يحتفل العالم في 15 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام باليوم العالمي للعصا البيضاء، والذي يعد فرصة لتسليط الضوء على أهميتها كرمز للاستقلالية والقوة بالنسبة لذوي الإعاقة البصرية، بالإضافة إلى تعزيز الوعي المجتمعي حول حقوق المكفوفين ودور العصا البيضاء في تسهيل حركتهم اليومية.

وينظم مركز النور للمكفوفين في العاصمة القطرية الدوحة مجموعة من الفعاليات والأنشطة، التي تبرز أهمية العصا البيضاء كوسيلة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية من التحرك بحرية واستقلالية.

يحتفل العالم في 15 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام باليوم العالمي للعصا البيضاء التي تساعد المكفوفين على الحركة (الجزيرة)

العصا البيضاء رمزا للقوة

ومن جانبها قالت رئيسة قسم الحركة والتوجه في مركز النور للمكفوفين، العنود الكعبي، إن العصا البيضاء تلعب دورا كبيرا في تعزيز استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، موضحة أن العصا البيضاء تمكن ذوي الإعاقة من التحرك بحرية دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين، مما يتيح لهم الاندماج الكامل في المجتمع، وأكدت على أنها ليست مجرد أداة للتنقل، بل هي رمز للقوة والاستقلالية وليست رمزا للضعف.

أما فيما يتعلق بالتحديات التي يواجهها مستخدمو العصا البيضاء، فلفتت الكعبي إلى أن البيئة غير المهيأة بشكل كامل تعد إحدى أبرز العقبات، وتتمثل التحديات الأخرى في عدم توفر العلامات الأرضية والإشارات الدلالية اللازمة التي يحتاجها الكفيف للتنقل بثقة في بيئته، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الحرص الزائد من قبل الأهل على حماية المكفوفين يشكل حاجزًا يمنعهم من استكشاف بيئتهم وتطوير مهاراتهم.

وعن البرامج التي يمكن تطويرها لتحسين قدرة المكفوفين على التنقل، ذكرت الكعبي أن “هناك العديد من البرامج المتنوعة التي يمكن أن تسهم في هذا المجال، مشددة على أن الأهم هو رغبة الشخص الكفيف في التدريب على هذه البرامج، والدافع الذي يمتلكه لتحقيق المزيد من الاستقلالية”.

وركزت على ضرورة تغيير النظرة السائدة نحو المكفوفين، مشددة على أهمية عدم النظر إليهم على أنهم عاجزون، مؤكدة ضرورة منح ذوي الإعاقة البصريّة الفرصة لإثبات قدراتهم من خلال السماح لهم بالتحرُّك بحُريَّة والاستفادة من العلامات البيئيَّة المتوفِّرة لتسهيل حركتهم.

اليوم العالمي للعصا البيضاء

الحرية والاستقلالية

من جهة أخرى أوضحت أخصائية الحركة والتوجيه في مركز النور، منى الخالدي، أن مستخدمي العصا غالبا ما يعبرون عن شعورهم بالحرية والاستقلالية عند التنقل باستخدامها، وأضافت “لقد لاحظنا مدى سعادتهم بقدرتهم على الذهاب إلى أماكن لم يكن بإمكانهم الوصول إليها بدون مساعدة من الآخرين”.

وأوضحت أن هناك شغفا لديهم للسفر بمفردهم، حيث يرغبون في إثبات قدرتهم على التنقل الذاتي، مستفيدين من الأدوات المتاحة لهم، مثل: البوصلة الخاصَّة بالمكفوفين، أو تطبيقات الهواتف المحمولة التي تساعدهم في معرفة الموقع والتحرك بحرية.

وعن كيفية التدريب على استخدام العصا البيضاء بفعالية، ذكرت الخالدي أن التدريب يتم وفق الطريقة التقليدية المتعارف عليها عالميا.

