أعلنت الحكومة في تشاد مقتل 18 مسلحا هاجموا القصر الرئاسي في العاصمة نجامينا -مساء الأربعاء- في عملية قتل فيها أيضا جندي من قوات الجيش، وأكدت الحكومة التشادية أنّ الوضع “تحت السيطرة” بعد ما وصفتها بمحاولة لزعزعة الاستقرار، وذلك إثر سماع إطلاق نار كثيف في وسط المدينة.

وقال المتحدّث باسم الحكومة وزير الخارجية عبد الرحمن كلام الله -في مقطع فيديو بثّ على فيسبوك- إنّ “الوضع تحت السيطرة بالكامل. (…) لقد تمّ القضاء على محاولة زعزعة الاستقرار هذه برمّتها”.

وفي رسالته الرامية إلى طمأنة المواطنين، لم يكشف الوزير -الذي تحدث حاملا سلاحه ومحاطا بجنود من القصر الرئاسي- مزيدا من التفاصيل عن منفّذي الهجوم وطبيعته.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم الحكومة أن مجموعة مسلّحة مؤلفة من 24 مسلحا سقطوا جميعا بين قتيل وجريح، مشيرا إلى أنّ الحصيلة في صفوف المهاجمين “18 قتيلا و6 جرحى”، في حين أنه في صفوف القوات الحكومية قتل جندي واحد وسقط 3 جرحى أحدهم إصابته خطرة.

من جانبه، أضاف وزير البنية التحتية في تشاد عزيز محمد صالح -في منشور على فيسبوك- “لا شيء خطير، لا داعي للذعر، الوضع تحت السيطرة”، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.

وفي وقت سابق من مساء الأربعاء، قالت مصادر أمنية عدة إن مسلحين شنوا هجوما داخل القصر الرئاسي لكن حرس الرئاسة تمكّنوا من السيطرة عليهم، حيث سُمع صوت إطلاق نار كثيف -مساء الأربعاء- بالقرب من القصر الرئاسي وسط نجامينا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية لاحقا عن مصدر أمني أن المهاجمين ينتمون إلى جماعة بوكو حرام التي تقاتلها قوات الأمن التشادية في منطقة بحيرة تشاد (غرب) المتاخمة لكل من الكاميرون ونيجيريا والنيجر.

الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي (الفرنسية)

كما قال مصدر أمني تشادي لوكالة الصحافة الفرنسية تزامنا مع تواصل إطلاق النار نحو الساعة 20:45 بالتوقيت المحلي (19:45 بتوقيت غرينتش)، إن مسلحين هاجموا الجزء الداخلي من القصر الرئاسي.

وأغلقت على الفور كل الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي أمام حركة المرور. وأفاد مراسلون صحفيون بانتشار دبابات في الشوارع.

خارطة تشاد (الجزيرة)

وسُمع إطلاق الرصاص بعد ساعات على إجراء وزير الخارجية الصيني وانغ يي زيارة إلى نجامينا حيث عقد اجتماعات مع مسؤولين تشاديين تخللها اجتماع في القصر الرئاسي مع الرئيس محمد إدريس ديبي إتنو.

وأعلنت تشاد -بشكل مفاجئ في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- إنهاء الاتفاق العسكري بين باريس ونجامينا، واضعة حدا لـ60 عاما من التعاون العسكري منذ انتهاء الاستعمار الفرنسي للبلاد.

وفي مايو/أيار الماضي انتهت فترة انتقالية استمرت 3 سنوات في نجامينا بانتخاب محمد إدريس ديبي رئيسا للبلاد.

وكان محمد إدريس ديبي قد أُعلن رئيسا في بداية الفترة الانتقالية من جانب المجلس العسكري الحاكم عقب مقتل والده إدريس ديبي إتنو عام 2021 على أيدي متمردين وهو في طريقه إلى الجبهة، بعد أن حكم تشاد لأكثر من 30 عاما.

شاركها.
Exit mobile version