مراسلو الجزيرة نت
جاكرتا- تختتم اليوم الجمعة القوات البحرية الروسية والإندونيسية أول تدريبات مشتركة من نوعها في تاريخ العلاقة الدفاعية بين البلدين، استمرت 5 أيام في البحر الشمالي لجزيرة جاوا الإندونيسية، قرب مدينة سورابايا ثاني كبرى مدن البلاد.
وأجريت هذه المناورات لتعزيز ما وُصف بالتعاون الإستراتيجي المشترك والإمكانات العملياتية للقوات البحرية من البلدين.
وتُعد هذه التدريبات، التي أطلق عليها اسم “أورودا”، متابعة وتنفيذا لما اتفق عليه في لقاء جمع قيادات القوات البحرية الإندونيسية والروسية عام 2018. وتهدف إلى رفع مستوى القدرات في الأمن البحري، وذلك كما جاء في البيانات الرسمية.
تعاون قديم
شاركت موسكو بغواصة و3 سفن حربية من فئة “كورفيت”، وسفينة رابعة ناقلة متوسطة، ومروحيات، وقاطرة إنقاذ بحرية، إلى جانب القطع البحرية الإندونيسية.
وعبر السفير الروسي سيرغي تولشينوف، في تصريحات صحفية، عن فخره بمشاركة بلاده بهذه التدريبات آملا أن تتعزز العلاقة البحرية بين البلدين في المستقبل، فهي المرة الأولى التي تصل فيها غواصة روسية إلى المرافئ الإندونيسية.
ويشار إلى أن التعاون العسكري البحري بين البلدين يعود إلى حقبة أحمد سوكارنو، أول رئيس إندونيسي بين عامي 1959 و1962، حيث منح الاتحاد السوفياتي حينئذ 12 غواصة لجاكرتا مما جعل القوة البحرية الإندونيسية -الحديثة الاستقلال- الأقوى في منطقة جنوب شرقي آسيا في ذلك الوقت.
تعزيز العلاقة
وحسب القائد العام للأسطول الإندونيسي نائب الأميرال دينيه هيندراتا، فإن تدريبات هذا العام تظهر رغبة جاكرتا وموسكو في إعادة تعزيز هذه العلاقة التي كانت حاضرة وقوية في الماضي.
كذلك أكد قائد القوات البحرية الإندونيسية الأميرال محمد علي أهمية هذه التدريبات في رفع مستوى الكفاءة والمهنية لعناصر القوات البحرية من البلدين، وفي تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الدول “الصديقة” في المنطقة.
وكان الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، الذي تسلّم الرئاسة في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قد زار موسكو في 31 يوليو/تموز الماضي حينما كان لا يزال وزيرا للدفاع.
كان ذلك إثر فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم 14 فبراير/شباط الماضي وخلال الفترة الانتقالية التي استمرت نحو 8 أشهر انتظارا لأداء اليمين الدستورية، وذلك ضمن جولة قام بها شملت بعض العواصم الكبرى والإقليمية، التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تحول
كانت أول زيارة لوزير الخارجية الجديد سوغيونو في حكومة سوبيانتو إلى قازان عاصمة تتارستان شرقي العاصمة موسكو، لحضور قمة مجموعة بريكس الاقتصادية التي أقيمت بين 22 و24 أكتوبر/تشرين الأول المنقضي، والتي كانت بعد يوم واحد فقط من تأديته اليمين الدستورية وغيره من وزراء الحكومة الإندونيسية الجديدة.
وعبر سوغيونو -في تلك القمة- عن رغبة جاكرتا بالانضمام إلى هذه المجموعة، وعُدّ ذلك تحولا عن موقف الرئيس الأسبق جوكو ويدودو الذي لم يحسم في عهده قرار الانضمام لها.
وتسعى إندونيسيا -كما يرى محللون ودبلوماسيون- إلى تعزيز مبدأ التوازن في علاقاتها الخارجية بمختلف الأصعدة، بين العلاقات مع الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، ومع القوى الكبرى الأخرى مثل روسيا والصين وغيرهما من جهة أخرى.