اندلعت مواجهات بين متظاهرين إسرائيليين والشرطة مساء أمس السبت خلال وقفة احتجاجية شرقي تل أبيب تطالب بإبرام اتفاق تبادل للأسرى بغزة، وسط دعوات للخروج في مظاهرات اليوم قرب غزة.
وكان آلاف الإسرائيليين خرجوا للشوارع في مناطق متفرقة بإسرائيل للمطالبة بإبرام صفقة تبادل للإفراج عن الأسرى المحتجزين لدى المقاومة واحتجاجا على تدبير الحكومة لملف الأسرى.
وشهدت مدن حيفا وتل أبيب والقدس احتجاجات تخللتها اشتباكات بالأيدي بين محتجين والشرطة الإسرائيلية، كما أغلق المئات من الإسرائيليين شوارع عدة في مناطق متفرقة.
وقالت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة في تعقيب على كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لا توجد لديه أي خطة.
وأضافت في بيان أنها سمعت من نتنياهو الكثير مما لا يمكن فعله، وقالت عائلات الأسرى إن ثمة حلا واحدا هو اتفاق يعيد كافة الأسرى حتى مقابل إنهاء الحرب.
ونظمت عائلات الأسرى تظاهرات وسط تل أبيب للمطالبة بإنجاز صفقة تبادل شاملة تعيد أبناءهم وتنهي الحرب. وقالت عائلات الأسرى، في مؤتمر صحفي، إن الضغط العسكري على حماس لم يجعلها أكثر مرونة، بل أكثر إصرارا على شروطها، كما أنه لم يطلق سراح أبنائهم، بل جعلهم عرضة للقتل.
وكان نتنياهو أكد على إمكانية إعادة “المخطوفين” دون الخضوع لإملاءات حماس وفق وصفه، وأكد على زيادة الضغط على الحركة حتى تحقيق كل أهداف الحرب.
في الأثناء أشارت عائلات الأسرى إلى أن الوزير المكلف بالمفاوضات رون ديرمر أخبرهم أن الإفراج عن ذويهم سيحتاج إلى 6 أشهر، وأضافت العائلات أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو الوحيد القادر على إنهاء الحرب.
تظاهرة قرب غزة
كما أعلنت هيئة عائلات الأسرى عن تنظيم ما وصفتها بمظاهرة مركزية اليوم الأحد، على مقربة من حدود قطاع غزة، وتحديدا في كيبوتس “نير عوز”، حيث من المقرر أن تستخدم العائلات مكبرات الصوت لتوجيه نداءات مباشرة للأسرى داخل القطاع.
وقالت الهيئة في بيان لها “إن لم نتحرك الآن، فإننا نحكم على الأحياء بالموت، ونفقد القدرة على استعادة جثامين من قضوا”، وأضافت “نطالب بصفقة شاملة تشمل الجميع، فالإسرائيليون المخطوفون فوق السياسة والانقسامات”.
وتأتي الاحتجاجات في ظل تنامي الضغط الشعبي على المسؤولين السياسيين لإعادة الأسرى، حيث كشف موقع “عودة إسرائيل” المختص بنشر العرائض، أن عدد الموقعين على العرائض المطالبة بإعادة الأسرى بلغ حتى صباح السبت 138 ألفا و434 شخصا.
كما ارتفع عدد العرائض المطروحة من 47 إلى 50، بينها 21 عريضة صادرة عن جنود في الاحتياط أو متقاعدين. ولم يقتصر التوقيع على المدنيين، بل شمل شخصيات بارزة من المؤسسة الأمنية والعسكرية، مثل رئيس الوزراء السابق إيهود باراك، ورئيس أركان الجيش السابق دان حالوتس، إضافة إلى عدد من القادة العسكريين السابقين.
وتعكس معظم رسائل الموقعين العسكريين اعتقادا بأن استمرار الحرب لم يعد يخدم الأهداف الأمنية، بل المصالح السياسية الضيقة. ويرفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذه التهم، واصفا الموقعين بأنهم “مجموعة صاخبة من المتقاعدين الممولين من الخارج لإسقاط الحكومة”.
وتقدر الحكومة الإسرائيلية عدد أسراها في قطاع غزة بـ59 شخصا، بينهم 24 على قيد الحياة، بينما تحتجز إسرائيل أكثر من 9500 فلسطيني.
وبدعم أميركي مستمر، تواصل إسرائيل عملياتها في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أدى إلى سقوط أكثر من 167 ألف شهيد وجريح، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.