عقد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس السوري أحمد الشرع مباحثات رسمية في الدوحة اليوم الثلاثاء.
وقال الديوان الأميري القطري، في بيان، إنه جرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، خاصة في المجالين السياسي والدبلوماسي.
وأعرب أمير قطر -وفق بيان الديوان الأميري- عن تطلعه بأن تسهم الزيارة الأولى للرئيس السوري إلى الدوحة في دفع مسيرة التعاون بين البلدين إلى آفاق أوسع.
من جانبه، أكد الرئيس السوري حرص بلاده على تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التنسيق المشترك بما يخدم مصالح البلدين والشعبين.
كما تناولت المباحثات -وفق بيان الديوان الأميري القطري- أبرز التطورات الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وحضر جلسة المباحثات من الجانب القطري رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس الديوان الأميري عبد الله بن محمد الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي وعدد من كبار المسؤولين.
كما حضرها من الجانب السوري وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني وعدد من أعضاء الوفد الرسمي المرافق للرئيس السوري.
سمو الأمير المفدى وأخوه فخامة الرئيس أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة، يعقدان جلسة مباحثات رسمية بالديوان الأميري. #قطر #سوريا https://t.co/pkVdKQiw40 pic.twitter.com/3jknuzXaEm
— الديوان الأميري (@AmiriDiwan) April 15, 2025
وكان الشرع وصل في وقت سابق اليوم الثلاثاء إلى الدوحة في زيارة تهدف إلى دعم العلاقات الثنائية بين البلدين، والتباحث حول عدد من الملفات أهمها جهود قطر في دعم الدولة السورية الجديدة.
ومن المقرر أن يلتقي الشرع أثناء الزيارة عددا من المسؤولين ورجال الأعمال في البلاد.
وأكدت قطر، وفقا لوكالة الأنباء القطرية، موقفها الثابت في دعم الشعب السوري في سعيه نحو السلام والعدالة، مع استعدادها للتعاون مع الإدارة السورية في مختلف الملفات الدولية، وفي مقدمتها رفع العقوبات المفروضة على سوريا.
ويأتي تحرّك الشرع ضمن مساعٍ دبلوماسية لحشد الدعم العربي لرفع العقوبات التي تعيق خطط إعادة الإعمار في البلاد، وهي القضية التي طرحها أيضا خلال زيارته إلى الإمارات أمس الاثنين، ويناقشها في زيارته الحالية للدوحة.
#قنا_انفوجرافيك |#قطر و #سوريا.. علاقات راسخة عززتها زيارات متبادلة رفيعة المستوى#قناhttps://t.co/4sn92UFh3I pic.twitter.com/lldt0UAWNl
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) April 15, 2025
خطوات استقرار
وتأتي زيارة الرئيس السوري بعد سلسلة خطوات اتخذتها الحكومة السورية الجديدة لتعزيز الاستقرار، من بينها الاتفاق على دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في القوات المسلحة السورية، وتشكيل حكومة جديدة، والعمل على إنهاء الوجود المسلح خارج مؤسسات الدولة.
كما تندرج الزيارة في سياق الانفتاح العربي مع دمشق، إذ تأتي بعد أقل من 3 أشهر على زيارة أمير دولة قطر إلى العاصمة السورية، كأول قائد عربي يزور البلاد بعد انتهاء حكم نظام بشار الأسد.
ويرى مراقبون أن زيارة أمير قطر في يناير/كانون الثاني الماضي حملت رسائل دعم سياسي ومعنوي للسوريين، خاصة في ظل التحولات التي تشهدها البلاد، وحاجتها إلى دعم شامل لإعادة بناء الدولة على أسس تضمن كرامة المواطنين وحقوقهم، وتلبي تطلعاتهم المشروعة.
وفي 16 يناير/كانون الثاني الماضي، التقى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في دمشق، الرئيس الشرع، حيث بحثا آخر التطورات على الساحة السورية، وملفات التعاون المشترك، وأكدا على وحدة سوريا واستقلالها وسيادتها.
كما شهد 5 يناير/كانون الثاني الماضي زيارة وفد سوري رفيع المستوى إلى الدوحة، ضم وزير الخارجية أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات أنس خطاب، حيث عقد الوفد اجتماعات مع مسؤولين قطريين لبحث الاحتياجات الإنسانية والتنموية في سوريا.
وفي 16 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت قطر استئناف عمل سفارتها في دمشق بعد نحو 13 عاما من قطع العلاقات مع النظام السوري عام 2011، في خطوة وصفت بأنها تجسيد لموقفها المبدئي في دعم الشعب السوري وثورته، وسعيها للمساهمة في إعادة إعمار سوريا.
بتوجيهات سامية من سمو الأمير المفدى، تواصل قطر مسيرة العطاء والدعم الإنساني. سعدت بزيارة مدينة الأمل التي افتتحتها @qcharity في شمال سوريا بالتعاون مع هيئة الإغاثة التركية، لتكون ملاذاً آمنا ومأوى كريم لـ 8800 نازح، مزودة بمنازل ومدارس وأسواق ومركز صحي ومسجد، ومرافق حيوية تُعزز… pic.twitter.com/JlxEAaWrpF
— مريم بنت علي المسند (@MANAlMisned) January 31, 2025
دعم إنساني وتنموي
وفي إطار الدعم القطري المتواصل، افتتحت مؤخرا في شمال سوريا “مدينة الأمل السكنية”، لإيواء المتضررين من الأزمات، وتوفير سكن كريم للنازحين، بالشراكة بين “قطر الخيرية” و”هيئة الإغاثة الإنسانية” التركية.
وتضم المدينة 1400 وحدة سكنية مجهزة لاستيعاب أكثر من 8800 شخص، إلى جانب مرافق خدمية متكاملة من مدارس ومراكز صحية ومسجد وأسواق، بما يوفر حياة أكثر استقرارا.
المصدر : الجزيرة + وكالة الأنباء القطرية (قنا)