزله، لكن كحال أي مشجّع لمنتخبه فإن للمتابعة من الملعب نكهة مختلفة، داعيا لتعميم هذه الفكرة لتشمل أحداثا أخرى مثل الدوريات المحلّية والفعاليات الثقافية التي يمكن أن تمنحها هذه الخدمات إضافة نوعية.

وللمرة الثالثة في تاريخها، تنظم قطر بطولة كأس آسيا لكرة القدم حيث يتنافس في النسخة الـ18 من البطولة 24 منتخبا للظفر باللقب القاري الذي توج به المنتخب القطري في النسخة الأخيرة التي أقيمت في الإمارات.

شاركها.
Exit mobile version