مراسلو الجزيرة نت
جنوب لبنان- “نحن نشعر بالقليل مما يشعر به أهلنا في غزة” هذا لسان حال سكان مخيم الرشيدية من اللاجئين الفلسطينيين، وهو أقرب مخيم لحدود لبنان الجنوبية، ولا يبعد عنها سوى 17 كيلومتراً فقط، ويقع على شاطئ البحر على بُعد 5 كيلومترات من مدينة صور.
كاميرا الجزيرة نت جالت داخل الرشيدية، ورصدت تفاعل الأهالي مع ما يحدث في غزة مع استمرار العدوان الإسرائيلي، وتزامنه مع التصعيد الحدودي المستمر على القرى الحدودية جنوب لبنان، نتيجة العمليات العسكرية والغارات الجوية التي تشنها إسرائيل بالمنطقة، والتي يسمع أبناء المخيم أصداءها بوضوح، مما يعكس مدى التوتر على هذه الجبهة.
ترقب مستمر
بُني مخيم الرشيدية على مرحلتين، الأولى عام 1936 بواسطة الحكومة الفرنسية لإيواء اللاجئين الأرمن الذين فروا إلى لبنان، والثانية عام 1963 عندما أسست وكالة “الأونروا” القسم الجديد لإيواء اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من مخيم غورواد في منطقة بعلبك بلبنان.
وتعرّض محيط المخيم في أبريل/نيسان 2023 لقصف إسرائيلي، إثر إطلاق عدة صواريخ باتجاه المستوطنات الحدودية، ومنذ اندلاع طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يعيش أبناء الرشيدية بترقب وقلق، لا سيما أن مخيمهم مُعرّض للقصف في أي لحظة، حيث يتخوفون من وقوع حرب موسعة في جنوب لبنان.
مشاعر متشابهة
تقول الحاجة جمال رحيل (68 عامًا) للجزيرة نت “نحن هنا في أقرب مخيم إلى فلسطين، البارحة اخترق الطيران الإسرائيلي حاجز الصوت، وأنا ارتعبت من الخوف” وتضيف “كل يوم تحترق قلوبنا على ما يحصل في غزة وكيف يُقتل أهلنا فيها، لكننا في الوقت نفسه خائفون”.
أما إيهاب حمود فيؤكد أن المخيم وسكانه “جزء لا يتجزأ من المعركة داخل فلسطين، وما يحصل مع الشعب الفلسطيني على أرضه يؤثر على أي فلسطيني بغض النظر عن مكان وجوده. نحن شركاء في المعركة والدم والتحرير” ويؤكد الشاب أن “المخيم مر بحروب كثيرة منذ النكبة، لكن هذا العدوان لن ينسينا حقنا بالعودة، ولن يخيف أي فلسطيني”.
ويقول زهير قاسم وهو أحد سكان المخيم “المسجد الأقصى لا يخص الشعب الفلسطيني فقط، بل يخص كل المسلمين، والشعب الفلسطيني موحد سواء كان في داخل فلسطين أو في الشتات”.
وفي تعليقه على التصعيد في جنوب لبنان والوضع بالمخيم، يضيف قاسم “في ظل هذه الظروف الصعبة، فإن سكان المخيم يعيشون مثل ما يعيش سكان القرى الجنوبية اللبنانية من رعب وتخوف” ويؤكد أن الشعب الفلسطيني واللبناني متحد في هذه الأزمة.
حياة وسط
يقول الحاج محمد رحيل “نحن كأبناء مخيم يعتبر أقرب المخيمات لفلسطين، ونستشعر في كل لحظة ما تمر به غزة في حياتنا اليومية، لكننا مهما تحدثنا عن غزة نبقى مقصرين بحقهم، فهم صامدون على أرضهم رغم المجازر والمعاناة والتواطؤ”.
وقالت المواطنة نايفة الأحمد إن سكان المخيم يشعرون بخوف دائم نتيجة تواصل القصف قرب الحدود، وتضيف “نحن نحس بمعاناة أهل غزة بسبب القصف كل يوم، ونتأثر بما يتأثرون به” وتؤكد أن أهل غزة تصدوا في معركة طوفان الأقصى لمخططات التهجير التي تلوح بها إسرائيل، بتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، وأنهم يدفعون ثمن ذلك.
ويؤكد سكان المخيم أنهم يعيشون حياة وسطا بين الألم والأمل، فيؤلمهم ما يحدث في غزة، لكنهم في نفس الوقت ليسوا بعيدين عن المشهد، وأن نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي مستمر سواء على أرض فلسطين أو خارجها.