جسد عدد من الناشطين الداعمين للقضية الفلسطينية في الولايات المتحدة شهداء غزة في مشهد تمثيلي صامت أمام مقر اللجنة الأميركية للشؤون العامة الإسرائيلية المعروفة اختصارا بـ”أيباك” تنديدا بدعمها لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع عزة.
وفي مقطع فيديو نشره أحد الناشطين والمنظمين للفعالية “حزمي بارمادا” على صفحته بمنصة “إنستغرام” مساء أمس الثلاثاء 2 يناير/كانون الثاني 2024، جلس عدد من الناشطين أمام مقر المنظمة في العاصمة الأميركية واشنطن رافعين لافتات تندد بالدعم والتمويل المالي الذي تقدمه منظمة “أيباك” لإسرائيل.
وظهر في المقطع أحد الأطفال يحمل لافتة مكتوب عليها “لقد سلبت أحلام 11 ألف طفل فلسطيني”، في إشارة إلى عدد القتلى من أطفال غزة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فيما رفع ناشط آخر لافته تقول “الضرائب الخاصة بك تقتل أطفالا في غزة”.
وفي مشهد مشابه، وضع ناشطون أول أمس الاثنين 30 ألف كفن أمام قاعدة عسكرية في ولاية كاليفورنيا الأميركية تكريما لشهداء غزة وتنديدا بالإبادة التي ترتكبها إسرائيل في القطاع بأسلحة ومعدات حربية وتكنولوجيا أميركية الصنع.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى اليوم الأربعاء 22 ألفا و313 شهيدا و57 ألفا و296 مصابا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
“أيباك”.. لوبي صهيوني في أميركا
في عام 1953 تأسست اللجنة الأميركية للشؤون العامة الإسرائيلية المعروفة “أيباك” بمبادرة من يشعيا كينن العضو السابق في اللجنة الصهيونية الأميركية للشؤون العامة التي أنشئت عام 1951 في عهد الرئيس الأميركي دوايت إيزنهاور، لكن تغير اسمها لاحقا.
وبموجب القوانين الأميركية سجلت أيباك رسميا كجماعة ضغط (لوبي) للقيام بمهمة الدعاية لدعم إسرائيل باسم الطائفة اليهودية الأميركية، وعلى مدار العقود الستة الأخيرة حققت المنظمة مكاسب كثيرة عززت العلاقات الإسرائيلية الأميركية، وحافظت على حياد دائم بين حزبي الكونغرس.
وتتشكل اللجنة التنفيذية لأيباك من جميع الطوائف اليهودية الرئيسية (49 في الولايات المتحدة)، ولها جهاز دائم للعمل، وتضم أيضا في عضويتها -إضافة إلى اليهود- أعضاء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وتبلغ ميزانيتها السنوية أكثر من 67 مليون دولار، ولها 18 مكتبا موزعا بالولايات المتحدة.
ويصل عدد أعضاء أيباك المؤيدين إلى أكثر من 100 ألف شخص في أميركا، إضافة إلى آلاف المتطوعين، كما تضم طواقم من المفكرين والباحثين، بعضهم خبراء في السياسة الأميركية الداخلية، وتقوم بتقديم تقارير مالية فصلية كل ثلاثة أشهر إلى وزير الخارجية ورئيس مجلس النواب.
وتعتمد أيباك على إستراتيجية المساومة وتبادل المصالح، عبر تقديمها كافة أشكال الدعم للمشرعين من أجل الفوز في الانتخابات التشريعية، مقابل الحصول على دعم وتأييد للقضايا التي تهمها.
وتقوم بالمبدأ نفسه بمساعدة الرؤساء الأميركيين على تمرير برامجهم في الكونغرس، باستخدام نفوذها على المشرعين الذين ساعدتهم على الفوز في الانتخابات التشريعية، مقابل ضمان دعم البيت الأبيض القضايا التي تهمها، وعلى رأسها المصالح الإسرائيلية.
ويتباهى موقع “أيباك” على الإنترنت بأن 98% من المرشحين الذين دعمتهم فازوا في انتخاباتهم، وأن لجان التمويل التابعة لها دشنت بالفعل هجوما ضد منتقدي إسرائيل في الكونغرس.
وشرعت المنظمة أيضا في دخول الجامعات الأميركية للتأثير على الهيئات الطلابية بعد شعورها بازدياد نفوذ هيئات وحركات تدعم القضايا العربية، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني.
وتشن أيباك هجمات بلا رحمة على النائبتين الداعمتين للقضية الفلسطينية رشيدة طليب وإلهان عمر. ونشرت ذات مرة إعلانات تعرض وجه إلهان بالفوتوشوب بجوار صواريخ حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وهي حملة سرعان ما أسفرت عن تلقي النائبة ذات الأصول الصومالية تهديدات بالقتل.