رغم مرور يومين على الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لا تزال روسيا ترفض الإفصاح عن مكان وجوده، وفق تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.

لكن الصحيفة أشارت إلى تصريحات أدلى بها كبار المسؤولين في الحكومة الروسية أكدوا فيها أن بشارا وعائلته حطوا الرحال في موسكو وحصلوا على اللجوء السياسي من الرئيس فلاديمير بوتين.

وذكرت أنه، وفقا لبعض التقديرات، فإن الرئيس السوري المخلوع موجود حاليًا في روسيا مع زوجته أسماء وأولادهما الثلاثة، حافظ (24 عاما) وكريم (21 عاما) وزين (22 عاما).

ونقلت عن صحيفة ديلي ميل البريطانية أن تقديرات وزارة الخارجية الأميركية تفيد بأن الأسد وزوجته يمتلكان ثروة صافية تبلغ حوالي ملياري دولار موزعة على عدة حسابات مصرفية وشركات وهمية وملاذات ضريبية ومشاريع عقارية في جميع أنحاء العالم.

كما أن عائلة الأسد -بحسب الصحيفة البريطانية كما نقلت عنها أحرونوت- تمتلك ما لا يقل عن 20 شقة في موسكو، تصل قيمتها إلى ما يقرب من 40 مليون دولار، مضيفة أن محمد مخلوف، خال الأسد، اشترى 18 شقة فاخرة في مجمع حصري في العاصمة الروسية في العقد الماضي، حيث يعيش وزراء في الحكومة الروسية ورجال أعمال روس أثرياء أيضا. وقد يعيش آل الأسد في إحدى هذه الشقق أو في موقع آمن خصصه لهم بوتين.

تقديرات أميركية: الأسد وزوجته يمتلكان ثروة صافية تبلغ حوالي ملياري دولار موزعة على عدة حسابات مصرفية وشركات وهمية وملاذات ضريبية ومشاريع عقارية في جميع أنحاء العالم

وكانت تقارير نُشرت خلال العقد الماضي، قد أشعلت غضبا على نطاق العالم بسبب استمرار أسماء الأسد في إنفاق ثروة طائلة على السلع الفاخرة مثل حقائب اليد والملابس في الوقت الذي يذبح فيه زوجها شعبه.

وطبقا للصحيفة الإسرائيلية، فلطالما كانت عائلة الأسد معتادة على مدينة موسكو، وإن لم تعش فيها من قبل. فابنها البكر حافظ، درس المرحلة الجامعية هناك وكتب أطروحته باللغة الروسية، وحضرت والدته حفل تخرجه هناك.

وضع صعب وفرح وابتهاج

على أن انتقال آل الأسد إلى موسكو يأتي في وقت صعب للعائلة، ليس فقط بسبب الهروب المهين من سوريا، كما تصفه الصحيفة، بل لأن أسماء أصيبت بسرطان الدم. وجاء الكشف عن إصابتها بالمرض في مايو/أيار الماضي، أي بعد 5 سنوات تقريبا من الإعلان عن شفائها من سرطان الثدي.

وتطرقت الصحيفة إلى مشاعر الفرح والابتهاج التي عمّت العاصمة السورية دمشق والمستمرة حتى الآن بعد الإطاحة بالنظام. ونقلت عن ريم رمضان، وهي موظفة في وزارة المالية جاءت للاحتفال في ساحة الأمويين بالمدينة: “إنه أمر لا يوصف، لم نظن أبدا أن هذا الكابوس سينقشع، لقد ولدنا من جديد. لمدة 55 عاما كنا نخاف أن نتكلم، حتى في المنزل، كنا نقول إن للجدران آذان. الآن نشعر وكأننا نعيش في حلم”.

ولاحظت الصحيفة أن الحياة في دمشق لم تعد بعد إلى طبيعتها؛ فحركة المرور قليلة في العديد من أحياء العاصمة اليوم، ورفض العديد من الباعة فتح محلاتهم التجارية. كما ظلت المؤسسات العامة والمدارس مغلقة، وانتشرت قوات الثوار بالقرب من البنك المركزي.

ومع ذلك، فإنه لا أحد يعرف من سيحكم سوريا فعلا ولا نوع النظام الذي سيقودها، وفقا للصحيفة التي تصف هيئة تحرير الشام بأنها أقوى المجموعات على الساحة المحلية في الوقت الحالي.

وتمضي يديعوت أحرونوت إلى القول إن زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، ظل على مدار الأسبوع المنصرم يبذل جهدا “لارتداء قناع الاعتدال”، إلا أن الغرب لا يزال ينظر إليه بعين الريبة ويريد التأكد من أنه لا يغتنم الفرصة لإقامة نظام إسلامي “متطرف” في سوريا.

شاركها.
Exit mobile version