بغداد- على أنغام الأغاني العراقية الرياضية، تكتظ المقاهي والأماكن العامة في بغداد؛ حيث تتوفر شاشات عرض مباريات كأس آسيا لكرة القدم المقامة حاليا في قطر، وتمتلئ هذه الأماكن بمئات المشجعين المتحمسين لمساندة منتخبهم الوطني في مشهد تمتزج فيه الدعوات والتصفيق مع كل هجمة للاعبي “أسود الرافدين”.
وكان المنتخب العراقي سحق المنتخب الإندونيسي بـ3 أهداف مقابل هدف وألحق باليابان هزيمة تاريخية 2-0 ليتأهل لدور الـ16 متصدرا للمجموعة بفارق المواجهات بغض النظر عن نتيجة مباراته القادمة مع المنتخب الفيتنامي.
ومن أحد المقاهي البغدادية، يكشف المشجع العراقي مصطفى حسين المولع بحب كرة قدم في حديث لـ”الجزيرة نت”، عن عشق العراقيين الكبير لكرة القدم، الرياضة الأكثر شعبية في بلاد الرافدين، مشيرا إلى أن المنتخب العراقي قدم أداء كبيرا منذ مباراته الأولى أمام إندونيسيا إضافة إلى الأداء البطولي في مواجهته المنتخب الياباني الذي يعد الأقوى في آسيا ويضم نجوما عالميين.
حسين (27 عاما) الذي بدأ منذ نعومة أظافره بممارسة رياضة كرة القدم في الشوارع والفرق الشعبية إلا أنه لم يلتحق بأي فريق رياضي في الدوري؛ أكد أن المنتخب العراقي سيذهب بعيدا في البطولة، لأنه يتمتع بحسب رأيه بروح الفريق الواحد أو “الغيرة العراقية” وفقا للمصطلح الشعبي، لافتا إلى أن المئات من العراقيين من داخل البلاد وخارجه توجوا إلى قطر بهدف مساندة الفريق.
وأقر حسين، الذي يستعد للسفر لقطر من أجل مساندة المنتخب، أن الأخبار القادمة من معسكر المنتخب العراقي في الدوحة تبشر بالخير وهناك هدف واحد حدده اللاعبون ولمسناه خلال مباراة اليابان وهو الفوز بالبطولة وإسعاد الشعب العراقي.
ونهاية العام الماضي، وجه رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وزارة النقل بتسيير رحلات جوية مخفضة للعراقيين الراغبين بحضور بطولة كأس آسيا، ممن لديهم البطاقات الرسمية المعتمدة من قبل منظمي البطولة، كما وجه وزارة الخارجية للتواصل مع الجانب القطري من أجل تسهيل الحصول على تأشيرات الدخول.
أجواء المباريات
قبل ساعات من انطلاق مواجهتي المنتخب العراقي، يكشف صاحب أحد المقاهي في بغداد، أحمد وهيب لـ”الجزيرة نت”، أن المقاهي في العراق تشهد أجواء خاصة وتكتظ بالمشجعين من أجل مشاهدة مباريات المنتخب العراقي سواء الرسمية منها أو الودية.
وأشار وهيب إلى أنه في المباريات نشغّل الأغاني الرياضية لرفع وتيرة حماس المشجعين الذين يرددون بعض الأهازيج التي تشكل لاحقا مسيرة فرح بفوز المنتخب.
في المقابل، كشف حسن إبراهيم، الذي جاء إلى أحد مقاهي بغداد مع أصدقائه لتشجيع منتخب بلاده في مباراة الفوز على اليابان، بأن حظوظ المنتخب العراقي ارتفعت بعد الأداء البطولي أمام الساموراي، لكن على زملاء أيمن حسين التركيز على الأدوار المقبلة.
وأكمل إبراهيم، أن فوز المنتخب على اليابان منح اللاعبين ثقة كبيرة، متمنيا تكرار سيناريو الفوز ببطولة كأس آسيا عام 2007.
ارتفاع حظوظ الأسود
إلى ذلك، رأى زيدان الربيعي الصحفي والكاتب الرياضي، أن “المنتخب العراقي تصاعدت حظوظه بشكل كبير بعد أن حقق الفوز التاريخي على اليابان، والذي منح “أسود الرافدين” جرعة كبيرة من الثقة بالنفس والقدرة على مجاراة المنتخبات الآسيوية التي سوف يقابلها في الأدوار اللاحقة، كذلك أسهم الفوز في رفع سقف طموحات لاعبي المنتخب العراقي للحصول على اللقب الآسيوي ودخول التاريخ، لأن فوز منتخب العراق بلقب البطولة في عام 2007، قد أدخل يونس محمود ورفاقه التاريخ من أوسع أبوابه، وبالتالي هذا الطموح بات يأخذ الكثير من تفكير لاعبي المنتخب العراقي”.
وأضاف أن “المستوى الذي ظهر عليه المنتخب العراقي في مباراتيه السابقتين أمام إندونيسيا واليابان أوضح بالدليل القاطع أنه يمتلك الكثير من العناصر الجيدة التي تستطيع منافسة المنتخبات الأخرى، بل والتفوق عليها، فضلا عن أن الجهاز الفني بقيادة الإسباني خيسوس كاساس بات عارفا بأسرار الكرة الآسيوية، وأصبح يضع لكل مباراة المقتضيات التي تحتاجها، وهذا الأمر تبين بصورة جلية للجميع في مباراة اليابان، إذ قام بزج مجموعة جديدة من اللاعبين الشباب الذين أكدوا أنهم لا يقلون شأنا عن اللاعبين الأساسيين من أصحاب الخبرة، أضف إلى ذلك أن اعتماد كاساس على اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية، أدى إلى ظهور المنتخب بصورة غير متوقعة لأغلب المتابعين للكرة الآسيوية، وبات أحد المرشحين لخطف المونديال الآسيوي الجاري الآن في قطر”.
وأشار الربيعي إلى أن “هناك بعض المخاوف بدأت تتسلل إلى الجمهور العراقي بعد الفوز على اليابان، لأن جميع مدربي المنتخبات الآسيوية التي لها فرصة في التأهل من دور المجموعات، قد وضعوا المنتخب العراقي في حساباتهم، لذلك ستزيد الرقابة على “أسود الرافدين”، وهو ما قد يجعل حظوظه في الأدوار اللاحقة صعبة نوعا ما”.
وختم بالقول، إن “أهم نقطة تصب في صالح المنتخب في هذه البطولة، أنه يلعب من دون ضغوطات تذكر، لأنه قبل بدء البطولة لم يطلب أي أحد من “أسود الرافدين” الفوز بالبطولة، وكلما ابتعدت الضغوطات، سار المنتخب العراقي باتجاه كأس البطولة”.