أدانت السعودية وقطر والأردن ومصر والعراق وسلطنة عمان والكويت واليمن والجامعة العربية، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن ما يسميه “رؤية إسرائيل الكبرى”، ووصفتها بأنها اعتداء على سيادة دول عربية، وتؤدي لتأجيج الأزمات.
وقال نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة- خلال مقابلة مع قناة “آي 24” الإسرائيلية، الثلاثاء “أشعر أنني في مهمة تاريخية وروحانية، وأنا مرتبط عاطفيا برؤية إسرائيل الكبرى”.
ويأتي حديث نتنياهو مع استمرار حرب الإبادة والتجويع الإسرائيلية في قطاع غزة، وفي سياق خطاب متصاعد لليمين المتطرف الإسرائيلي يدعو إلى التوسع والضم، وصولا إلى إنشاء “إسرائيل الكبرى” التي تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات، وفق معتقداتهم.
وقالت الخارجية السعودية، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية “واس”، إن المملكة تدين بأشد العبارات “التصريحات الصادرة عن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي حيال ما يسمى رؤية إسرائيل الكبرى”، وترفض رفضا تاما “الأفكار والمشاريع الاستيطانية والتوسعية التي تتبناها سلطات الاحتلال”.
وأكدت على “الحق التاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني الشقيق بإقامة دولته المستقلة”، وحذرت المجتمع الدولي من “إمعان الاحتلال الإسرائيلي في الانتهاكات الصارخة، التي تقوض أسس الشرعية الدولية، وتعتدي بشكل سافر على سيادة الدول، وتهدد الأمن والسلم إقليميا وعالميا”.
مأساة التجويع تتفاقم في قطاع #غزة، ونتنياهو يعبر عن تماهيه مع رؤية “إسرائيل الكبرى” وسط إدانة أردنية لتصريحاته
الخبر في قصة بـ#إيجاز pic.twitter.com/Ed1l6jTxmM— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 13, 2025
“غطرسة وتأجيج للأزمات”
وأعربت دولة قطر عن “إدانتها واستنكارها لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بشأن ما يسمى رؤية إسرائيل الكبرى”، وفقا لبيان للخارجية القطرية، التي رأت أن هذا يعد “امتدادا لنهج الاحتلال القائم على الغطرسة وتأجيج الأزمات والصراعات، والتعدي السافر على سيادة الدول والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية”.
وأكدت الخارجية القطرية أن “الادعاءات الإسرائيلية الزائفة والتصريحات التحريضية العبثية لن تنتقص من الحقوق المشروعة للدول والشعوب العربية”.
وشدد البيان على “ضرورة تضامن المجتمع الدولي لمواجهة هذه الاستفزازات التي تعرض المنطقة للمزيد من العنف والفوضى”.
بيان | قطر تعرب عن إدانتها واستنكارها لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بشأن ما يسمى ب “رؤية إسرائيل الكبرى”#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/9utQAT9o7D
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) August 13, 2025
“تصعيد خطير”
من جانبها، وصفت الخارجية الأردنية تصريحات نتنياهو بأنها “تصعيد استفزازي خطير وتهديد لسيادة الدول ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
وأكد الناطق باسم الوزارة سفيان القضاة -في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية “بترا”- أن المملكة ترفض رفضا مطلقا هذه “التصريحات التحريضية”.
وشدد القضاة على أن “هذه الأوهام العبثية التي تعكسها تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لن تنال من الأردن والدول العربية، ولا تنتقص من الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني”.
وأضاف أن “هذه التصريحات والممارسات تعكس الوضع المأزوم للحكومة الإسرائيلية، وتتزامن مع عزلتها دوليا، في ظل استمرار عدوانها على غزة والضفة الغربية المحتلتين”.
كما دعا القضاة إلى اتخاذ موقف دولي واضح لإدانة هذه التصريحات و”التحذير من عواقبها الوخيمة على أمن المنطقة واستقرارها ومحاسبة مطلقيها”.
وفي الكويت، أعربت وزارة الخارجية في بيان اليوم الخميس، عن “إدانتها بأشد العبارات للتصريحات التي أطلقها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن اقتطاع أجزاء من أقاليم دول عربية”.
وذكر البيان أن الكويت “رافضة الدعوات التوسعية التحريضية والمخالفة لقواعد ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة مشددة على ضرورة احترام سيادة الدول العربية”.
وأضاف “في الوقت الذي تستنكر فيه دولة الكويت مثل هذه التصريحات التي تفضح نوايا الكيان المحتل وتعكس خططه في الانتقاص من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني فإنها تطالب العالم أجمع بضرورة الضغط وبكافة الوسائل للوقوف أمام هذه التصريحات والتحذير من عواقبها الوخيمة التي تتعدى على سيادة الدول وحقوقها وارادة شعوبها وذلك حفاظا على أمن واستقرار المنطقة”.
