في فترة ما بعد الظهر كل أسبوع، كانت مجموعة قليلة من السجناء المحتجزين، الذين تحيط بهم الأسوار الكهربائية في بوخنفالد يجدون العزاء في لعب كرة القدم، وهي فترة راحة قصيرة من أهوال أكبر معسكر اعتقال نازي داخل حدود ألمانيا.

وكانت بطولة أوروبا 2024، التي انطلقت في 14 يونيو/حزيران بألمانيا، فرصة لإسقاط الستار عن الأجزاء المظلمة من تاريخ البلاد عبر برنامج “كرة القدم والذكرى” المطبق على مستوى البلاد، بما في ذلك نصب بوخنفالد التذكاري، الذي يسلط الضوء على الروابط بين المعسكر والرياضة.

وقال مدير معرض بوخنفالد “بالنسبة لقوات “إس إس” (التابعة لأودلف هتلر) ساعدت المباريات في الحفاظ على مظهر الحياة الطبيعية وإخفاء الطبيعة الإجرامية للمعسكر.

وأضاف “بالنسبة (للاعبين) والمتفرجين، أتاحت هذه الرياضة الفرصة للهروب من روتين المعسكر اليومي ومخاطره ولو لفترة وجيزة”.

ويقع نصب بوخنفالد على بعد 30 دقيقة من مقر تدريب منتخب إنجلترا في بطولة أوروبا.

مدخل معسكر الاعتقال النازي سابقا (رويترز)

وأقيمت أول مباراة لكرة القدم، نظمتها قوات “إس إس”، في ساحة في بوخنفالد في عيد الفصح يوم الأحد لعام 1939.

وأصبحت كرة القدم سمة منتظمة في أيام الأحد، حيث تم تشكيل ما يصل إلى 12 فريقا، من أولئك الذين ليسوا مرضى أو ضعفاء بسبب الجوع والعمل اليدوي، للمشاركة في اللعب.

وقال رون جونز -جندي بريطاني- عن الفترة التي قضاها في معسكر الاعتقال في أوشفيتز لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) “إن تسجيل هدف أو التصدي للكرة أو الجدال بشأن التسلل هو الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها منع نفسك من الانفعال”.

شاركها.
Exit mobile version