دعت منظمة العفو الدولية اليوم الأربعاء مجلس الأمن الدولي إلى تجديد حظر الأسلحة المفروض على جنوب السودان، مشددة على أن رفع هذا الحظر سيعرّض حياة المدنيين للخطر في ظل ما وصفتها بانتهاكات موثقة من قبل قوات جنوب السودان وأوغندا.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في شرق وجنوب أفريقيا تيغيري تشاغوتا إن “حظر الأسلحة ليس حلاً سحريا، لكن من شبه المؤكد أن أوضاع حقوق الإنسان ستكون أسوأ بكثير من دونه”، مضيفًا “هذا ليس وقت رفع الحظر والسماح بتدفق المزيد من الأسلحة. نحث مجلس الأمن على تجديد الحظر وتطبيقه لحماية أرواح المدنيين”.
وفي بيان رسمي، أشارت المنظمة إلى أن صورًا ملتقطة بالأقمار الصناعية أظهرت وجود مروحيات هجومية تابعة لجيش جنوب السودان، مما يشير إلى “انتهاكات جارية للحظر”. كما أكدت وجود “أدلة دامغة” على انتهاك أوغندا الحظر المفروض من مجلس الأمن عبر نشر قوات ومعدات عسكرية داخل الأراضي الجنوب سودانية.
وذكرت العفو الدولية أن مختبر الأدلة التابع لبرنامج الاستجابة للأزمات في المنظمة تحقق من مقطعين مصورين يظهران قوات ومعدات تابعة لقوات الدفاع الشعبية الأوغندية. وأظهر المقطع الأول وصول العشرات إلى مطار جوبا الدولي يوم 11 مارس/آذار الماضي، في حين وثق المقطع الثاني بتاريخ 17 مارس/آذار السابق نقل دبابات عبر ناقلات جنود وشاحنات عسكرية تحمل لوحات الجيش الأوغندي في منطقة “نيمولي” على الجانب الجنوب سوداني من الحدود مع أوغندا.
وأكدت المنظمة أن هذا الوجود العسكري الأوغندي يشكل “انتهاكا صريحًا” لقرار مجلس الأمن رقم 2428 لعام 2018، والذي ينص على حظر تقديم أو بيع أو نقل الأسلحة والمواد ذات الصلة إلى جنوب السودان، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، إلا بموجب استثناءات مشروطة وتحت إشراف لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن.
وأوضحت العفو الدولية أن كلا من حكومتي جنوب السودان أو أوغندا لم تقدّم إشعارًا للجنة العقوبات بشأن هذا الانتشار وفقما تقتضي القرارات الدولية ذات الصلة، مما يجعل هذا التدخل العسكري غير مشروع بحسب القانون الدولي.
حظر الأسلحة
ومن المقرر أن ينتهي حظر الأسلحة المفروض على جنوب السودان يوم 31 مايو/أيار الجاري، في حين يُنتظر أن يصوّت مجلس الأمن خلال الأيام المقبلة على قرار بتجديده أو تعديله.
وفي 11 مارس/آذار الماضي، وصفت العفو الدولية نشر القوات الأوغندية في جنوب السودان بأنه “انتهاك صارخ للحظر” يأتي في توقيت حساس قبيل التصويت المرتقب في مجلس الأمن بشأن تمديده.
وفي سياق متصل، أكدت العفو الدولية استمرار ما وصفته بـ”انتهاك متكرر للحظر” من خلال استخدام قوات جنوب السودان مروحيات هجومية، مما قد يشير إلى تسلم قطع غيار أو معدات عسكرية محظورة.
وفي تطور مأساوي مرتبط بالتصعيد العسكري، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، في الرابع من مايو/أيار الجاري، أن مروحيتين هجوميتين قصفتا مستودع أدوية في بلدة “أولد فانغاك”، مما أسفر عن مقتل 7 مدنيين وإصابة 20 آخرين.