اتفقت صحيفتا جيروزاليم بوست ويسرائيل هيوم على أن إسرائيل مارست خداعا قبل توجيه ضرباتها العسكرية فجر اليوم الجمعة على إيران.
وأوردت جيروزاليم بوست -في تقرير لرئيس تحريرها زفيكا كلاين- أن مصدرا إسرائيليا أكد لها أن إسرائيل تعمدت الكشف عن أن اجتماع مجلس الوزراء الأمني المصغر ليلة الخميس تناول موضوع المفاوضات المتعلقة بالإفراج عن الأسرى، وكان الهدف من ذلك تهدئة مخاوف طهران وفي الوقت نفسه إعطاء الضوء الأخضر لضربة ما قبل الفجر داخل إيران.
وأوضحت أنه ما أن وافق المجلس الوزاري المصغر بالإجماع على العملية العسكرية حتى وقّع كل وزير على اتفاق صارم يُعرف باسم وثيقة “شمر سود” (كاتم السر)، التي تلزمه بعدم الإفصاح عما دار في الجلسة.
ووفق الصحيفة، لم يطلع على الخطة الكاملة سوى حفنة من المسؤولين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، ومدير الموساد ديفيد برنيع وكبار قادة الدفاع.
وأشارت إلى أنه خلال الأيام التي سبقت الضربة، تعمّد مكتب رئيس الوزراء إرسال إشارات كاذبة، مثل أن نتنياهو ينوي قضاء عطلة عائلية وأنه سيحضر مراسم زواج ابنه أفنير الثلاثاء المقبل، وهو ما ترك انطباعا بأن إسرائيل لا توشك على شن هجوم عسكري كبير.
كما أصدر المكتب بيانا وصفته جيروزاليم بوست بـ”خدعة واشنطن” يزعم فيه أن ديرمر وبرنيع سيسافران إلى واشنطن يوم الجمعة للقاء المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف للتداول بشأن المفاوضات النووية الإيرانية في سلطنة عمان، وهي محادثات لم تكن مقررة، وبقي الرجلان في إسرائيل.
وثمة إشارة كاذبة أخرى، فلأول مرة يرفض مكتب رئيس الوزراء نفي التصريحات المفبركة التي تزعم أن خلافا نشب بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب حول ضربة محتملة، مما ولّد شعورا بوجود خلاف دبلوماسي الأمر الذي ربما ساعد في خفض مستويات التأهب الإيراني.
ومن جانبها، نقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن محللين عسكريين وصفهم الضربات العسكرية ضد إيران، فجر الجمعة، بأنها أكثر عمليات الخداع تطورا في تاريخ إسرائيل الحديث.
وقالت إن الخدعة “المتقنة” أسدلت على التوترات السياسية الداخلية الحقيقية ستارا منيعا يحجب الاستعدادات العسكرية التي لم تستطع طهران كشفها.
وفي ظاهر الأمر، تكشفت عملية الخداع -طبقا للصحيفة- من خلال التذرع بانشغال الدولة داخليا بقانون تجنيد اليهود من طائفة الحريديم المتشددين، وسريان تكهنات بشأن قرب حل الائتلاف الحكومي الذي يفضي إلى انتخابات، وسعي نتنياهو للحفاظ على استمرار حكومته في السلطة.
وذكرت يسرائيل هيوم -في تقريرها- أن إشارات عديدة انطلقت مؤخرا ربما اكتشفها “الأذكياء” من المراقبين، وانطوت على إصدار البيت الأبيض أوامر بإجلاء الموظفين الأميركيين في دول المنطقة، في حين اكتسبت التكهنات حول عمل عسكري إسرائيلي محتمل زخما في وسائل الإعلام الدولية.
ورغم ذلك، التزم المسؤولون الإسرائيليون الصمت التام، ولم ينبسوا بنت شفة تنبئ بأن العمل العسكري كان وشيكا، على حد تعبير الصحيفة، التي أفادت بأن الضربات الليلية شكّلت مفاجأة إستراتيجية في لحظة وُصفت بأنها “نقطة اللاعودة”.