لوسيل- لم يكونوا مرشحين، ولم يتوقع كثيرون أن يحصدوا اللقب، ولكنهم لعبوا برجولية وقتالية، وأكدوا للعالم أن المستحيل ليس قطريا، هذا ما أجمعت عليه جماهير قطرية وعربية التقت بهم الجزيرة نت بعد الفوز الكبير للعنابي على الأردن، وحصده كأس آسيا للمرة الثانية على التوالي.
ولم تغِب غزة عن هُتافات المشجعين القطريين بعد انتهاء المباراة النهائية لكأس آسيا، التي ابتسمت لمنتخب “الأدعم” وأبقت اللقب القاري لـ4 سنوات إضافية في الدوحة.
الكأس هدية لغزة
وعبّرت الجماهير القطرية والعربية عن فخرها بأداء المنتخب القطري وإعجابها بمستوى المنتخب الأردني في هذه البطولة، معدّين وصول منتخبين عربيين إلى نهائي كأس آسيا، دليل واضح على أن الكرة العربية بخير وقادرة على الإطاحة بكبار القارة الآسيوية؛ مثل: اليابان وكوريا الجنوبية وإيران وأستراليا.
التقت الجزيرة نت مع عدد من هذه الجماهير ورصدت ردود أفعالها بعد نهاية المباراة، ليجموا لنا بأن ما قدمته قطر هو فخر للشعب القطري والعربي، مؤكدين أن نسخة قطر من كأس آسيا هي الأجمل والأكثر إبهارا في تاريخ البطولة منذ انطلاقتها.
ويقول القطري حمد النعيمي الذي استهل حديثه بإهداء الكأس لغزة وأهلها، معدّا انتصار العنابي هو انتصار لمنتخب فلسطين، مؤكدا بأن غزة وفلسطين كانا عنوان البطولة الأبرز، فقد شهدت كل المباريات حضورا بارزا لعلم فلسطين، حتى في المباريات التي لم يكن أحد أطرافها منتخبا عربيا كان العالم الفلسطيني حاضرا، وهذا على حد قوله انتصار للقضية الفلسطينية.
فرحة جماهير العنابي بهدف أكرم عفيف 🥳🇶🇦#كأس_آسيا2023 | #هَيّا_آسيا | #الأردن_قطر pic.twitter.com/CYnUVRAj7r
— #كأس_آسيا2023 (@afcasiancup_ar) February 10, 2024
وردد النعيمي -خلال حديثه- والدموع تغرق عيناه “الله يا عمري قطر.. الله عليك يا بلد الأبطال.. فداك عمري يا قطر.. رفعت رأسنا ورأس كل خليجي وعربي”، معبرا عن ثقته بأن بيوت القطريين هي المكان الآمن لكأس آسيا، “فمكثت لدينا 4 سنوات سابقة، وتبقى 4 مثلها قادمة”.
طوفان قطري في آسيا
ولم تسعف الكلمات القطري أحمد المعرفي، فراح يصرخ بصوت عال ويقول: “اكتساح.. ما يحدث في آسيا اكتساح وطوفان قطري.. الكأس قطري لـ 4 سنوات قادمة، فهل من متحد للعنابي؟”، مضيفا بأن كأس آسيا “ارتدى اليوم الثوب القطري والأخير يليق به”.
حاولنا تهدئة المعرفي وسؤاله: كيف كان دور الجمهور والمشجعين القطريين في تحقيق العنابي لبطولة كأس آسيا؟
يقول المعرفي للجزيرة نت، “نحن في قطر جمهور استثنائي لا نقبل إلا بالكأس، ومنذ بداية بطولة كأس آسيا كان الجميع يرى بأن المنتخب القطري لن يفوز بالبطولة في هذه النسخة، خاصة وأن أداء قطر في كأس العالم لم يكن مرضيا، إلا أننا كنا مؤمنين بهؤلاء الشباب الأبطال، ونرى فيهم الأمل يكبر يوما بعد يوم، ومباراة تليها مباراة، وبعد الفوز على إيران في نصف النهائي وصلنا جميعا -نحن الجماهير- شعور بأن الحلم سيتحقق، وأن قطر ستبقى بطلة للقارة للمرة الثانية على التوالي، وعليه فإن الجماهير القطرية لم تترك منتخبها في كل المباريات، وكانت اللاعب رقم 1 خلف الفريق”.
وختم “بالتأكيد نحن القطريين نهدي هذا الفوز لشعب غزة والشعب الفلسطيني كله، ونقول لهم بأننا لن ننساكم في الفرح والألم.. أنتم في قلوبنا، وندعو لكم بالنصر والفرج، وكنتم أبطال الكأس الحقيقيين، والحاضر الغائب في كل مباريات البطولة”.
أما الطفل القطري فهد الشيبي الذي ربط على عنقه علم قطر وحمل بيده علم فلسطين، واقترب منا وقال “كنت أنتظر هذه الليلة التاريخية منذ شهر تقريبا لأفعل شيئا واحدا؛ هو رفع علم قطر وفلسطين، وأقول لكل الناس بأن أحلى وأجمل الانتصارات هي لغزة، وأقول لأطفال غزة بأن هذا الفوز وهذه الكأس هدية لكم من أطفال قطر.. نحبكم جدا”.
بطولة تاريخية للنشامى
انتقلنا بالحديث للجماهير الأردنية التي خرجت من ملعب المباراة والصدمة ظاهرة على وجوهها، من النتيجة غير المتوقعة والأداء غير المرضي حسب رأيهم، مشيرين إلى أن الأداء في المباراة النهائية لا يعبّر عن منتخبهم الذي قدّم بطولة تاريخية واستثنائية، مشيدين بالتنظيم الراقي للبطولة، والأجواء المبهرة التي وفرتها قطر لكل المشجعين من مختلف أنحاء العالم.
تشجيع. ترقب. 🥳😬
حالة جماهير النشامى في الشوط الأول من #نهائي_كأس_آسيا 🇯🇴#كأس_آسيا2023 | #هَيّا_آسيا | #الأردن_قطر pic.twitter.com/G9cNToaRIT
— #كأس_آسيا2023 (@afcasiancup_ar) February 10, 2024
وعن سبب الخسارة القاسية للمنتخب الأردني، قال المشجع براء الصوالحة بأنه مصدوم من أداء لاعبي منتخبه، خاصة خلال الشوط الأول، وأشار بأن المنتخب القطري تمكن من محاصرة يزن النعيمات وموسى التعمري، وهو الأمر الذي حدّ من خطورة النشامى.
وختم أنه “رغم الخسارة والأداء غير المرضي في النهائي؛ فإننا سنبقى وراء هذا المنتخب ومدربه البطل حسن عموته، فقد أفرحونا على مدار شهر كامل بانتصارات ونتائج رائعة.. مبارك لقطر والشعب القطري، وفوزهم فوزنا وكأسهم كأسنا، فنحن عرب ولا فرق بيننا”.