أفاد تقرير يستند إلى مصادر محلية وميدانية بأن الجماعات المتطرفة في منطقة بحيرة تشاد جددت هجماتها ضد مواقع عسكرية تابعة لجيشي نيجيريا وتشاد، مستخدمة تكتيكات الكر والفر والتسلل والكمائن، وغير ذلك من الخطط الجديدة في برامجها.

ووفقا لما نقله موقع أفريكا ريبورت عن جنود في الميدان، فإن الهجمات الجديدة مروعة، وتتميز بالسرعة وقوة التنظيم، كما أن التسليح والمهارات في مستوى عال وغير معهود، الأمر الذي أربك الجنود التابعين لجيشي تشاد ونيجيريا.

ويقول أحد الجنود النيجيريين الناجين من الهجوم -الذي استهدف معسكرا تابعا لجيش بلاده قرب الحدود مع الكاميرون في مايو/أيار الماضي- “إن المقاتلين المتشددين كانت بحوزتهم أسلحة أكبر مما نمتلكه، وقتلوا عددا من جنودنا”.

البداية

وتعود بدايات وجود هؤلاء المسلحين بشكل منظم في المنطقة إلى عام 2009، خاصة بعد إعدام الداعية السلفي محمد يوسف، حيث أسس أتباعه جماعة بوكو حرام بقيادة أبو بكر شيكاو، ليمارسوا نشاطهم المضاد بشكل منظم وتحت غطاء الجهاد.

زعيم أحد فصائل جماعة بوكو حرام أبو بكر شيكاو يتحدث أمام الحراس في مكان غير معروف في نيجيريا (رويترز)

وبحلول 2014 اشتهرت الجماعة بهجماتها الدموية وتمددها في شمال شرق نيجيريا ودول مجاورة، ونفّذت الكثير من العمليات العسكرية ضد القوات النظامية والمتعاونين مع الحكومات.

وفي العام 2021 اجتاح “تنظيم الدولة الإسلامية- ولاية غرب أفريقيا” (إسواب) معاقل أبو بكر شيكاو في غابة سامبيسا، فانتحر الأخير بسبب الهزائم التي لحقت بالقوات الخاصة به.

وبينما تحولت أنظار العالم إلى نشاط الجماعات المسلحة في منطقة الساحل عزز تنظيم الدولة الإسلامية وجوده، في حين تراجعت بوكو حرام إلى هجمات أصغر.

تصاعد الهجمات في المنطقة

ومنذ أبريل/نيسان الماضي تصاعدت موجة جديدة من الهجمات في حوض بحيرة تشاد يقودها بالأساس “تنظيم الدولة الإسلامية- ولاية غرب أفريقيا”، خاصة في المواقع التي كانت محسوبة سابقا على بوكو حرام.

ووفقا لأرقام نشرها تنظيم الدولة الإسلامية في صحيفته الأسبوعية “النبأ”، أعلن التنظيم مسؤوليته عن 232 هجوما في الفترة الممتدة بين الأول من يناير/كانون الثاني و25 يونيو/حزيران 2025 في منطقة بحيرة تشاد وحدها، مقابل 22 هجوما فقط أعلنتها بوكو حرام وحلفاؤها، معظمها في نيجيريا وأقلها في النيجر والكاميرون.

ويقول الباحث الفرنسي في النزاعات الأفريقية فنسنت فوشيه إن قوة “إسواب” تكمن في تكيفها مع التكتيكات العسكرية، كما أنها أصبحت تمتلك وسائل جديدة مثل أنظمة الرؤية الليلية.

تحالف متصدع

وكانت دول نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون أنشأت القوة المشتركة متعددة الجنسيات لمحاربة الإرهاب، وأعيد تفعيلها عام 2015 لمواجهة تهديدات أمنية عابرة للحدود.

وفي عام 2015 وبعد عمليات واسعة للقوة المشتركة أعلن الرئيس النيجيري الأسبق محمد بخاري أن بوكو حرام تمت هزيمتها من الناحية التقنية رغم استمرار هجماتها.

واليوم، تواجه جهود مكافحة الإرهاب انتكاسات قوية في المنطقة، إذ علقت النيجر عام 2023 مشاركتها في القوة المشتركة بعد توتر مع جارتها نيجيريا بسبب أزمة الانقلاب وتهديد إيكواس بالتدخل.

وفي أواخر 2024 وبعد مقتل 40 جنديا تشاديا في هجوم مسلح هدد الرئيس محمد إدريس ديبي بالانسحاب من تلك القوة بعد الخسائر التي لحقت بجيشه.

أما الكاميرون -التي تعاني من مشاكل داخلية عديدة- فأنهكتها حربها ضد الانفصاليين في الشمال الغربي، إلى جانب خسائرها العسكرية أمام مجموعة مسلحة أخرى.

ولا يختلف الحال كثيرا عن نيجيريا، إذ إن جيشها بات مستنزفا بسبب تصاعد أعمال الجماعات المعروفة بقطاع الطرق، والتي تمارس العنف الأهلي واستهداف المجتمعات المحلية.

شاركها.
Exit mobile version