تزداد الأوضاع في شمال قطاع غزة كارثية مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية الأعنف منذ بدء الحرب في ظل تعمد قوات الاحتلال تهجير السكان قسرا وتدمير المنازل والبنى التحتية.

وأفادت مصادر للجزيرة، أن قوات الاحتلال تحاصر مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع، إضافة إلى حصار عشرات الآلاف من السكان في مشروع بيت لاهيا وبلدة بيت لاهيا ومخيم جباليا شمالا.

كما حرقت قوات الاحتلال عشرات المنازل في منطقة مشروع بيت لاهيا، في حين أفاد مصدر طبي للجزيرة بسقوط 820 شهيدا في العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة على جباليا وشمال قطاع غزة.

وأعلن جيش الاحتلال في 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بدء عملية عسكرية جديدة في جباليا بذريعة “منع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من استعادة قوتها في المنطقة”.

ويقول خبراء عسكريون إن إسرائيل تمضي قدما في تطبيق “خطة الجنرالات” التي تنص على حصار السكان في شمال القطاع وتهجيرهم من أجل فرض “منطقة عسكرية مغلقة”.

جريمة قتل متعمد

وتعليقا على ما يجري، قال مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية إن قوات الاحتلال استهدفت المستشفى بشكل مباشر، ولا تزال في محيطه.

وأكد أبو صفية في حديثه للجزيرة أن الاعتداء الإسرائيلي ألحق أضرارا جسيمة بقسم العناية المركزة بالمستشفى.

وفي محاولة منه لتسليط الضوء على المأساة الإنسانية، وصف مدير مستشفى كمال عدوان ما ترتكبه قوات الاحتلال بأنه جريمة قتل متعمد، خاصة أن القوات الإسرائيلية تحول دون وصول المساعدات اللازمة للمستشفى.

ودمر جيش الاحتلال أحياء ومربعات سكنية، وأخرج المراكز الصحية عن الخدمة، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية لإجبار السكان على ضرورة النزوح فقط عبر شارع صلاح الدين الممتد على طول شرقي القطاع من شماله إلى جنوبه.

كما رفضت القوات الإسرائيلية إجلاء المرضى من المستشفى أو إدخال أي مساعدات، وفق أبو صفية، الذي قال إنه يوجد أكثر من 15 حالة بحاجة لإجراء جراحات لا نستطيع القيام بها في المستشفى.

وبيّن أنه لا توجد إمكانيات في المستشفى للقيام بالجراحات التي يحتاجها المرضى، كاشفا أن أغلب الجراحين اعتقلوا.

“كارثة”

في السياق ذاته، قال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن ما يحدث في بيت لاهيا وجباليا كارثة.

ووفق حديث محمود بصل للجزيرة، يرتكب الاحتلال مجازر بحق الأبرياء في محيط مستشفى كمال عدوان، ويفرض حصارا خانقا على المناطق التي تؤوي نازحين وعلى السكان.

وأعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، فجر اليوم الخميس، توقف عمله كاملا في محافظة الشمال، عقب اعتقال جيش الاحتلال 5 من عناصره واستهداف 3 آخرين بشكل مباشر، وقصف مركبة الإطفاء الوحيدة شمال القطاع.

وكان مصدر قيادي بغرفة عمليات المقاومة قد أفاد للجزيرة، في 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بأن الاحتلال دمر -بعد 12 يوما من العملية العسكرية- أحياء بمخيم جباليا، حيث يعيد نشر قواته ليلا لاستكمال عمليات التدمير ونسف المنازل.

وأضاف المصدر أن عملية الاحتلال شمال غزة ومخيم جباليا تخلو من أي هدف عسكري، معتبرا أن الهدف هو استكمال تدمير المنازل بجباليا لتهجير السكان.

ووصفت حركة حماس “خطة الجنرالات” بأنها واحدة من أبشع المخططات العسكرية في التاريخ الحديث وأكثرها انحطاطا ونازية.

وقالت حماس في بيان إن الخطة تهدف إلى “اقتلاع وتهجير شعبنا من شمال قطاع غزة”.

شاركها.
Exit mobile version