الدوحة- اختنقت عبرات ميعاد العمادي، مديرة الفعاليات باللجنة المنظمة لكأس آسيا “قطر 2023” عندما سألناها عن تأثير العدوان الإسرائيلي بغزة على جدول الفعاليات المصاحبة للتظاهرة الكروية التي تستضيفها الدوحة، وتابعت أن هناك غيمة حزن خيمت منذ 7 أكتوبر/تشرين الثاني الشهر الماضي.

وأشارت -في حوار مع الجزيرة نت- إلى أن الفعاليات تتضمن رسائل دعم لفلسطين، وتمنت أن يكون لمباريات منتخب “الفدائيين” طابع خاص، مؤكدة أن كرة القدم تجمع الشعوب وتقدم رسائل سامية، ولفتت إلى أنهم من خلال البطولة سيحاولون تقديم الدعم والرسائل التي نريد كقطريين ولجنة منظمة إلى فلسطين.

وكشفت أن قطر جاهزة بنسبة 90% للحدث الكروي الآسيوي الذي ينطلق في 12 من الشهر المقبل، والـ10% المتبقية عبارة عن أمور تشغيلية عادية، ووعدت الجماهير القادمة إلى العرس الآسيوي بمفاجأة -كعادة قطر- عند استضافة البطولات الرياضية الكبرى وفي مقدمتها مونديال 2022.

وهذه تفاصيل الحوار:

العمادي تؤكد أن البطولة ستتضمن رسائل دعم للشعب الفلسطيني (الجزيرة)
  • ما مدى الجاهزية لاستضافة قطر كأس آسيا 2023؟

إن النجاح الباهر في استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022 جعلنا جاهزين لاستضافة أي فعالية رياضية على المدى القريب أو البعيد، فالمونديال منحنا خبرات شخصية وجماعية مهمة من الناحية البشرية، جعلتنا جاهزين لكأس آسيا بنسبة 100%، وأما من الجانب اللوجستي والبنية التحتية فنحن جاهزون بنسبة 90%، والـ 10% المتبقية لاستضافة هذا الحدث القاري عبارة عن الأمور التشغيلية واللوجستية والعمل الاعتيادي والتنسيق مع شركائنا المحليين، ومنهم وزارات المواصلات والداخلية والصحة، وميناء الدوحة والحي الثقافي (كتارا) ومشيرب ولوسيل.

ومثال على ذلك التنسيق مع مترو الدوحة “الريل” من حيث تنظيم حركة الجمهور والضغط المتوقع خلال فترة كأس آسيا، وتمديد ساعات العمل كما حدث خلال فترة كأس العالم قطر 2022.

وكل الفضل في هذه الجاهزية النوعية يعود للإرث الذي تركه مونديال قطر، فالإرث دائما ما يمنحك الخبرات المثقلة بالتجربة التي تفيد المجتمع المحلي والمجتمع الدولي من حيث بطولات الفيفا والبطولات الدولية القادمة، وأقولها وبكل فخر مونديال قطر الأفضل في التاريخ منذ عام 1930 بشهادة المجتمع الدولي.

  • ما توقعات نجاح كأس آسيا؟

الجمهور دائما ما ينتظر أي بطولة تنظمها قطر، فقد نظمنا كأس الخليج وكانت من أفضل البطولات، وأيضا كأس العالم للأندية، إضافة للتنظيم المبهر لبطولة كأس العرب، حيث كانت بطولة قوية جداً، واستضافتها الدوحة بشكل ناجح جعل الأجيال الجديدة يتعرفون على هذه البطولة التي لم يسمعوا عنها قبل أن تنظمها قطر.