وقالت “نعلّم الأفراد الطريقة الصحيحة لحمل العصا البيضاء، وكيفية استخدامها سواء بالطريقة المسحية أو الطرق لحمايتهم أثناء السير، بالإضافة إلى كيفية استخدام العصا لجمع المعلومات حول محيطهم عبر ملامستها للأسطح الأرضية”، مشيرة إلى أن التدريب يشمل تعليم المكفوفين كيفية التعامل مع مختلف الظروف اليومية، كصعود ونزول السلالم، وعبور الشوارع، والتسوق، وحتى استخدام وسائل النقل العام مثل القطارات.

مركز النور لرعاية المكفوفين بقطر أطلق حملة توعوية شاملة بمناسبة اليوم العالمي للعصا البيضاء (الجزيرة)

تدريب الأفراد

من جهتها، لفتت أخصائية الحركة والتوجيه، هدى، إلى وجود تقنيات حديثة تهدف إلى تحسين تجربة التنقل لدى المكفوفين، مثل العصا الإلكترونية المزودة بالحساسات، والحزام والأحذية ذات التقنيات المشابهة، إلا أن هذه الابتكارات لم تثبت فاعليتها بشكل كامل حتى الآن، وتبقى العصا البيضاء الأداة الأكثر استخداما وثقة بين المكفوفين.

وفيما يتعلق بالنصائح التي توجهها لمستخدمي العصا البيضاء الجدد، شددت هدى على ضرورة الالتزام الجاد بتطبيق المهارات التي يتعلمونها خلال التدريب، حيث تلعب دورا كبيرا في ضمان سلامتهم أثناء التنقل وتجنب المخاطر، مضيفه أن العصا البيضاء لا يمكن الاستغناء عنها، وأنها بمثابة “العين” التي يعتمد عليها الشخص الكفيف في حياته اليومية.

ومن جانبه أعلن مدير إدارة التوعية المجتمعية بالإنابة، عبد العزيز البنعلي، عن إطلاق حملة توعوية شاملة بمناسبة اليوم العالمي للعصا البيضاء، الذي يحتفل به في 15 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، تهدف إلى تعزيز الوعي بحقوق ذوي الإعاقة البصرية وتسليط الضوء على أهمية العصا البيضاء كأداة للحرية والاستقلالية للأشخاص المكفوفين.

وأشار البنعلي إلى أن الحملة تتضمن مجموعة متنوعة من الأنشطة، حيث تم إنتاج فيلم توعوي يبرز الدور الحيوي للعصا البيضاء في حياة الكفيف، كما تم إعداد محتوى خاص لهذه المناسبة، يتضمن تصميم مطويات توعوية وغيرها سيتم توزيعها خلال الفعاليات.

وفي إطار تعزيز الوعي بين الأطفال، تم إعداد قصة توعوية تحمل عنوان “نور وعلي” تقدم بطريقة إبداعية صورة تبرز خدمات المركز والتوعية بذوي الإعاقة البصرية، مضيفا أن الحملة تعاونت مع مكتب الاتصال والإعلام لعرض المحتوى التوعوي على شاشات الأبراج والمباني البارزة في الدوحة، وأيضا على مواقع التواصل الاجتماعي مما يعزز انتشار الرسائل التوعوية.

الأنشطة والاحتفالات

والجدير بالذكر أن احتفال مركز النور للمكفوفين باليوم العالمي للعصا البيضاء يعد حدثا بالغ الأهمية، حيث يعكس التزام المركز بتعزيز الوعي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية وضرورة دعمهم في جميع جوانب حياتهم، وفيما يمثل هذا الاحتفال فرصة للتفاعل مع المجتمع وتعزيز الفهم حول أهمية العصا البيضاء كرمز للاستقلالية والقدرة على التنقل بحرية.

كما يبرز الاحتفال أهمية الابتكار والتقنيات الحديثة في تحسين تجربة التنقل للأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية، ويشجع على تبني المبادرات التي تهدف إلى تحسين بيئة الحركة لهم.

شاركها.
Exit mobile version