مراسلو الجزيرة نت
طهران- في حين أعلنت جبهة الإصلاحات والأحزاب الإصلاحية في إيران عدم مشاركتها بقائمة للمقاعد الـ30 في انتخابات البرلمان الثاني عشر في طهران، نشر نائب رئيس البرلمان العاشر علي مطهري قائمة تضم 30 مرشحا معتدلا وتنمويا تحت عنوان “صوت الشعب”، وأعلنت 3 أحزاب إصلاحية -إضافة إلى حزب الاعتدال المقرب من الرئيس السابق حسن روحاني– دعمها لقائمة مطهري.
وفي الجهة الأخرى، يشارك التيار الأصولي في الانتخابات بـ4 قوائم على الأقل، وتعد القائمة الموحدة لحزب مجلس ائتلاف القوى الثورية وحزب الاستدامة برئاسة رئيس البرلمان الحالي محمد باقر قاليباف القائمة الأصولية الأهم في طهران، وقد أدى عدم توافق مجموعة من التيار الحاكم مع قاليباف ومجلس الائتلاف إلى إصدار قائمة انتخابية أخرى تحت عنوان “التحالف الشعبي للقوى الثورية الإسلامية (الأمناء)”، يرأسها حميد رسائي.
وكانت القائمة الانتخابية الأولى التي نشرتها التيارات الأصولية مرتبطة باليمين التقليدي، الذي يقوده في هذه الفترة الانتخابية محمد علي مهدي كرماني، وقدم مرشحيه تحت عنوان “مجلس الوحدة الأصولية”، ويترأس قائمته الانتخابية منوشهر متكي، وزير خارجية حكومة الرئيس الأسبق أحمدي نجاد.
لكن القائمة الانتخابية الرابعة للأصوليين، التي يمكن اعتبارها أغرب قائمة أنشأها جزء من القوى الفاعلة في هذا التيار في الفضاء الافتراضي والدوائر والتجمعات المثيرة للجدل، تشكلت بزعامة المحاضر المثير للجدل رائفي بور.
تياران رئيسيان
وأوضح المحلل السياسي مهدي شيرزاد أنه “يمكن تقسيم التيارات السياسية في إيران إلى قسمين: الأصوليين والإصلاحيين، ويسيطر التيار الأصولي منذ عامين على سدة الحكم وجميع أركان النظام السياسي في إيران”، وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن “هناك خلافات في البيت الأصولي أدت إلى تشكيل قوائم واصطفافات متعددة”.
وقال شيرزاد إن قيادة التيار الإصلاحي أعلنت موقفا رسميا وهو عدم المشاركة في الانتخابات، لكن هناك 3 أحزاب إصلاحية، إضافة إلى حزب الاعتدال المقرب من الرئيس السابق حسن روحاني يفضلون المشاركة بالانتخابات، وأعلنوا دعمهم لقائمة نائب رئيس البرلمان العاشر علي مطهري، بعد اجتماعات بين الطرفين، حسب قوله.
ورأى أن “نتائج الانتخابات السابقة أظهرت أنه كلما ارتفعت نسبة المشاركة في الانتخابات زادت الأصوات المطالبة بالتغيير والإصلاح، لكن الصمت والبرود يهيمنان على الشارع الإيراني اليوم قبيل انتخابات الأول من مارس/آذار”.
وتابع أن “الخلافات في البيت الأصولي التي أدت إلى قوائم متعددة سوف تقلص من حظوظهم، إذ إن قاعدة الآراء الأصولية ثابتة لم تتغير، وفي ظل تعدد القوائم ستشهد انقسامات قد تخدم القائمة المقابلة للأصوليين، أي قائمة صوت الشعب بصدارة علي مطهري”، بينما أكد أنه “إذا استمر الشعب بمقاطعة صناديق الاقتراع، فلا يوجد حظ لفوز قائمة مطهري”.
وقدر شيرزاد أن نحو 30% من المؤهلين للإدلاء بأصواتهم يشكلون قاعدة الآراء الأصولية، وأوضح “في الانتخابات الرئاسية السابقة -قبل عامين- شارك نحو 15% من إجمالي القاعدة الإصلاحية، ويوحي الفتور المهيمن على الأجواء الانتخابية حاليا أن العاصمة طهران ستشهد النسبة ذاتها أو 20% كحد أقصى، لكن الوضع في المدن الأخرى مختلف بناء على السلوك الانتخابي المحلي”.
وأضاف “بينما يشارك الإجمالي الأصولي في الانتخابات بشكل تقليدي، تقاطع القاعدة الإصلاحية الانتخابات عندما تشعر باستياء من النظام والأصوليين، وهذا الأمر يلعب دورا هاما في رسم مسار الانتخابات”.
خلافات أصولية
من جهته، قال المحلل السياسي هادي محمدي إن “هناك الكثير من الإصلاحيين لم يترشحوا أصلا للانتخابات، وأغلب من تقدموا للترشح لم تؤيد أهليتهم من قبل مجلس صيانة الدستور، وعليه قرر التيار الإصلاحي الامتناع عن تقديم قوائم، لكن انقلب هذا التيار بعد أن قررت 4 أحزاب دعم قائمة علي مطهري في طهران، وبعضها قدمت قوائم في بعض المدن الأخرى”.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت “لدينا في الجهة الأخرى التيار الأصولي، الذي قام منتسبوه بالترشح بأعداد كبيرة، ووافق مجلس صيانة الدستور على عدد كبير جدا منهم، مما أدى إلى وجود أكثر من 5 قوائم أصولية في طهران، وهذا يظهر الخلافات البينية، ففي الدورة السابقة قدم التيار الأصولي قائمتين، لكنهما اتحدتا في قائمة واحدة قبل 3 أيام من بدء الانتخابات”.
وتوقع محمدي أن تكون نسبة المشاركة في كل البلد بين 45% إلى 50%، وأن تقتصر نسبة المشاركة في طهران بين 15% إلى 20%، كما استبعد فوز 30 نائبا لطهران في الانتخابات، متوقعا ذهاب الانتخابات فيها للمرحلة الثانية لتكميل القائمة، وقال “إننا لا نشهد روحا تنافسية عند الشعب، لأن المنافسة بين تيار واحد تقريبا”.