أكد عدد من المترجمين على الدور الحضاري الدولي الذي تلعبه جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في تعزيز الحوار بين الثقافات، بينما اعتبر الأمين العام للجائزة حسن النعمة أنها تغرس في دروب الإنسانية سنابل مثقلة بالسلام ولغة الحوار العالمي لتعزيز الترجمة بين العربية ومختلف اللغات.

وقال المترجمون، في ندوة عقدتها الجائزة أمس الثلاثاء تحت عنوان “من العربية إلى البشرية: عقد من الترجمة وحوار الحضارات”، إن الجائزة خلال عقد من الزمان كانت قادرة على الوصول إلى المترجمين في مختلف أنحاء العالم ومن مختلف اللغات بما يعزز الحوار بين الثقافة العربية وغيرها من الثقافات.

واعتبر مدير منتدى العلاقات العربية والدولية الدكتور محمد حامد الأحمري، في كلمته بافتتاح الندوة، أن الجائزة التي تحتفي بمرور 10 سنوات على إطلاقها، أصبحت من أكبر الجوائز في العالم في مجال الترجمة، لافتا إلى أن نجاحها على مدى السنين الماضية جاء نتيجة جهود دؤوبة من مجلس الأمناء واللجان المختلفة، التي حرصت جميعها على أن تتميز بالمهنية والمصداقية والشفافية، كاشفا عن مراحل عمل الجائزة منذ تسلم الأعمال المرشحة وتدقيقها وعرضها على لجان التحكيم ومراجعتها وصولا إلى المرحلة الأخيرة للتحكيم.

وأشار في كلمته إلى رسالة الجائزة في الارتقاء بالترجمة كونها فرصة لتعزيز التفاهم بين الأمم، منوها بأهمية الترجمات على مر التاريخ في إيجاد حالة من التثاقف بين الشعوب والحضارات المختلفة.

وتضمنت الندوة جلستين عقدت الأولى تحت عنوان الترجمة من اللغة العربية وإليها: واقع وآفاق، شارك فيها كل من المترجم والأكاديمي المغربي الدكتور حسن حلمي، الدكتورة ربا رياض خمم أستاذة مشاركة في اللغة العربية واللغويات والترجمة في جامعة ليدز، المملكة المتحدة، والدكتور سلفادور بينيا مارتين أستاذ في قسم الترجمة في جامعة مالقة الإسبانية، والدكتورة نبيلة يون أون كيونغ أستاذة ورئيسة قسم اللغة العربية في جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية بكوريا الجنوبية، وأداراها الدكتور يوسف بن عثمان أستاذ الفلسفة وتاريخ العلوم الحديثة بجامعة تونس المنار.

في حين بحثت الجلسة الثانية دور جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة، وكيفية تطوير هذا الدور. وشارك فيها كل من الدكتور والمترجم التركي أرشد هورموزلو رئيس المنتدى الدولي للحوار التركي – العربي، والدكتور الزواوي بغورة أستاذ ورئيس قسم الفلسفة جامعة الكويت، والمترجم الدكتور شكري مجاهد أستاذ الأدب الإنجليزي المتفرغ بجامعة عين شمس المصرية، والدكتور علي حاكم صالح أستاذ الفلسفة بجامعة ذي قار بالعراق، وأدارها الدكتور خالد أرن مدير مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في تركيا.

منارات الثقافة

وأكد الأمين العام لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي حسن النعمة، أن الجائزة تواصل جهودها لنقل منارات الثقافة العربية وإسهاماتها في الحضارة الإنسانية، مشيرا إلى أنها تشكل عبر مسيرتها جسرا للعبور إلى عوالم جديدة، نستلهم منها التقدم والفكر الإنساني الملهم.

وأعرب النعمة خلال الحفل الختامي لتكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في دورتها العاشرة، عن سعادته بوصول الجائزة إلى عقدها الأول ونجاحها في إبراز دور قطر الريادي في توثيق التفاهم الدولي وتعزيز السلام، استنادا إلى إسهاماتها الثقافية المتناغمة مع الجهود الإنسانية في مجالات الفكر.

وقدم النعمة شكره للأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على دعمه ورعايته للجائزة التي تسهم في تعزيز التقدم والتفاهم الدولي، وأضاف: “نحتفل اليوم بمرور 10 سنوات على هذه الجائزة، وهو يوم مشهود في تاريخ قطر المعاصر، وتأكيد لدورها في مد جسور المعرفة من الدوحة إلى العالم. تسير الجائزة في استكمال جهود الحضارة الإسلامية عبر العصور، وإسهامات الأمة العربية في إثراء التراث الإنساني”، معربا عن أمله في استمرار نجاح الجائزة لتحقيق “أهدافها السامية التي تتجاوز تكريم المترجمين لتصل إلى تعزيز رسالة ثقافية وفكرية عالمية”.

وفي كلمة ألقتها ستيفاني دوجول، نيابةً عن الضيوف وممثلي المترجمين، أعربت عن شكرها لدولة قطر وجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي على تكريم المترجمين من أنحاء العالم، مؤكدةً أن الجائزة رمز لتقدير جهودهم والاحتفاء برسالتهم النبيلة.

وقالت: “الترجمة ليست مجرد نقل للكلمات، بل هي فن نبيل يتطلب فهما عميقا للثقافات، وتقديما دقيقا للمعنى. إنها جسر بين الشعوب يعزز الحوار والتعاون. وبين اللغة العربية واللغات العالمية، نجد فضاء غنيا بالإبداع والتاريخ المشترك”.

وأضافت: “كمترجمة فرنسية، كان العمل مع النصوص العربية تجربة استثنائية. شعرت بثقل الأمانة وجمال الرسالة في كل نص قمت بترجمته. اللغة العربية بثرائها تحمل تراثا وقيما إنسانية تتجاوز الحدود. من خلال الترجمة، نساهم في تقديم هذا التراث إلى العالم ونفتح للقارئ العربي نافذة جديدة على الإنتاج الأدبي والفكري العالمي”.

وأكدت دوجول أن جائزة الشيخ حمد تؤدي دورا محوريا في دعم المترجمين، مشيرة إلى أنها ليست مجرد اعتراف بجهودهم، بل رسالة تقدير وتشجيع على مواصلة العطاء.

وأهدت دوجول التكريم إلى المترجمين العاملين بصمت، مؤكدة أهمية دورهم في تقارب الشعوب.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأنباء القطرية (قنا)

شاركها.
Exit mobile version