بينما كان سكان جزيرة ماوي التابعة لولاية هاواي الأميركية يحاولون الفرار إثر تحذيرات من تسونامي، ترددت مزاعم على مواقع التواصل الاجتماعي بأن إعلامية أميركية شهيرة أغلقت طريقا مملوكا لها، وهذا عرض حياة السكان للخطر.

وتداول ناشطون مقاطع فيديو حصدت ملايين المشاهدات تدعي أن الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري أغلقت الطريق الخاص “طريق أوبرا” (Oprah road) في وجه الأهالي وعرقلت عملية إخلائهم.

وطرحت الحادثة عدّة تساؤلات: هل تعمدت الإعلامية الشهيرة غلق الطريق أمام السكان وقت الكارثة؟ وهل الطريق مملوك لها؟ وهل تواطأت الشرطة الأميركية في التعامل مع الحدث؟ وهل استجابت بفتح الطريق بعد ضغط أصحاب السيارات المتكدسة أمام الطريق؟

وكالة “سند” للرصد والتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة تتبعت الادعاءات المرتبطة بعملية الإخلاء في ماوي، وحللت الفيديوهات المتداولة، بهدف التحقق من صحة المعلومات المنشورة على منصات التواصل الاجتماعي، وتفنيد المعلومات المغلوطة والرد عليها.

أوامر إخلاء عاجلة

في 29 يوليو/تموز الجاري، أصدرت وكالة إدارة الطوارئ في جزيرة ماوي أوامر إخلاء عاجلة لكل الموجودين في المناطق الساحلية إلى مناطق مرتفعة بسبب “خطر تسونامي” ناجم عن زلزال قرب شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرقي روسيا.

 

على إثر ذلك نشر مذيع البودكاست الأميركي “نك سورتر” (Nick Sortor) مقطع فيديو زعم أنه لإطلاق صافرات تحذير بالإخلاء الفوري، في وقت وجد فيه الأهالي طريق أوبرا مغلقا أمامهم، ونقل عن عالقة بالطريق قولها: “أنا عالقة مع أطفالي في السيارة بينما تسمع صافرات الإنذار، لو كان الطريق مفتوحا لوجدت طريقة للإخلاء بسرعة”.

 

وحصد مقطع الفيديو أكثر من 16 مليون مشاهدة، في حين نشر مقطع آخر لشخص يوثق توقف عدد من السيارات أمام طريق أوبرا، وهذا أثار موجة انتقادات لاذعة.

كما تداول رواد المنصات الرقمية صورا تظهر وجود سيارات وعناصر من شرطة ماوي أمام الطريق المغلق، وأثار هذا جدلا واسعا واتهامات للشرطة بالتواطؤ وقت الكوارث.

@starburst9207

#hawaii #Tsunami #evacuate #tsunamiwarning #earthquake

♬ original sound – starburst9207

 

 

وعلق أحد المدونين: “الشرطة كانت متمركزة أمام الطريق حرفيا وتمنع المرور.. تذكروا كيف تصرفت أجهزة إنفاذ القانون خلال حرائق ماوي؟ نعم لا يزالون هم الأبرياء في القصة”.

كما وجه أحد الغاضبين على منصة “إكس” رسالة للإعلامية أوبرا وينفري، قائلا: “لماذا تختارين عدم فتح طريقك الخاص الذي يمكن أن يتيح للناس الوصول إلى مناطق مرتفعة بأمان؟ كوني بطلة، أو على الأقل إنسانة لائقة وتصرفي بإيجابية بفتح الطريق!”.

 

 

 

وأفاد ناشطون إن الطريق المزعوم استمر مغلقا لمدة “دقيقة واحدة” قبل “أول موجة تسونامي متوقعة”، مدعين أنه فتح بضغوط من سكان المناطق الساحلية، ولم يكن اختيارا لمالكته بعد صدور تحذيرات من السلطات المحلية.

 

 

ورصدت “سند” مقاطع فيديو منشورة على “تيك توك” تظهر اتجاه بعض سكان الجزيرة إلى مناطق آمنة ومرتفعة، إذ يسمع في المشاهد صوت صفارات الإنذار.

@belladurgin

tsunami update this is insane

♬ original sound – Bella DJ

@jenh_inspired_living

Tsunami sirens going off in Maui @ 4:15pm local time on 7.29.25 🙏🏻#maui #tsunamiwarning #tsunami #earthquake #hawaiitiktok #hawaii

♬ original sound – Jen

 

كما شارك ناشطون صورة من مواقع “خرائط” تظهر المسافة التي كان من المفترض أن يقطعها السكان، وتقليص المدة بشكل كبير، في حال فتح الطريق.

 

موقف أوبرا وينفري

بدوره نفى المتحدث باسم أوبرا وينفري التقارير التي تتحدث عن عدم فتح الطريق، وذكر في تصريحات لوسائل إعلام: “بمجرد أن سمعنا تحذيرات التسونامي، تواصلنا مع سلطات إنفاذ القانون المحلية ووكالة إدارة الطوارئ الفدرالية (FEMA) لضمان فتح الطريق”.

 

وتابع: “قوات إنفاذ القانون المحلية موجودة حاليا في الموقع وتساعد السكان على المرور عبر الطريق بمعدل 50 سيارة في كل دفعة لضمان سلامة الجميع، وسيظل الطريق مفتوحا طالما دعت الحاجة ذلك”.

ماذا تقول الجهات الرسمية؟

وبعد ساعات قليلة من تداول منشورات تتهم أوبرا وينفري بإغلاق طريقها، أصدرت شرطة مقاطعة ماوي تنبيها رسميا جاء فيه: “طريق أوبرا مفتوح للوصول إلى المناطق المرتفعة”.

الطريق غير مملوك لها

ودحضت وسائل إعلام أميركية هذه المزاعم بأن الطريق لا تملكه أوبرا وينفري؛ بل هو مملوك لشركة عائلية في ماوي تدعى (Haleakalā Ranch) وأن أوبرا تمتلك “حق استخدام الطريق، ولا تملك سلطة مباشرة على فتحه أو إغلاقه”.

كما نقلت وسائل الإعلام عن الشركة قولها: “تواصلت فورا مع السلطات المحلية و”وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية” (FEMA) وتم فتح الطريق قبل الساعة الخامسة مساء، إذ تم السماح بعبور من 150 إلى 200 مركبة من خلال الطريق في وقت قصير لتسهيل الإخلاء”.

يذكر أن أمواج تسونامي وصلت إلى جزر هاواي الأميركية في أعقاب زلزال كامتشاتكا بأقصى الشرق الروسي الذي بلغت شدته 8.8 درجات في حين صدرت أوامر بإخلاء مناطق في عدة دول مطلة على المحيط الهادي بما في ذلك معظم الساحل الشرقي لليابان.

وكانت السلطات في هاواي قد طلبت في وقت سابق من سكان المناطق الساحلية الصعود إلى أراض مرتفعة أو إلى الطابق الرابع أو فوق المباني، وأمر خفر السواحل الأميركي السفن بالخروج من الموانئ.

شاركها.
Exit mobile version