دولة قطر أصبحت علامة مسجلة عالميا في نجاح أي بطولة تستضيفها على أرضها، لوجستيا وجماهير وجميع الجوانب الأخرى، والبطولة ستكون ناجحة لعدة أسباب أهمها: إنها ستقام ضمن موسم سياحي ممتع تشهده قطر، الطقس الجميل وموسم العطلات، توفر وسائل نقل متنوعة لسهولة التنقل والاستمتاع بالبطولة والفعاليات، تسهيل دخول الجاليات والمشجعين لمؤازرة منتخبات بلادها من خلال بطاقة هيا.

ورأينا إقبالا كبيرا على البطولة قبل بدايتها من خلال قياس كمية بيع كبيرة لتذاكر المباريات، فالدفعة الأولى من التذاكر انتهت في اليوم الأول، والدفعة الثانية انتهت خلال يومين، والدفعة الثالثة ستنتهي خلال أيام.. نحن واثقون من نجاح كأس آسيا قطر 2023.

  • وماذا عن جدول الفعاليات؟

سنعلن عن جدول الفعاليات المصاحبة للبطولة بالتنسيق مع هيئة السياحة، والشركاء الثقافيين خلال الأيام القليلة القادمة، وهي فعاليات شاملة لا تقتصر على البطولة فقط، بل جميع النشاطات التي ستقام في قطر أثناء البطولة وبعدها، لنضمن أجواء ممتعة وشيقة للجماهير التي ستتوافد على دولة قطر خلال البطولة، إضافة إلى أننا نحضر للعالم مفاجآت مبهرة خلال حفل الافتتاح وطوال أيام البطولة.

  • ما سبب التأخير في الإعلان عن جدول الفعاليات؟

هناك غيمة حزن حلت على الجميع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لما تلاها من أحداث مؤلمة في غزة.. ما يحدث في فلسطين أثر فينا جميعاً، وأقدم التعازي لأسر الشهداء وأتمنى أن يجبر الله مصابهم الأليم ونرى النصر الذي وعدنا به الله.. نعم لقد كانت أحداث غزة هي السبب المباشر في تأخير إعلان جدول الفعاليات.

شهدنا دور قطر الاستثنائي في أحداث غزة، ومنها الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الدوحة والتي كنا نتمنى أن تستمر، ليقف القتل والدمار، لدينا زملاء فلسطينيون ونسمع كل يوم أخباراً مأساوية عن عائلاتهم وذويهم وأصدقائهم، وبالتالي من الصعب أن نحتفل في ظل هذه الأحداث، ولكن مع هذا قررنا أن تكون عائدات التذاكر لصالح أهلنا في فلسطين لنبعث برسالة مفادها: نحن معكم ولن ننساكم وهذا أضعف الإيمان.

  • هل ستشهد بطولة كأس آسيا رسائل داعمة لفلسطين؟

هنالك دائما ضوء في آخر النفق.. وأتمنى أن يكون المنتخب الفلسطيني “الفدائيين” هو ذلك الضوء الذي ينير مساحة ولو صغيرة من الأمل في نفوس الشعب الفلسطيني، نعم البطولة ستشهد رسائل داعمة لفلسطين من خلال الفعاليات، والدعم الجماهيري للمنتخب الفلسطيني، فقد لاحظنا أن أكثر التذاكر التي شهدت إقبالا قياسيا كانت لمباريات المنتخب الفلسطيني، فالكل يريد التضامن مع القضية النبيلة، وعليه فإن مباريات فلسطين ستشهد طابعا خاصا بسبب الدعم الجماهيري الكبير، وستوصل البطولة من خلال الجماهير رسائل نبيلة لكل العالم وهذا هو المعنى الحقيقي للروح الرياضية، وكرة القدم خير مقدم لهذه الروح السامية التي تدعو للسلام والأمان.

