مقالات
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب -اليوم السبت- بسحب الجنسية من مقدمة برامج حوارية شهيرة بسبب انتقادها لإدارته. وجاء التهديد بسبب انتقاد المذيعة روزي أودونيل تعامل إدارة ترامب مع هيئات التنبؤ بالطقس، في أعقاب السيول الكارثية التي…
كشفت الحرب التي دارت بين إيران وإسرائيل طوال 12 يومًا أن أكبر نقطة ضعف لإيران تكمن في مجال الاستخبارات. فبينما كانت إسرائيل تضرب بطائراتها المقاتلة المنشآت النووية الإيرانية ومنشآت الصواريخ والقواعد العسكرية الأخرى، قامت شبكات التجسس التي بنتها على مدى سنوات طويلة داخل إيران بشن هجمات من الداخل باستخدام طائرات بدون طيار على أهداف محددة. كان موضوع بناء جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” شبكات تجسس داخل إيران أمرًا يُناقش منذ سنوات. وفي الأعوام الماضية، أعلنت وحدة استخبارات الحرس الثوري الإيراني عن اعتقالها العديد من الأشخاص المرتبطين بالموساد. بيدَ أن حرب الـ12 يومًا أظهرت أن عملاء الموساد الذين ألقت المخابرات الإيرانية القبض…
أعاد تظاهر أتباع جمعية “الصوت اليهودي من أجل السلام العادل في الشرق الأوسط EJJP” الألمانية مجددًا إلى الواجهة، سؤالًا حول مدى تأثير رفض بعض الأفراد والحركات اليهودية في أوروبا والولايات المتحدة، لحرب إسرائيل ضد قطاع غزة، على حكومة بنيامين نتنياهو على المدى القريب، وعلى صورة إسرائيل في العالم على المدى البعيد. تبدو الإجابة عن الشق الأول من التساؤل حاضرة، ألا وهي عدم قدرة هذه الحركة- أو “جماعة ناطوري كارتا” الرافضة لقيام إسرائيل أصلًا، و”اتحاد يهود أوروبيين من أجل سلام عادل”، وغيرها، وكذلك كثير من أفراد بارزين من اليهود في المجتمعات الغربية الرافضين لـ “الإبادة الجماعية”- على إحداث تأثير مادي قوي…
لعبت الولايات المتحدة منذ بداية الحرب على قطاع غزة وما تلاها من حروب متعددة في المنطقة دور الوسيط والراعي للمفاوضات التي تهدف إلى وقف هذه الحروب، بل إنها طرحت نفسها في أكثر من اتفاق كضامن لتطبيق الاتفاقيات وشريك في الرقابة على الالتزام بتطبيقها في بعض الأحيان. وقد تزامن ذلك مع القيام بدورها كشريك كامل للاحتلال الصهيوني في هذه الحروب وراعٍ وداعم له في كل الظروف والأحوال. وقد وصل الأمر إلى حد المشاركة العملية والعلنية في الحرب على اليمن وإيران. بل إن المنطق والواقع يقولان إن هذه الحروب هي حروب تخوضها الولايات المتحدة في المنطقة، وأداتها المركزية والواضحة والأكثر فاعلية هي…
في ساعات الفجر الأولى من يوم 22 يونيو/ حزيران 2025، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تنفيذ “هجوم ناجح جدًا” على ثلاثة مواقع نووية إيرانية رئيسية، مدعيًا أنه تم تدمير هذه المواقع بالكامل، وأنّ البرنامج النووي الإيراني تأخر لسنوات. وأعقب ذلك الضربة الإيرانية المنسقة لقاعدة العديد القطرية، ثم وقف إطلاق النار بين طهران وتلّ أبيب برعاية أميركية، وادّعى كل طرف تحقيق النصر على الآخر. لكن بعد أسبوع واحد فقط من هذا الإعلان المدوي، بدأت التسريبات الاستخباراتية الأميركية تكشف حقيقة مختلفة تمامًا: الضربة فشلت في تحقيق أهدافها الإستراتيجية، والبرنامج النووي الإيراني لم يُدمر، كما ادّعت واشنطن وتل أبيب. وفي الحقيقة بغض…
يبدو أن الخلاف السياسي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك قد وصل إلى مرحلةٍ بعيدةٍ من التصعيد، على الرغم من محاولات التهدئة بين الرجلَين في الأسابيع السابقة. عاد ماسك مجدّدًا إلى التنديد بسياسات ترامب الاقتصادية ومعارضته القوية لقانونه “الكبير الجميل”، المجاز أخيرًا – بعد شدٍّ وجذبٍ استمر عدة أشهر – من قبل الكونغرس الأميركي، قبل توقيع الرئيس ترامب عليه في الرابع من يوليو/ تموز الجاري. لم يكن أكثر المراقبين السياسيين تفاؤلًا في المشهد السياسي الأميركي يعتقد استمرار الصداقة الشخصية بين ترامب وماسك -الأكثر ثراءً في العالم- أكثر من ستة أشهر، وذلك لعدّة أسباب، منها ما يتعلق…
منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، طغت حرب الصور على حرب الأسلحة. فمن مستشفيات غزة المدمرة، وأطفالها الجوعى، إلى المقابر الجماعية والآباء اليائسين الذين ينبشون الأنقاض بأيديهم، كل بكسل يُلتقط بهاتف ذكي يصيب أعمق من أي صاروخ. هذه الصور الخام، غير المُفلترة، والتي لا يمكن إنكارها، لها تأثير أعظم بكثير من أي مؤتمر صحفي أو خطاب رسمي. ولأول مرة في تاريخها، لا تستطيع إسرائيل حذف هذه الصور أو إغراقها في الدعاية. الصور المروعة للجيش الإسرائيلي، وهو يرتكب مجازر في مواقع توزيع المساعدات دفعت الكاتب في صحيفة “هآرتس” جدعون ليفي إلى أن يكتب في 29 يونيو/حزيران: “هل ترتكب إسرائيل إبادة…
تشهد قضية الإرهاب التي تشغل تركيا منذ أربعين عامًا تطوّرات بالغة الأهمية. فهناك حدثٌ لم يكن ليتوقعه حتى أولئك الذين يتابعون هذا المسار من كثب بات وشيك الوقوع: حزب العمال الكردستاني (PKK) سيُحرق أسلحته علنًا ليُعلن للعالم أنه لن يلجأ إلى العمل المسلح بعد الآن. نعم، لم تخطئ السمع؛ سيُحرق الأسلحة أمام أعين الجميع. ويبدو أن مثل هذا الحدث سيقع لأول مرة في العالم. كيف أقدمت التنظيمات على تدمير أسلحتها سابقًا؟ عندما أعلنت منظمات مسلحة مثل الجيش الجمهوري الأيرلندي (IRA)، وإيتا (ETA)، وفارك (FARC) توقفها عن القتال، سلّمت أسلحتها بطرق مختلفة. فعلى سبيل المثال، فضّل الجيش الجمهوري الأيرلندي عدم تسليم…
لا تترك السلطة الفلسطينية مناسبة أو محفلًا دون التعبير عن رغبتها في العودة إلى “بسط سيادتها” على قطاع غزة، وإبداء جاهزيتها لفعل ذلك. في ظروف طبيعية، يبدو هذا الموقف مفهومًا، بل ومفهومًا للغاية، فالسلطة ناقصة ما لم تبسط سيادتها على كافة أراضيها، وما لم تتمكن من حصر السلاح بيدها، وفرض قانونها على الجميع من دون استثناء. لكن في الحالة الفلسطينية القائمة، يثير طرحٌ كهذا الكثير من ردود الأفعال الساخرة، وأكثر منها علامات التساؤل والتعجب حول “المرامي” و”النوايا” والأهداف الخبيئة. فالسلطة التي لا سلطة لها حتى على عاصمتها “المؤقتة”، دع عنك بقية الضفة الغربية و”العاصمة الأبدية”، لا تستطيع الادعاء بأنها قادرة…
قال رجل الدولة الإيطالي جيوفاني جوليتّي ذات مرة: “يُفسّر القانون للأصدقاء ويُطبّق على الأعداء”. من أبرز الأمثلة على هذا المبدأ ما يظهر في تهاون الاتحاد الأوروبي الشديد وتغاضيه الواضح عن الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها إسرائيل بحق القانون الدولي وبنود اتفاق الشراكة الموقّع بينها وبين الاتحاد، إذ يبذل التكتل أقصى ما بوسعه للالتفاف على أي مواجهة جدية مع هذه الخروقات. في 20 مايو/ أيار، صوّت مجلس الشؤون الخارجية التابع للاتحاد الأوروبي على إجراء مراجعة لمعرفة ما إذا كانت إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان للفلسطينيين من خلال منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وبعد شهر، خلص المجلس نفسه إلى أن “ثمّة مؤشرات على…
لطالما كانت الليبرالية الأيديولوجيا السائدة التي تشكّل الأنظمة السياسية والاقتصادية في العديد من الدول الغربية. فالليبرالية تقوم على سيادة القانون، وحماية حقوق الملكية، وفصل السلطات، وهي كلها أسس تهدف إلى صيانة الحريات الفردية. كما أن الليبرالية وفّرت أساسًا للمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، وسعت إلى تعزيز القانون الدولي وحقوق الإنسان. بيدَ أن الليبرالية اليوم تواجه أزمة عميقة على المستويين؛ الدولي والداخلي. فعلى الصعيد الدولي، يتمحور النقد الأساسي للمؤسسات الليبرالية حول ما يُنظر إليه من ضعفها، بل ومن نفاقها المتزايد. إذ يُنظر إلى هذه المؤسسات غالبًا على أنها تخدم المصالح الإستراتيجية للدول الغربية الكبرى و”إسرائيل”، بدلًا من أن تكرّس، فعلًا، نظامًا…
