قالت بلومبيرغ إن الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص في الجنود وإن قوات الاحتياط في هذا الجيش تعاني من الإرهاق في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة.
وأضافت الوكالة الأميركية، في تقرير، أن نحو 350 ألفا من المنخرطين في قوات الاحتياط تركوا وراءهم زوجاتهم وأطفالهم ووظائفهم ودراستهم، من أجل مساعدة الجيش في حملته العسكرية على غزة، أو في التصدي للصواريخ التي يطلقها حزب الله من لبنان.
وأوضحت الوكالة، في تقرير لمراسلتها أليسا أودنهايمر، أن ثقل المهام الملقاة على عاتقهم تكشف عن مدى معاناة إسرائيل من أجل تعزيز صفوف القوات المسلحة، بينما تسعى للحيلولة دون أن يُحدث النقص في الأيدي العاملة ضررا بالاقتصاد. وفضلا عن ذلك، يزداد التذمر داخل إسرائيل بسبب رفض طائفة اليهود الحريديم الاستجابة لنداءات السلطات لهم بالانخراط في الخدمة العسكرية.
ويبلغ تعداد الجيش الإسرائيلي نحو 170 ألف جندي نظامي من إجمالي عدد السكان البالغ 10 ملايين نسمة وذلك يجعله جيشا كبيرا إذا ما قورن بعدد السكان، كما تقول بلومبيرغ التي تستدرك معتبرة أنه لا يزال قوة صغيرة للغاية مقارنة بحجم التهديدات الراهنة التي يتعين عليه مواجهتها، وفق تعبيرها.
ولفتت الوكالة الأميركية إلى أن ذلك اتضح في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، عندما اخترق مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الحدود مع قطاع غزة وشنوا هجوما فتاكا على إسرائيل التي باتت منذ ذلك الحين تخوض حربا مطولة على جبهات متعددة بعد ما يقرب من عام.
ويبدو أن شعار جيش “صغير وذكي” الذي كان يباهي به الجيش الإسرائيلي في يوم ما بسبب تفضيله التكنولوجيا العالية على القوة البشرية، أصبح اليوم شعارا “باليا”، وفقا للتقرير.
وقد دفع النقص في عدد الجنود السلطات الإسرائيلية إلى تركيز انتباهها على المتدينين اليهود المتطرفين الذين يشكلون حوالي 13% من السكان المعفيين من الخدمة العسكرية.
وفي يونيو/حزيران، ألغت المحكمة العليا الإسرائيلية امتياز الإعفاء الذي ظلت تلك الفئة تتمتع به ردحا من الزمن، على أمل أن يساعد ذلك في حل المعضلة.
ونقل التقرير عن ياغيل هنكين، المؤرخ العسكري والباحث في معهد القدس للإستراتيجية والأمن، القول “نحن بحاجة إلى تجنيد بعض هؤلاء على الأقل، لأن عدد الجنود الذين يتحملون العبء قليل للغاية”.
يبدو أن شعار جيش “صغير وذكي” الذي كان يباهي به الجيش الإسرائيلي في يوم ما بسبب تفضيله التكنولوجيا العالية على القوة البشرية، أصبح اليوم شعارا “باليا”.
ويتجمهر مئات من المتظاهرين خارج مكاتب الجيش، وأحيانا يشتبكون مع الشرطة لمنع اليهود المتطرفين من الدخول والانضمام إلى صفوف الجيش. ونقلت بلومبيرغ عن أحد المتظاهرين -اسمه إسحاق درعي- القول “هذا أمر سنقاومه، وسنوصل البلد إلى حالة جمود. لا ينبغي السماح للمتشددين بالالتحاق بالجيش لأنه جيش علماني وهم زنادقة”، وفق قوله.
ورأت وكالة بلومبيرغ أن هذه قضية أخلاقية أثارت احتجاجات داخل دولة الاحتلال. وأشارت إلى أن الجهود المبذولة من قبل الولايات المتحدة ودولتي قطر ومصر لإقناع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقيادة حماس بالموافقة على وقف إطلاق النار منذ أشهر، قد توقفت.
ومضت مراسلة الوكالة أودنهايمر إلى القول إن أرباب العمل في إسرائيل وجنود الاحتياط أنفسهم يشعرون بوطأة الأعباء التي يرزحون تحتها حتى إن الشركات تضطر إلى تقليص عدد العاملين لديها، وقد تسبب ذلك في تراجع النمو الاقتصادي العام الماضي إلى 2%، أي نصف المعدل الذي توقعته وزارة المالية قبل اندلاع الحرب، مع تباطؤ متوقع لوتيرة النمو بنسبة 1.1% في العام الحالي 2024.