قالت كاتبة العمود في صحيفة تايمز البريطانية أليس تومسون إن خسارة المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية كامالا هاريس لم تكن فقط بسبب كونها امرأة، بل لأنها لم تركز بما يكفي على القضايا الأساسية التي تؤثر على الناخبين، وقد فضلت كثير من النساء التصويت للمرشح الجمهوري الفائز دونالد ترامب، إذ اعتبرن أن قضايا مثل التضخم والاقتصاد والهجرة أهم من حقوق الإجهاض، أو فضائح ترامب الشخصية.
وبرأي الكاتبة، فإن ارتباط هاريس القوي بإدارة الرئيس المنتهية ولايته جوزيف بايدن، وغياب رؤية مستقلة لها تفصلها عنه، أضعفا جاذبيتها بين الناخبين الذين كانوا يتطلعون إلى التغيير، مما جعل كونها امرأة غير كاف لجذب الناخبين.
وأكدت تومسون في تقريرها أن الولايات المتحدة قد تنتخب رئيسة يوما ما عندما تأتي مرشحة تقدم رؤية واضحة ومستقلة بشأن القضايا الرئيسية التي تهم البلاد، وتجذب الناخبين الذين يريدون حلولا حقيقية لمشاكلهم بدلا من استمرارية المؤسسة القائمة.
وعلقت الكاتبة في هذا الصدد بأنه “من الواضح أن العديد من الناخبات الأميركيات لم يكترثن عند التصويت بكون هاريس امرأة بقدر اهتمامهن بالسياسة”.
ووفق التقرير، تشير استطلاعات الرأي إلى أن هاريس فازت بـ54% من أصوات النساء، مقارنة بـ44% لترامب، وفاز بايدن بنسبة أكبر من أصوات النساء في 2020 مقارنة بنائبته.
وأظهر استطلاع آخر من وول ستريت جورنال في الولايات المتأرجحة أن النساء دعمن هاريس بنسبة 52% فقط وترامب بنسبة 42%، أما الرجال فضلوا ترامب بنسبة 50% مقابل 41% لهاريس، حسب التقرير.
واستعرض التقرير الإستراتيجيات التي استخدمها المرشحان لجذب الجنسين، إذ حاولت هاريس في حملتها استقطاب النساء المتعلمات والتركيز على دعم حقوق المرأة وحقوق الإجهاض، وقدمت نفسها على أنها امرأة عملية وعائلية في آن واحد.
وظهرت المرشحة الديمقراطية في برامج بودكاست مشهورة بين الشباب لتعزيز هذه الرسالة، وأشارت للأعمال المنزلية عبر ذكر وصفاتها الخاصة لعيد الفصح بهدف كسب ود الناخبات اللاتي يوازنّ بين العمل والأسر.
أما ترامب، فقد ركز على تعزيز شعبيته بين الرجال من الطبقة العاملة في المناطق الريفية، متبنيا لهجة شعبوية ناقدة للنخب ومؤيدا للقيم التقليدية، وقدم ترامب نفسه في حملته على أنه حام للمجتمع ضد “ثقافة الاستيقاظ”، مكررا أن هاريس “تدعم التيار الليبرالي”، بينما يمثل هو الشعب “الأميركي الحقيقي”.
وظهر المرشح الفائز على منصات رائجة بين الشباب مثل بودكاست المحافظ جو روغان، حيث أكد موقفه المناهض للسلطة الديمقراطية لائما إياها على كثير من المشاكل التي يعانيها الأميركيون، مما قربه للعديد من الناخبين، كما حصل على دعم من شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك، مما ساعد حملته.