قال كاتبان قطريان إن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الدوحة تعكس رغبة البلدين في تفكيك مشاكل المنطقة، وأكدا أن تجاهل الرئيس الأميركي زيارة إسرائيل خلال وجوده بالمنطقة يكشف تزايد التقارب الأميركي العربي.

ووصف الكاتب الصحفي جابر الحرمي الزيارة بأنها استثنائية وتاريخية، وقال إنها مؤشر على حجم وقوة ومتانة العلاقة بين قطر والولايات المتحدة الأميركية.

واستقبل أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الرئيس الأميركي اليوم الأربعاء في الدوحة بمستهل زيارته للعاصمة القطرية المحطة الثانية من زيارته الخليجية، وذلك بعد يوم حافل من الدبلوماسية وعقد الشراكات في الرياض أمس الثلاثاء.

وقال جابر الحرمي -في مداخلة على قناة الجزيرة- إن العلاقة بين البلدين مبنية على أسس من الاحترام والتعاون والتكامل في العديد من المسارات، فعلى المستوى الثنائي هناك تعاون في مختلف القطاعات.

كما تتعاون قطر والولايات المتحدة في مناطق متعددة، إذ كانت الدوحة -يقول الحرمي- طرفا مهما في الوصول إلى اتفاقات وإحلال السلام في مناطق مختلفة، سواء بحضور أميركي مباشر أو من خلال دول أخرى في مناطق الصراعات.

واستطاعت قطر -يضيف الحرمي- أن تحقق سلاما ناجزا وإيجابيا، وأن توجد استقرارا حقيقيا بعيدا عن السلام الهش، مشيرا إلى أن ترامب أكد أكثر من مرة وخلال الزيارة الحالية على أن دولة قطر طرف مهم وتسعى دائما إلى إحلال السلام.

وأضاف أن العلاقة بين الدوحة وواشنطن اختبرت في أكثر من مجال، وحققت نجاحات، وعززت الثقة بين الجانبين، وقال إن نموذج هذا التعاون يتعلق بموضوع قطاع غزة، وقبله ملفات وأزمات متعددة على رأسها أفغانستان، عندما استطاعت الدوحة أن تتوصل إلى اتفاق سلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان أسفر لاحقا عن خروج أميركي من أفغانستان.

وذكّر الكاتب الصحفي بأهمية الوساطة القطرية في ملف أفغانستان، وكيف أنها نجحت في التوصل إلى اتفاق سلام وقع في الدوحة بعد 20 عاما من الحرب.

مزيد من التعاون

من جهة أخرى، توقع الضيف القطري أن تشهد العلاقات الأميركية القطرية مزيدا من التعاون والتنسيق خلال السنوات الأربع المقبلة، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية تعلم أن قطر لديها مصداقية وما تقوله يحظى باهتمام.

واعتبر أن زيارة ترامب هذه المرة للمنطقة لا تحمل جوانب اقتصادية فقط، بل تتضمن أيضا مسارات سياسية ومحاولة إيجاد استقرار أكثر في المنطقة، مشيرا إلى أن قطر ستكون عنصرا مؤثرا وفاعلا في المرحلة المقبلة.

وفي السياق، قال رئيس تحرير صحيفة “العرب” فالح الهاجري إن واشنطن والدوحة تعملان من أجل السلام في المنطقة والعالم بما لهما من قوة سياسية ودبلوماسية.

ولفت الهاجري إلى أن الولايات المتحتدة تعتمد على الوساطة القطرية في كثير من الملفات الإقليمية المهمة وخصوصا ما يتعلق بالحرب على غزة وأوكرانيا والحوار مع إيران.

وتوقع المتحدث أن تثمر النقاشات الجارية عن نتائج إيجابية خصوصا وأن بعض ذوي الأسرى الإسرائيليين موجودون حاليا في الدوحة ويسعون لمقابلة ترامب لإقناعه بوقف الحرب.

ويرى الهاجري أن التعنت الإسرائيلي ومحاولات الضغط العسكري المتواصل على غزة تعكس الضغوط الداخلية على بنيامين نتنياهو، وقال إن عدم ذهاب ترامب لإسرائيل وحديثه الضمني عن الجرائم التي ترتكب ضد المدنيين في فلسطين يعكسان التقارب الكبير بين الولايات المتحدة ودول الخليج.

وقال إن إطلاق سراح عيدان ألكسندر تعطي مؤشرا على نجاح الوساطة في التوصل لنتائج إيجابية، وتوقع أن تتمخض هذه الجهود عن خطوات إيجابية مستقبلا.

وتحدث الهاجري عن قرار رفع العقوبات التي كانت مفروضة على سوريا، وقال إنها خطوة مهمة جدا لاستقرار المنطقة، وإنها مؤشر إيجابي على ضرورة المضي قدما نحو الاستقرار.

واعتبر المتحدث أن رفع العقوبات عن سوريا يحمل أيضا رسالة لإسرائيل بأنه لا أحد يريد حروبا أو فوضى، ويعطي مؤشرا على وجود حلحلة لكثير من المشاكل، مؤكدا أن هذه الخطوة “ستساعد سوريا جدا في بناء نفسها من الصفر وأن تستقر سياسيا واقتصاديا وتعيد مكانتها في المنطقة”.

وخلال اجتماع في الديوان الأميري، قال أمير دولة قطر للرئيس الأميركي “جميعنا يريد إحلال السلام في المنطقة، ونأمل أن يتحقق ذلك هذه المرة”، مشيرا إلى أن بإمكان الدوحة وواشنطن مواصلة العمل معا لإحلال السلام في المنطقة أو بمناطق أخرى كالسلام بين روسيا وأوكرانيا.

من جانبه، قال الرئيس الأميركي لأمير قطر “أحببنا بعضنا بعضا، وعملنا معا على أعلى المستويات لإحلال السلام في هذه المنطقة وعبر العالم”.

شاركها.
Exit mobile version