يعتبر الزبيب أو العنب المجفف إحدى أكثر الفواكه المجففة شيوعا في مختلف أنحاء العالم.

وبالرغم من انتشاره العام كله، كمكون بسيط ومتعدد الاستخدامات في المطبخ، فإن الإقبال على شرائه يتضاعف في شهر رمضان، حيث إنه يدخل في إعداد أصناف متنوعة من الحلويات الرمضانية وأطباق العزومات، مثل الأرز بوصفاته المختلفة والدجاج.

أصل الزبيب

يعود تاريخ الزبيب إلى نحو 2000 سنة قبل الميلاد في مصر القديمة وبلاد فارس، ويُشار إلى اكتشافه أول مرة صدفة عندما عُثر عليه مجففا على أشجار الكروم.

وفي الفترة ما بين 900 و120 قبل الميلاد، بدأ الأرمن والفينيقيون القدماء في تطوير زراعة العنب، حيث أسس الأرمن مزارع الكروم الخاصة بهم حول بلاد فارس (إيران وتركيا والعراق)، إذ لم تتمتع هذه المناطق بالمناخ المثالي لزراعة العنب وتجفيفه طبيعيا فقط، بل كانت أيضا قريبة من روما واليونان باعتبارهما الأسواق التجارية الأولى للزبيب، كما بدأ الفينيقيون في إنشاء مزارع الكروم في اليونان وجنوب إسبانيا.

ومع انتشاره، أصبح الزبيب من الأغذية المفضلة لدى شعوب البحر الأبيض المتوسط، فحظي بشعبية كبيرة لدى قدماء الإغريق لحلاوته الطبيعية وقيمته الغذائية، واستُخدم بكميات كبيرة في روما القديمة لطهي الصلصات واليخنات وحتى في حشو اللحوم.

ولعب دورا في الممارسات الدينية والثقافية الرومانية، فقُدم كقرابين للآلهة وتزيين أماكن العبادة، وكان يُمنح كجوائز في الأحداث الرياضية، ويُستخدم في المقايضة، ووصفه الأطباء القدماء لعلاج العديد من الأمراض بداية من التسمم بالفطر إلى أمراض الشيخوخة.

وعلى الرغم من شعبية الزبيب في العديد من الدول الأوروبية، لم يصل إلى شمال أوروبا حتى القرن الحادي عشر، ومع تحسن طرق التجارة والنقل أثناء الحروب الصليبية، تعرفت إنجلترا على التوابل الجديدة المنقولة من الشرق، جنبا إلى جنب مع الفواكه المجففة والزبيب الذي أصبح مكونا شائعا في العديد من وصفاتهم سواء المالحة أو الحلوة.

وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، بدأت زراعة العنب تنتشر بكثرة في ولاية كاليفورنيا الأميركية، وبدأت صناعة الزبيب تزدهر في المنطقة حتى أصبحت كاليفورنيا اليوم واحدة من أكبر منتجي الزبيب في العالم إلى جانب تركيا وإيران.

على الرغم من شعبية الزبيب في العديد من الدول الأوروبية، فإنه لم يصل إلى شمال أوروبا حتى القرن الحادي عشر (شترستوك)

الفوائد الغذائية للزبيب

لا يعد الزبيب لذيذا فحسب، بل إنه مغذٍ أيضا، فهو يحتوي على نسبة عالية من السكريات الطبيعية، مما يجعله معززا رائعا للطاقة، ووفق مراجعة منهجية نشرتها المكتبة الأميركية للطب عام 2020، فإن إضافة نصف كوب من الزبيب إلى النظام الغذائي اليومي، قد يكون مفيدا للصحة العامة، إذ يحتوي الزبيب على معادن أساسية مثل الحديد والمغنسيوم والكالسيوم، كما أنه يساعد على التحكم في نسبة سكر الدم على الأمد الطويل، ويُخفض ضغط الدم، وأشارت الدراسة كذلك إلى أن مضادات الأكسدة في الزبيب قد تساعد على تعزيز وظائف القلب والأوعية الدموية. وهذه بعض فوائده الأخرى:

يعد الزبيب مصدرا رائعا للألياف، إذ يمنحك نصف كوب من الزبيب 3.3 غرامات من الألياف، أو ما يصل إلى 24 بالمائة من احتياجاتك اليومية، وتعمل الألياف على تحسين عملية الهضم وتعزيز الشعور بالشبع فترة أطول.

