“هذا العمل مستوحى من أعمال كتير” هكذا تبدأ رحلتنا مع مسلسل “الكابتن” الذي يخوض به النجم أكرم حسني سباق رمضان 2025، وهو ما يُجيب بدوره عن اتهامات مسبقة طالت العمل باقتباس فكرته من أفلام أجنبية قديمة من بينها الفيلمين “قلب وأرواح” (Heart and Souls) و”مدينة الأشباح” (Ghost Town).

فهل يكتفي صانعوه بالتناصّ مع أعمال أخرى، مع ترك بصمتهم المصرية الخالصة أم نجد أنفسنا أمام قصاصات باهتة من هنا وهناك؟

“الكابتن” مسلسل كوميدي في إطار من الرعب خفيف الظل، يحكي عن حسام (أكرم حسني)، الطيار الذي تُصاب طائرته بعُطل مفاجئ؛ مما يتسبب بحادث مأساوي يروح ضحيته كل الركاب باستثناء الطيار، قبل أن يدخل في غيبوبة لفترة وحين يفيق يُفاجأ بظهور ستة من أرواح الركاب لا يراهم غيره، يطالبونه بإكمال مهام معلقة لهم على الأرض كي يتمكنوا من العبور إلى العالم الآخر.

فكرة جيدة.. ولكن

سواء كانت الفكرة مقتبسة كليا أو جزئيا، لا يمكن إنكار جودتها وإمكاناتها الكبيرة في تقديم كوميديا الموقف، بشرط معالجتها وتعريبها بطريقة تتناسب مع مجتمعاتنا وتتماشى مع ما يثير ضحك الجمهور المحلي.

عند النظر إلى الأعمال الدرامية السابقة لأكرم حسني، مثل “الوصية”، “مكتوب عليا”، و”بابا جه”، نجد أنه يتميز باختيار أعماله بعناية، حيث تأتي غنية بالمواقف الكوميدية دون اللجوء إلى الاستسهال أو الاستخفاف، مع تضمين رسائل هادفة، وهو أمر مهم نظرًا لشعبيته الكبيرة بين الأطفال والمراهقين.

كل هذه العوامل جعلت الجمهور يراهن على نجاح العمل مبكرًا، خاصة مع تولي معتز التوني إخراجه، وهو صاحب خبرة واسعة في مجال الكوميديا، كما يتجلى في نجاح مسلسل “اللعبة”.

ومع ذلك، كان التخوف الوحيد متعلقًا بالمؤلفين، أيمن الشايب وعمرو الدالي، اللذين لم يقدما تجارب كوميدية كثيرة، باستثناء “ساندي كراش” -إحدى حكايات مسلسل “حلوة الدنيا سكر”- و”بـ100 وش” على التوالي.

مط وتطويل

وبمتابعة الحلقة الأولى ارتفع الأمل لدى المشاهدين، مُعربين عن استمتاعهم بالحلقة والتنوع الواسع بين شخصيات الأرواح؛ مما يُبشّر بمهام وحكايات مختلفة وطازجة، غير أن الحلقات التالية أصابتهم بالملل بسبب المط والتطويل.

إذ ظلت الحلقات الثلاث الأولى تُعيد وتُزيد في المقدمة نفسها وكل ما جرى استنتاجه من الإعلان الدعائي بالفعل، البطل يحاول الهروب من الأرواح التي تطارده، والمحيطون به لا يصدقونه ويتهمونه بالهلوسة.

ومع الوصول إلى الحلقة الرابعة بدأت المهمة الأولى أخيرا؛ مما أعاد العمل إلى المربع الأول مرة أخرى وسط تخوفات البداية والتساؤل هل كانت تلك مجرد كبوة أم سيظل العمل يتأرجح بين المتوسط والأقل من العادي؟

كوميديا الرعب

شهدنا في السنوات الأخيرة مجموعة من الأعمال التي جمعت بين الدراما والرعب مثل المسلسل السعودي “المشهد الأخير” والمسلسل اللبناني “الزيارة” أو الكوميديا والرعب وهو ما لم نكن معتادين عليه بالدراما العربية، مثل مسلسل “البيت بيتي” بموسميه والذي شارك بكتابته أحمد عبد الوهاب، وقد نجح العمل كثيرا الأمر الذي وضع “الكابتن” في مقارنة صعبة.

إذ تميز “البيت بيتي” بالكتابة الذكية وغير المكررة حيث الكوميديا التلقائية والمتجددة النابعة من قلب الأحداث وتوليفها مع الرعب الناتج عن التوتر لا المعتمد على المؤثرات، والأهم السرد التصاعدي والمفردات البصرية وليدة البيئة المصرية دون ابتذال مع كثير من التشويق والإخراج الجذاب.

ورغم أن “البيت بيتي” لعب على ثيمة تكرار المواقف والحوارات في الموسم الثاني، فقد فعل ذلك بحرفية تقبلها الجمهور وباتت مثيرة للضحكات المضاعفة، على عكس ما جرى بمسلسل “الكابتن” الذي وقع في فخ التكرار الممل؛ إذ شرعت الشخصيات تكرر لوازمها مرة تلو الأخرى طوال الحلقات الثلاث الأولى.

التقلقل العاطفي

على مستوى التمثيل برع النجم أحمد الرافعي بأداء الشخص المُصاب بمرض نفسي نادر يُعرف باسم “التقلقل العاطفي” وهو اضطراب يُصيب صاحبه بنوبات مفاجئة من الضحك الشديد أو البكاء.

ورغم تكرار اللازمة من الرافعي طوال الوقت فقد أجاد الانتقال بين الحالتين بانسيابية وسلاسة، وكان من الجيد على مستوى الكتابة استغلال ذلك الاضطراب في مهمته المعلقة.

وممن برزوا أيضا الممثل أحمد عبد الوهاب والذي أُتيحت له مساحة كبيرة نسبيا، وغلب على مشاهده الطرافة دون مبالغة، على عكس مشاهد آية سماحة.

أما باقي النجوم فلم يتركوا انطباعا يُذكر وإن كانت الشخصية التي يلعبها محمد رضوان حيث الممثل المسرحي المغمور توحي باحتمالية لمهمة مضحكة وكذلك شخصية سامي مغاوري.

في حين لم يكن اختيار سوسن بدر موفقا مع أنها تجيد كوميديا الموقف مثلما سبق وجرى بمسلسل “عايزة أتجوز” و”البحث عن علا”، لكنها هذه المرة تبدو باهتة الأداء، الأمر الذي دعا البعض لتمني استبدال الممثلة ليلى عز العرب بها.

البرومو الرسمي لمسلسل "الكابتن" 2025 | ارواح الركاب مش هتسيب الكابتن في حالة😂

“الكابتن” مسلسل كوميدي من 15 حلقة، إخراج معتز التوني وتأليف عمرو الدالي وأيمن الشايب، وبطولة مشتركة بين أكرم حسني، وآية سماحة، وأحمد عبد الوهاب، وميمي جمال، وسوسن بدر، ورحمة أحمد، وأحمد الرافعي، وسامي مغاوري، ومحمد رضوان، وعمر شرقي.

شاركها.
Exit mobile version