أصبحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشكلها القائم منذ خلع الشاه نهاية سبعينيات القرن الماضي تقف أمام خيارين لا ثالث لهما، وهما الاستسلام أو القتال حتى الرمق الأخير، كما يقول مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز.

فقد رفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤشر التهديد إلى سقف غير مسبوق، حيث طالب إيران بالاستسلام غير المشروط، مؤكدا إمكانية قتل المرشد الأعلى للبلاد علي خامنئي، الذي قال إن الولايات المتحدة تعرف أين يعيش.

في الوقت نفسه تزايدت المؤشرات على قرب اتخاذ ترامب قرارا بالدخول المباشر في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، وتحديدا من أجل تدمير منشأة فورد النووية.

وحركت الولايات المتحدة العديد من قطعها العسكرية الإستراتيجية إلى المنطقة أو بالقرب منها، ووضعت أخرى في حالة تأهب بما في ذلك القاذفة الإستراتيجية “بي 52″، حسب ما أكدته الصحافة الأميركية.

خياران لا ثالث لهما

هذه التطورات تعني أن إيران لم تعد مطالبة بالتخلي عن برنامجها النووي أو الصاروخي فقط كما كانت قبل أيام، لكنها أصبحت مطالبة بالاستسلام كدولة كاملة، وفق ما قاله فايز في مقابلة مع الجزيرة.

وقال فايز إن المعادلة على الطاولة حاليا يمكن تلخيصها في أنها تعني “الكل أو اللاشيء”، خصوصا بعدما أكد قائد أركان الجيش الإيراني الجنرال عبد الرحيم موسوي، اليوم الثلاثاء، أن بلاده لم ولن تستسلم أبدا.

ونقل مدير مكتب الجزيرة عن مصادر قال إنها قريبة جدا من دوائر صُنع القرار الإيراني أن الأيام الثلاثة المقبلة ستحدد شكل المواجهة، التي قد تتحول لمعركة كسر عظم حرفيا مع تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر في العمليات.

ووفقا لفايز، فإن هذه المعلومات تشي بوجود مقترح ما على الطاولة خلال هذه اللحظات، وإن القوات الإيرانية الضاربة ومنها البحرية التي لم يصدر عنها أي تصريح أو تحرك حتى اللحظة، ستدخل على خط المواجهة ما لم يتم التوصل لاتفاق.

وتتحرك هذه القوات -وفق فايز- في المياه الخليجية ومضيق هرمز وصولا إلى المحيط الهندي والبحر الأحمر وباب المندب، ولم تتدخل هذه القوات حتى اللحظة في الحرب.

لا نية للاستسلام

لكن حديث ترامب عن إمكانية اغتيال المرشد الأعلى وتدمير منشأة “فوردو” النووية بشكل كامل، وتغيير النظام الإيراني كليا، يعني أن نظام الجمهورية الإسلامية لم يعد أمامه إلا الاستسلام أو المواجهة، حسب فايز، الذي أشار إلى أن الحديث الإيراني يؤكد أن نية الاستسلام غير حاضرة حتى اللحظة.

وقال إن هناك العديد من الدول التي تحاول التدخل لاحتواء ما يجري ومنها قطر وتركيا ودول أوروبية وربما روسيا والصين، لكن لا يوجد شيء واضح حتى الآن، مضيفا “لا يوجد ما يشي بأن إيران ستقدم تنازلا على بياض حتى اللحظة”.

وفي وقت سابق اليوم، قال ترامب إن صبره ينفد، وإنه يتطلع لإذعان كامل من إيران، وإنه يريد نهاية حقيقية للصراع لا مجرد وقف لإطلاق النار.

وعلى الجهة الأخرى، قال رئيس هيئة الأركان الإيرانية عبد الرحيم موسوي إن العمليات السابقة ضد العدو كانت ردعية، وإن بلاده ستنفذ عملياتها العقابية ضده قريبا. ودعا سكان الأراضي المحتلة خاصة في تل أبيب وحيفا لمغادرتها للحفاظ على أرواحهم.

شاركها.
Exit mobile version