منذ 2004 أول وآخر لقب فاز به منتخب تونس لكرة القدم بكأس أمم أفريقيا، ويحاول “نسور قرطاج” مرارا وتكرارا الظفر باللقب القاري مرة أخرى، ويأمل أن ينجح في العودة إلى منصة التتويجات بنسخة 2023 التي تقام في ساحل العاج.

وتحتضن “الكوت ديفوار” النسخة الـ34 من العرس الكروي الأفريقي في الفترة بين 13 يناير/كانون الثاني و11 فبراير/شباط القادمين.

ويلعب منتخب تونس في المجموعة الخامسة إلى جانب مالي وجنوب أفريقيا وناميبيا.

ويحتل منتخب “النسور” المركز الـ28 في التصنيف الأخير الذي أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لعام 2023، أما أفضل تصنيف عالمي للتونسيين فكان المركز الـ14 واحتلوه في أبريل/نيسان ومايو/أيار 2018.

تاريخ منتخب تونس

تعود بداية ظهور كرة القدم في تونس إلى ثلاثينيات القرن الماضي، لكن الاتحاد التونسي للعبة تأسس في 29 مارس/آذار 1957، وانضم إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) والاتحاد الدولي (فيفا) عام 1960.

وفي الثاني من يونيو/حزيران 1957 خاض منتخب تونس أول مباراة في تاريخه وحقق فيها الفوز على ليبيا (4-2)، أما أكثر المنتخبات التي واجهها نسور قرطاج فهو المنتخب الجزائري بإجمالي 48 مباراة.

يشرف اتحاد كرة القدم على تنظيم اللعبة الشعبية الأولى في تونس للمنتخبات الوطنية بكل أصنافها ولمسابقات الأندية بكل درجاتها، أما منصب رئيس الاتحاد فيشغله وديع الجريء الذي يتولى المنصب منذ 31 مارس/آذار 2012.

كأس أفريقيا

يملك المنتخب التونسي لكرة القدم سجلا حافلا بالمشاركات القارية، إذ خاض نهائيات كأس أمم أفريقيا في 20 مناسبة، كما أنه لم يغب عن النهائيات منذ عام 1994، إذ شارك في كل الدورات بانتظام بين عامي 1994 و2022.

وتوج منتخب نسور قرطاج بكأس أمم أفريقيا في مناسبة وحيدة، وذلك عندما استضاف البطولة عام 2004 وحقق اللقب عقب الفوز على نظيره المغربي في الدور النهائي (2-1)، كما بلغ النهائي في مناسبتين، وذلك عام 1965 في تونس وعام 1996 في جنوب أفريقيا.

ويعود أول ظهور للمنتخب التونسي في نهائيات أمم أفريقيا إلى دورة 1962 التي احتضنتها إثيوبيا، وفي نسخة 1965 استضافت تونس النهائيات في نسختها الخامسة، وخسرت اللقب بعد الهزيمة في الدور النهائي أمام غانا (2-3)، كما بلغت نصف نهائي دورة 1978، قبل أن تنسحب من المسابقة احتجاجا على التحكيم في المباراة الترتيبية أمام نيجيريا.

أبرز اللاعبين التونسيين

وعلى امتداد تاريخه ضم المنتخب التونسي عددا من اللاعبين البارزين في الكرة الأفريقية والعربية مثل حارسي المرمى الصادق ساسي المعروف بـ”عتوقة”، والمختار النايلي، فضلا عن طارق ذياب الذي أحرز الكرة الذهبية الأفريقية عام 1977، وحمادي العقربي والمختار ذويب ونجيب غميض وتميم الحزامي وعلي الكعبي، وآخرين ممن شكلوا الجيل الذهبي لنسور قرطاج في مونديال الأرجنتين 1978.

كما ضم منتخب تونس عددا آخر من اللاعبين المميزين مثل الحارس شكري الواعر، والمدافعين كريم حقي، وخالد بدرة، وراضي الجعايدي، وسامي الطرابلسي، وحاتم الطرابلسي، وعادل السليمي، ونبيل معلول، وجمال الإمام، ورؤوف بوزيان، وزياد الجزيري، وياسين الشيخاوي، ومهدي النفطي، وعلي بومنيجل، وجوزيه كلايتون البرازيلي الأصل، وغيرهم.

أما المدربون الذين تولوا قيادة منتخب تونس فيعد التونسي عبد المجيد الشتالي قائد تونس في مونديال الأرجنتين 1978 من أبرزهم، في حين حقق الفرنسي روجيه لومير إنجازات لافتة مع النسور، لعل أبرزها التتويج بكأس أمم أفريقيا 2004.

