لعبت الصورة دورا مهما في توثيق المعارك والعمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ضد الأهداف الإسرائيلية، ورافقت الكاميرا معظم عمليات المقاومة خاصة خلال معركة طوفان الأقصى.
وتعود أول عملية مصورة لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إلى سبتمبر/أيلول 1993 حين قُتل 3 جنود إسرائيليين من المسافة صفر في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، في عملية نفذها 3 مقاتلين أبرزهم القيادي في القسام عماد عقل.
وبعد أن رافقت معظم عمليات كتائب القسام ضد الجنود الإسرائيليين، نقلت الكاميرا عملياتهم نقلة نوعية في معركة طوفان الأقصى، ففي اليوم الأول قبل 100 يوم وثقت القسام بالصوت والصورة عملية اقتحامها المستوطنات والمعسكرات الإسرائيلية على حدود قطاع غزة.
ووفق ما جاء في تقرير لقناة الجزيرة، فقد وثقت الفيديوهات التي تبثها المقاومة عمليات القسام وتساقط الجنود الإسرائيليين في قبضة المقاتلين الفلسطينيين لأول مرة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
خسائر بالصوت والصورة
وعندما بدأ الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة، انتقلت معركة الصورة إلى وضع آخر، حيث تظهر الفيديوهات مقاتل القسام وهو يضع راية حماس على دبابة إسرائيلية محترقة في مخيم الشاطئ شمال غرب مدينة غزة، وتظهر مقاتل آخر وهو يلقي عبوة شواظ محلية الصنع على الميركافا الإسرائيلية.
كما أظهرت الفيديوهات مقاتلا آخر لسرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– وهو يصيب آلية إسرائيلية بقذيفة إصابة مباشرة على بعد عشرات الأمتار فقط.
وحصلت قناة الجزيرة على مقاطع فيديو لقتال من المسافة صفر يخوضها مقاتلو القسام في بيت حانون وبيت لاهيا والشيخ رضوان والزيتون وغيرها من الأحياء والمناطق الفلسطينية.
وتثبت كتائب القسام في الفيديوهات التي داومت على بثها خلال 100 يوم من الحرب -كما ورد في تقرير صهيب العصا- أن مقاتليها يوقعون خسائر فادحة في صفوف جنود الاحتلال، وهو ما يعني أن خسائرهم تنقل بالصوت والصورة.
وبينما تعلن إسرائيل أنها دمرت 700 منصة لإطلاق الصواريخ، تنطلق صواريخ المقاومة من شمال غزة، بعد تدمير إسرائيلي ممنهج لكل مقومات الحياة في قطاع غزة استمر 100 يوم.
وفي بعض الفيديوهات التي بثتها كتائب القسام، تعلن أنها قصفت تل أبيب في الساعة صفر من عام 2024 وخلال 28 دقيقة فقط تنشر مشاهد إطلاق الصواريخ على حسابات القسام الرسمية.