وبينما يركز الكتاب في المقام الأول على قصة فانس الشخصية، يلقي الضوء أيضا على القضايا الاجتماعية الأوسع داخل المجتمع الأميركي، لا سيما فيما يتعلق بالفقر والتعليم والانقسامات الثقافية. وأحد الموضوعات الرئيسية للكتاب هو تأثير الفقر على الأفراد والمجتمعات، حيث يتطرق فانس إلى التحديات التي يواجهها العديد من الأميركيين من الطبقة العاملة، بما فيها عدم الحصول على تعليم جيد، وفرص العمل المحدودة، ودورة الإدمان والعنف التي غالبا ما تضرب هذه المجتمعات.

ويتعمق فانس في الحديث عن العوامل الاجتماعية والاقتصادية المعقدة التي تساهم في دورة الفقر المجتمعية، ويسلط الضوء على قضايا مثل محدودية الوصول إلى التعليم وفرص العمل. كما يأمل في رحلته الخاصة أن يتحرر من هذه القيود، مؤكدا على أهمية المرونة والتصميم في مواجهة الشدائد. بالإضافة إلى ذلك، تطرق فانس إلى مفهوم الهوية والانتماء، حيث يتصارع مع جذوره في جبال الأبالاش ووصمة العار الثقافية المرتبطة بانتمائه إليها.

المعلمة والممول

لعبت أستاذة القانون بجامعة ييل، إيمي تشوا، والملياردير بيتر ثيل، دورا مركزيا في صعود فانس وشهرته ونجاحه. وبينما يرجع البعض ذلك إلى الصدفة، يُرجعه آخرون إلى رؤيتهما الصائبة المبكرة لإمكانيات فانس، وما يمثله من فرصة فريدة للصعود السياسي في الحياة الأميركية.

بادرت تشوا بنصيحة تلميذها فانس بضرورة كتابة قصة حياته المثيرة والملهمة، وعرّفته على ناشر كتبها الذي رحب بفكرة الكتاب، وطالبه بالانتهاء منه سريعا. وبعد ذلك التحق فانس للعمل بأحد الصناديق الاستثمارية للملياردير ثيل، الذي طالبه لاحقا بالتفرغ للعمل السياسي عندما فكر في الترشح كسيناتور من ولاية أوهايو، وموّل ثيل حملته الانتخابية الناجحة بملايين الدولارات.

الملياردير ثيل عرّف فانس على رجال الأعمال المحافظين وبينهم إيلون ماسك (رويترز)

ثم رشحت الأستاذة تشوا زوجةَ فانس للعمل مساعدةً لقضاة المحكمة العليا، وهو منصب مرموق لخريجة جديدة من كلية الحقوق، كما عرّف الملياردير ثيل فانس على دائرته المقربة من أهم رجال الأعمال الأميركيين المحافظين مثل إيلون ماسك، وآخرون من كبار ملاك ومديري شركات وول ستريت ووادي السيليكون.

شاركها.
Exit mobile version