  • ما صحة المعلومات التي تشير إلى عدم إقامة مناطق للمشجعين بكأس آسيا؟

صحيح.. لن تشهد البطولة مناطق للمشجعين ” fan zone” فنحن لدينا خطة متكاملة لتنظيم الجماهير داخل الملاعب وخارجها، وذلك بالتعاون مع شركائنا المحليين ولن نقيم هذه المنطقة، فسوق واقف مثلا أصبحت منطقة خاصة للمشجعين طبيعية، بالإضافة إلى كتارا ومشيرب ولوسيل، كلها ستتحول لمناطق طبيعية للمشجعين، وأيضا كثير من المنتخبات المشاركة ستعمل على إقامة مناطق جماهير خاصة بها خلال البطولة، وهذه المناطق ستكون شبيهة بالبيت السعودي مثلا في مونديال قطر 2022، وسيقام فيها فعاليات ترفيهية وثقافية واجتماعية ممتعة للجماهير.

  • ما توقعاتكم لأعداد الجماهير التي ستحضر مباريات بطولة كأس آسيا “قطر 2023″؟

نتوقع أن تشهد البطولة حضورا جماهيريا منقطع النظير، ونحن بدورنا تواصلنا مع روابط المشجعين الموجودين الآن في قطر لنطلعهم على الملاعب ومناطق الفعاليات في البلاد، إضافة للتواصل الدائم مع جاليات المنتخبات المشاركة في الدوحة وخارجها، وقمنا أيضا بتقديم تسهيلات للأشقاء بدول مجلس التعاون الخليجي، والمقيمين بدول الخليج، لحضور المباريات والفعاليات المصاحبة، ونعتقد أن الاقبال الكبير على شراء التذاكر يعد مؤشراً واضحا على الحضور الجماهيري الغفير.

وفي هذه الفترة وقبل بداية البطولة، بتنا نرى الكثير من الإخوة الخليجيين في الدوحة من الأشقاء السعوديين والإماراتيين والكويتيين والعمانيين والبحرينيين، ونحن نرحب بهم في بلدهم الثاني قطر، ناهيك عن الحملات الترويجية التي نقوم بها لاستقطاب الجمهور لبطولة كأس آسيا في كثير من الدول العربية والأوروبية والآسيوية بهدف التعريف بالفعاليات الجماهيرية على هامش المباريات.

  • لو تطلعينا أكثر عن المتطوعين بالبطولة وعددهم ومهامهم وجنسياتهم؟

وصل عدد المتطوعين في بطولة كأس آسيا لأكثر من 6 متطوع آلاف، تم ضمهم من خلال المنصة الجديدة التي أطلقناها قبل أشهر، وسيعملون في مجالات متعددة خلال البطولة من التنظيم، وخدمات المواصلات، الضيافة، التسويق، “الكول سنتر” وفي كل المجالات المتعلقة بالبطولة.

وأما عن جنسيات المتطوعين فهم من قطر والدول العربية والآسيوية، ومنهم من أوروبا والقارة الأميركية، حيث قمنا بتدريبهم كل في مجاله، وكيفية الالتزام والحضور والتعامل مع الجمهور، وهذه مهمة صعبة ولكن مونديال قطر أثبت كفاءة هؤلاء المتطوعين وكيف ساعدوا في إنجاح البطولة بأداء مبهر يستحق الاحترام والتقدير.

  • هل تشعرون بالتحدي بأنكم تريدون تنظيم البطولة بشكل يفوق مونديال قطر؟

لا شيء يشبه كأس العالم قطر 2022، لكننا حقا نتحدى أنفسنا في تقديم الجديد والمبهر في كأس آسيا 2023، ونأمل أن تكون هذه البطولة استثنائية بكل المقاييس، وتقدم الجديد للجمهور ومحبي كرة القدم في كل أنحاء العالم، ونعد القادمين إلينا من كل مكان بأنهم سيستمتعون ويقضون أوقاتا مفعمة بالحماسة والمتعة، ولن تنتهي البطولة إن شاء الله إلا بوجود بصمة قطرية قوية توضع في سجلات تنظيم البطولة القارية، على مر التاريخ.

شاركها.
Exit mobile version