قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن إسرائيل ما زالت بعيدة تماما عن النصر الإستراتيجي في غزة بعد 4 أشهر من بدء الحرب رغم تحقيق مكاسب تكتيكية ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وفي تقرير بعنوان “بعد 4 أشهر من اندلاع الحرب النهاية تقترب في خان يونس.. الإنجازات والأهداف التي تنتظر تحقيقها، والخيبة الإستراتيجية” كتبت الصحيفة أن الجيش حقق مكاسب عديدة، لكن لم يفلح بعد في بلوغ أحد أهدافه الرئيسية وهو القضاء على كبار قادة حماس.

كبار قادة حماس والمحتجزون

وأضافت الصحيفة أن الجيش ببلوغه خان يونس بات في مواجهة الفرع الغربي لكتيبة “حماس” المحلية، والتقديرات تشير إلى أنه سيستطيع تحقيق هدفه خلال أسبوع والانتهاء من المرحلة الثانية، أي اجتياح جنوب القطاع، ثم الانتقال إلى المرحلة الثالثة التي ستشمل أيضا خان يونس، لكن هدفين أساسيين حددهما في المدينة نفسها لم يتحققا فكبار قادة “حماس” لم يُقض عليهم، وعلى رأسهم يحيى السنوار ومحمد الضيف، ولم يُحدَّد مكان احتجاز الأسرى ولم يتم إنقاذهم.

وتقول الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي يزعم أن الضغط العسكري الشديد عبر القوات البرية وحده كفيل بدفع “حماس” إلى إنجاز صفقة أخرى، لكن الواقع يظهر أن المؤشرات على اقترابه من مواقع المحتجزين -وإن تراكمت يوميا- لم تؤد إلى الظفر بهم أحياء.

لا نصر إستراتيجيا

كان هدف الجيش الأساسي في المرحلتين الأولى والثانية -تذكّر الصحيفة- القضاء على قدرات التحكم والسيطرة التي تملكها “حماس” وتدمير قواعدها فوق الأرض وتحتها، لكن إلى جانب الإنجازات التكتيكية اليومية -مثل بلوغ ورشات تصنيع السلاح وتدميرها- تبقى إسرائيل بعيدة تماما عن النصر الإستراتيجي، فالحكومة ترفض مناقشة اليوم التالي في القطاع لمعرفة من سيحكم مليونين من سكانه، و”حماس” استثمرت الفراغ القائم، وهناك إشارات على عودة سلطتها في مناطق كان قد تحرك فيها الجيش.

ونقلت “يديعوت أحرونوت” عن الإسرائيليين تقديرهم أن ما بين 17 و24 من كتائب “حماس” قد قضي عليها، وما تبقى سليما يتحرك في المناطق التي لم يدخلها الجيش الإسرائيلي بقرار متعمد، مثل دير البلح والنصيرات في الوسط، وجنوبا رفح المتفجرة على محور فيلادلفيا لتهريب السلاح من سيناء.

مصر واجتياح رفح

وحسب الصحيفة، فإن خطط دخول رفح والقضاء على كتيبة حماس هناك -حيث يتحصن على الأرجح قادة الحركة بعد خروجهم من الشمال والوسط حسب يديعوت أحرونوت- قد استكملت على الأغلب، لكن تنفيذها يتطلب أحد شرطين: موافقة مصر، وهو ما قد يضطر إسرائيل إلى إظهار مرونة في موضوع إدخال المساعدات الإنسانية، أو موافقة إسرائيلية على جسم فلسطيني يحكم غزة بدل “حماس”، إضافة إلى إجلاء مليون فلسطيني هربوا من الشمال هم الآن في مخيمات اللجوء المحيطة برفح.

وتتحدث الصحيفة عن شرط آخر تراه أقل أهمية، وهو استمرار توفر الشرعية الدولية برعاية أميركية، مما يسمح لإسرائيل بالعودة إلى تحرك عسكري قوي في غزة، لكن تجديد هذه “الشرعية” -التي أتيحت تحت صدمة 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي- قد يكون صعبا بسبب الارتياب الأميركي من خطة المنطقة العازلة وبسبب تدمير آلاف البيوت، ناهيك عن إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على رفض بحث الوضع المستقبلي للقطاع وتسليمه إلى “عناصر “معتدلة” من خارج “حماس”، وتحكّم الجناح اليميني في حكومته بأغلب القرارات، ومطالبة هذا الجناح باستيطان غزة.

شاركها.
Exit mobile version