مشاركات تونس في كأس العالم

يعد المنتخب التونسي لكرة القدم من المنتخبات العربية الأكثر حضورا في كأس العالم، إذ يتساوى مع المنتخبين المغربي والسعودي بـ6 مشاركات، لكنه عجز عن تخطي الدور الأول في كافة مشاركاته.

تعود بداية ظهور المنتخب التونسي في نهائيات كأس العالم إلى نسخة الأرجنتين 1978، وحينها كان نسور قرطاج المنتخب الوحيد الذي يمثل القارة السمراء، وتمكن من حجز بطاقة تأهله بعد تصفيات ماراثونية بعدما أزاح من طريقه منتخبات المغرب والجزائر نيجيريا ومصر.

وفي النهائيات، لعبت تونس ضمن المجموعة الثانية، وحققت في أول مباراة لها فوزا تاريخيا على المكسيك (3-1)، وهو أول فوز لمنتخب عربي وأفريقي في تاريخ كأس العالم، كما واجهت بولندا وخسرت منها بهدف دون رد، قبل أن تتعادل مع ألمانيا دون أهداف وتغادر المسابقة بعد مشاركة اعتبرها الملاحظون مشرّفة جدا للكرة الأفريقية التي استفادت انطلاقا من نسخة 1982 بمقعد إضافي في النهائيات.

وغابت تونس بعد ذلك الظهور اللافت عن النهائيات، قبل أن تتأهل لمونديال فرنسا 1998، لكن الإخفاق رافقها بالخروج من الدور الأول بعد هزيمتين وتعادل، وهي الحصيلة نفسها في دورتي 2002 و2006، فيما تمكن نسور قرطاج في آخر ظهور لهم في المونديال (روسيا 2018) من تحقيق ثاني فوز في تاريخ مشاركاتهم، وذلك على حساب بنما (2-1)، لكن ذلك لم يجنبهم الانسحاب المبكر بعد هزيمتين أمام إنجلترا وبلجيكا.

ورغم خروجه من الدور الأول من مونديال قطر باحتلاله المركز الثالث بـ4 نقاط في المجموعة التي ضمت فرنسا وأستراليا والدانمارك فإن منتخب تونس قدم بطولة مميزة، إذ فاز على فرنسا بطلة العالم عام 2018، وتعادل مع الدانمارك، وخسر بصعوبة من أستراليا.

جلال القادري

يشرف جلال القادري على تدريب منتخب تونس، وذلك منذ فبراير/شباط 2022، حيث تولى المنصب خلفا للمنذر الكبير بعد أن كان مدربا مساعدا له لما يناهز 9 أشهر.

وقاد القادري (51 عاما) تونس إلى التأهل للمرة الـ21 في تاريخها للبطولة القارية، وقبلها عبر بمنتخب بلاده إلى مونديال قطر عقب الفوز على مالي في الدور الحاسم من التصفيات (1-0) في مجموع الذهاب والإياب، كما حقق لقب دورة اليابان الودية في يونيو/حزيران الماضي، علما بأن مسيرته كلاعب كانت مع أندية مغمورة في الدرجتين الثانية والثالثة.

بدأ القادري مشواره التدريبي بعمر 34 عاما، وأشرف على أندية الملعب التونسي والنادي البنزرتي وشبيبة القيروان، فضلا عن تجارب في الدوريين السعودي والإماراتي.

أبرز اللاعبين الحاليين لمنتخب تونس

يعوّل منتخب تونس على مجموعة من اللاعبين المحترفين في أوروبا والدوريات العربية، فضلا عن عدد قليل من لاعبي الدوري التونسي.

  • يوسف المساكني (مهاجم النادي العربي القطري وقائد المنتخب وثاني أكثر اللاعبين تمثيلا للمنتخب بـ92 مباراة دولية).
  • منتصر الطالبي (لوريون الفرنسي).
  • علي معلول (الأهلي المصري).
  • نعيم السليتي (الأهلي القطري).
  • عيسى العيدوني (يونيون برلين الألماني).

جدول مباريات تونس في المجموعة الختامية بأمم أفريقيا

  • الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني: تونس x ناميبيا (ملعب أمادو غون كوليبالي).
  • السبت 20 يناير/كانون الثاني: تونس x مالي (ملعب أمادو غون كوليبالي).
  • الأربعاء 24 يناير/كانون الثاني: تونس x جنوب أفريقيا (ملعب أمادو غون كوليبالي).
شاركها.
Exit mobile version