بدورها، دانت وزارة الخارجية العراقية “التصريحات الصادرة عن الكيان المحتل بشأن ما يسمى “رؤية إسرائيل الكبرى”، والتي تكشف بوضوح عن الطموحات التوسعية لهذا الكيان”. وأضاف البيان العراقي “هذه التصريحات تمثل استفزازا صارخا لسيادة الدول”.
وفي اليمن، أعربت الخارجية اليمنية، في بيان الأربعاء، عن “إدانتها واستنكارها الشديدين للتصريحات الصادرة عن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، التي تبجّح فيها بما أسماه رؤية إسرائيل الكبرى”. واعتبرت ذلك “انتهاكا صارخا لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وتحديا واضحا لإرادة المجتمع الدولي”.
وحذرت الخارجية اليمنية من أن “استمرار هذه السياسات الإسرائيلية من شأنه دفع المنطقة إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار”.
رفض قاطع
وأعربت سلطنة عُمان في بيان لوزارة خارجيتها، اليوم الخميس، “رفضها القاطع لمخططات نتنياهو التوسعية غير الشرعية التي تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي، وتتعدى على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أراضيه في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية عاصمة لها”.
وأكدت أن “هذه الطروحات التوسعية تشكل تهديدا مباشرا لأمن واستقرار المنطقة، وتؤجج مشاعر العداء والتوتر، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى التهدئة والتعاون بين دول المنطقة واحترام مبادئ السيادة الوطنية وحسن الجوار”.
كما أكدت السلطنة “موقفها الثابت في دعم سيادة دول المنطقة ووحدة أراضيها، ورفضها الحاسم لأي مخططات تهدف إلى تقويض الكيانات الوطنية أو تغيير الجغرافيا السياسية للمنطقة”.
وجددت “التزامها الراسخ بدعم الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.
ودعت سلطنة عمان المجتمع الدولي إلى “اتخاذ موقف حازم ضد هذه السياسات العدوانية، والعمل على حماية حقوق الشعب الفلسطيني وضمان تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة”.
في السياق نفسه، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الدول العربية إلى اتخاذ موقف واضح من تصريحات نتنياهو، يشمل “قطع العلاقات وسحب السفراء ووقف التطبيع، والتوحد خلف خيار مواجهة الاحتلال”.
ونددت “حماس” في بيان الأربعاء، بتلك التصريحات التي تتضمن “السيطرة على أراض مصرية وأردنية وسورية وغيرها من الأراضي العربية”، وطالبت المجتمع الدولي بإدانة تصريحات نتنياهو “والتحرك للجم حكومته ووقف حربه الوحشية ضد المدنيين بغزة، والتصدي لطموحاته في توسيع عدوانه استجابة لنبوءات وأوهام فاشية، بما يهدد الأمن الإقليمي والدولي”.
مصر تطالب بإيضاحات
أما الخارجية المصرية، فقالت في بيان إنها “تدين ما أثير ببعض وسائل الإعلام الإسرائيلية حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى وطالبت بإيضاحات لذلك، في ظل ما يعكسه هذا الأمر من إثارة لعدم الاستقرار وتوجه رافض لتبني خيار السلام بالمنطقة والإصرار على التصعيد”.
وأضافت الوزارة أن هذا التوجه “يتعارض مع تطلعات الأطراف الإقليمية والدولية المحبة للسلام والراغبة في تحقيق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة”.
وأكدت أنه “لا سبيل لتحقيق السلام إلا من خلال العودة إلى المفاوضات وإنهاء الحرب على غزة، وصولا لإقامة دولة فلسطينية على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
“استباحة للسيادة”
بدورها، أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بأشد العبارات تصريحات نتنياهو “بشأن اقتطاع أجزاء من أقاليم دول عربية ذات سيادة، توطئة لإقامة ما سماه رؤية إسرائيل الكبرى”.
وقالت الأمانة العامة، في بيان، إن هذه التصريحات “بمثابة استباحة لسيادة دول عربية، ومحاولة لتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، وتمثل تهديدا خطيرا للأمن القومي العربي الجماعي، وتحديا سافرا للقانون الدولي ومبادئ الشرعية الدولية”.
وأضافت أنها “تعكس نوايا توسعية وعدوانية لا يمكن القبول بها أو التسامح معها، وتكشف العقلية المتطرفة الغارقة في أوهام استعمارية”.
ودعا البيان المجتمع الدولي -ممثلا في مجلس الأمن– إلى “الاضطلاع بمسؤوليته والتصدي بكل قوة لهذه التصريحات المتطرفة، التي تزعزع الاستقرار وتزيد مستوى الكراهية والرفض الإقليمي لدولة الاحتلال”.
المصدر: الجزيرة + الصحافة الأردنية + الصحافة السعودية + وكالات