لا يكاد أحد من المراقبين يشك في أننا نعيش هذه الفترة موجة تحولات حقيقية حادةٍ وغير مسبوقة في الرأي العام الغربي تجاه إسرائيل، وخاصة بعد مرور أكثر من عشرين شهرًا على حرب الإبادة التي يشهدها قطاع غزة على مرأى ومسمع من العالم. هذه التحولات يشهدها بالدرجة الأولى الجيل الشاب في الدول الغربية. وهو وإن كان يبدي في الماضي تعاطفًا مبدئيًا مع القضية الفلسطينية بشكل يفوق مثيله لدى الأجيال الأكبر سنًا، إلا أن هذا التعاطف اليوم تحول إلى موجة عداءٍ صريحٍ ومُعلَنٍ لكل ما تمثله إسرائيل ومشروعها الإحلالي في المنطقة، حتى وصل الأمر إلى المشهد غير المسبوق الذي شهده حفل غلاستونبري…
يمرّ الشرق الأوسط اليوم بمنعطف تاريخي بالغ الأهمية، إذ تتشابك فيه تحولات جيوسياسية عميقة مع صراعات هيمنة إقليمية ودولية متصاعدة، ما يحوّل هذه المنطقة إلى بؤرة اختبار لقوى متعددة تتنافس على النفوذ والسيطرة. لم يعد السؤال عن “سيد الشرق الأوسط” مجرد استفسار جغرافي أو عسكري، بل هو تساؤل مركّب يتقاطع فيه مفهوم الشرعية والوعي الجمعي والتحالفات المتغيرة، ومصير الشعوب التي تحمل على عاتقها مستقبل هذه الأمة. تمثّل الحرب على غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 نقطة تحوّل نوعي في تشكيل الرأي العام العالمي، ليس فقط من حيث حجم الإبادة الجماعية المرتكبة، بل من حيث انعكاساتها على بنية النظام الدولي ومفاهيمه…
في مِهرجان غلاستونبري الشهير للموسيقى الذي يُقام كل عام في سومرست بإنجلترا، صعد إلى المسرح يوم السبت 28 يونيو/ حزيران مغني الراب الذي يُعرف باسم بوبي فيلان، عاري الصدر، وجعل الجمهور يهتف معه: “فلسطين حرة، حرة”. ندد بالمملكة المتحدة والولايات المتحدة لتواطئهما في الإبادة الجماعية، وأعرب عن أمله في أن يأتي يوم يتحرر فيه الشعب الفلسطيني من طغيان الحكومة الإسرائيلية. ثم تغيرت نبرته، وبدأ يردد: “الموت، الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي”، وردد الجمهور معه. وبعد ذلك، كما نقول بالإنجليزية، انفجر كل شيء، وهيمنت الضجة حول ما جرى في غلاستونبري على دورة الأخبار. البيان الرسمي الصادر عن مكتب السفارة الإسرائيلية في المملكة…
أعاد الإجماع الغربي، على تصفية المشروع النووي الإيراني، السؤال مجددًا بشأن ما إذا كان لمنطقة الشرق الأوسط الحق في امتلاك سلاح نووي. الخطاب الشعبوي العربي، منذ عقود مضت وإلى الآن، يعتقد بأن الفيتو، الذي عادة ما يرفع، في وجه أحلام، أي دولة عربية (أو مسلمة) في دخول نادي الكبار النووي، يمثل امتدادا لحقبة الحروب الصليبية القديمة (1096 ـ 1291). استقى هذا الخطاب ـ المؤسس على “تديين الفيتو” ـ شرعيته الجماهيرية، من “شواهد” عززت فيه هذه النزعة، نحو “التفسير الديني” للإجابة عن هذا السؤال الكبير: لماذا المسلمون وحدهم، الذين تُقمع أشواقهم في هذا الإطار؟! لا سيما أن “مبدأ المعاملة بالمثل” المتأصل…
في فيلم ستانلي كوبريك “دكتور سترينجلوف”، لا يظهر الفناء النووي من الفوضى، بل من دقة الأنظمة المصممة لضمان النظام. يجسّد الفيلم كيف تتقاطع الأيديولوجيا، والأتمتة، والولاء للإجراءات، لتنتج الكارثة. إن هوس الجنرال ريبر بنظرية “تسلل الشيوعيين عبر فلورة المياه” يطلق سلسلة أحداث تكشف هشاشة المنطق الكامن وراء فكرة “الدمار المتبادل المؤكد”. أما البيروقراطيون في غرفة الحرب، فيبقون مشلولي الحركة بفعل الإجراءات، عاجزين عن إيقاف المسار نحو الفناء. ويكشف الفيلم عبثية هذه العقائد عندما يكشف السوفيات عن وجود جهاز يوم القيامة السري المصمم لإفناء الكوكب إذا تعرضوا لهجوم. بيدَ أن كونه سرًا من الأساس قد أجهض الغاية منه كرادع. وهنا يكمن…