  • خصائص مضادة للأكسدة

يحتوي الزبيب على نسبة عالية من مضادات الأكسدة مثل الفينولات والبوليفينول التي تعمل على محاربة الجذور الحرة التي تضر بالجسم وقد تؤدي إلى الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطان، كما تعمل على تقليل الالتهاب وتعزيز وظائف المخ.

  • صحة الفم والأسنان

أشارت دراسة نشرتها مجلة (التغذية) عام 2009 إلى أن الزبيب يحتوي على مواد كيميائية نباتية يمكن أن تعزز صحة الأسنان واللثة بمحاربة البكتيريا الموجودة في الفم وتؤدي إلى تسوس الأسنان.

  • غني بالبوتاسيوم

يمكن الحصول على المزيد من البوتاسيوم في نظامك الغذائي عن طريق تناول الزبيب، ووفقا لمعاهد الصحة الأميركية، فإن البوتاسيوم هو إلكتروليت يلعب دورا مهما في انقباض العضلات وانبساطها وتنظيم ضربات القلب وتوازن السوائل داخل الجسم.

dried grapes, dark raisins in bowl on wooden table background. المصدر: أدوبي ستوك
الزبيب يعزز مذاق العديد من الأطباق ويضفي حلاوة طبيعية على المخبوزات (أدوبي ستوك)

الزبيب في النظام الغذائي

يعزز الزبيب مذاق العديد من الأطباق، فهو يضفي حلاوة طبيعية على المخبوزات مثل البسكويت والكعك، ويستخدم في حشو وتزيين الحلويات، ويمكنك تناوله وجبةً خفيفة بمفرده أو مضافا على الزبادي أو يمكن مزجه مع المكسرات والبذور لتعزيز الطاقة خلال اليوم.

يمكنك أيضا، رشه على السلطات لإضفاء لمسة من الحلاوة أو مزجه مع دقيق الشوفان الصباحي، أو إضافته إلى العصائر كمُحلٍ طبيعي بدلا من السكر المكرر، كما أنه يضيف لمسة فريدة في الأطباق المالحة، مثل الأرز البرياني والكسكسي وحساء اللحوم والصلصات.

تحضير الزبيب في المنزل

يجف العنب عادة تحت أشعة الشمس المباشرة، لكن هذه العملية قد تستغرق عدة أيام، لذا يمكنك استخدام الفرن بدلا من ذلك عن طريق غسل العنب جيدا والتخلص من أي سيقان به ثم وضعه على صينية خبز مبطنة بورق زبدة، وتركه في الفرن لمدة 4 إلى 6 ساعات على درجة حرارة 225 درجة فهرنهايت، حتى يتحول إلى اللون البني ويجف، ويُترك الزبيب حتى يبرد تماما ثم يخزن في برطمان محكم الغلق عدة أسابيع.

تخزين الزبيب

ينصح عادة بحفظ الزبيب في برطمان محكم الغلق ووضعه في مكان بارد وجاف، ويمكن تخزينه في الثلاجة لإطالة مدة صلاحيته والحفاظ عليه طريا ولذيذا لفترة أطول.

وقد يُلاحظ تبلور السكر بداخل الزبيب مع تخزينه لفترة طويلة مما يجعله يبدو خشنا، لكن هذا التغير لا يعني عدم استخدامه إذ يمكن اذابة حبيبات السكر عن طريق نقعه في الماء الساخن.

الأضرار المحتملة من تناول الزبيب

تعالج بعض أنواع الزبيب بالكبريتيت للحفاظ على لونه وإطالة مدة صلاحيته، ويمكن أن يسبب الكبريتيت ردود فعل تحسسية لدى بعض الأشخاص.

وأثناء عملية التجفيف قد يصيب الزبيب أيضا، بعض التعفن، مما يعني أنه قد لا يكون مناسبا للأشخاص الذين يعانون من حساسية العفن، كما ينبغي على مرضى السكر استشارة الطبيب قبل تضمين الزبيب في نظامهم الغذائي.

شاركها.
Exit mobile version