تصاعدت حدة التوتر على الحدود الجنوبية اللبنانية مع تصاعد عمليات القصف المتبادلة بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، تزامن ذلك مع تأكيد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي استعداد بلاده للدخول في مفاوضات لتحقيق الاستقرار في الجنوب.
وأعلن حزب الله أنه استهدف بالصواريخ الموجهة تجمعا لجنود الاحتلال الإسرائيلي في محيط ثكنة أدميت وحقق إصابات مباشرة في صفوفهم.
كما ذكر الحزب أنه استهدف بالصواريخ الموجهة “التجهيزات التجسسية المستحدثة” في موقع بياض بليدا العسكري الإسرائيلي.
وفي إطار القصف المتبادل بين الحزب وجيش الاحتلال، ذكر حزب الله أنه هاجم اليوم أيضا موقع المالكية الإسرائيلي قبالة الحدود الجنوبية للبنان بالأسلحة المناسبة مؤكداً تحقيق إصابة مباشرة.
كما أعلن الحزب عن استهدافه ثكنة يفتاح وتجمعا للجنود قرب ثكنة أدميت ومواقع المالكية والبغدادي وحانيتا.
قصف إسرائيلي
وأفاد مراسل الجزيرة بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة.
وقال مراسل الجزيرة إن مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة في محيط بلدة الغندورية في محافظة النبطية مما أدى إلى مقتل 3 أشخاص.
وزعمت هيئة البث الإسرائيلية أنه تم تصفية مسؤول وحدة المسيرات في حزب الله في قصف إسرائيلي داخل الجنوب اللبناني.
كما شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على بلدة كفركلا في القطاع الشرقي بينما قصفت المدفعية الإسرائيلية محيط البلدة بالإضافة إلى محيط بلدات مارون الراس ويارون وعيترون وميس الجبل.
وأفاد المراسل بانفجار 3 صواريخ اعتراضية إسرائيلية في أجواء بلدة عيترون.
وكان مراسل الجزيرة قد ذكر في وقت سابق أن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت بصاروخ بلدة خربة سلم في جنوب لبنان أثناء تنظيم جنازة القيادي في حزب الله وسام طويل الذي قتل أمس الاثنين في غارة إسرائيلية.
وأضاف المراسل أن القصف استهدف سيارة وأسفر عن 4 إصابات في محيط منطقة تشييع الجنازة.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أقر بمسؤولية الاحتلال عن اغتيال طويل من وحدة الرضوان باستهداف سيارته بصاروخ.
يشار إلى أن إسرائيل اغتالت يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي 5 قادة من وحدة الرضوان في قوات حزب الله.
استهداف جنازة
كما أفاد الدفاع المدني في جنوب لبنان بمقتل شخص وإصابة 2 في قصف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بلدة خربة سلم أثناء تشييع القيادي الميداني في حزب الله وسام طويل الذي قتل أمس بصف لمسيرة إسرائيلية على سيارته.
وقال حزب الله “إن 3 من مقاتليه استشهدوا في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة الغندورية”.
وكان الحزب قد أعلن في وقت سابق اليوم عن مهاجمته مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع للجيش الإسرائيلي في مدينة صفد بعدد من المسيّرات الملغمة.
في المقابل، أكدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن أكثر من نصف منازل بلدة منارة بالجليل الأعلى تضررت من الصواريخ المضادة للدروع التي تطلق من لبنان.
وتصاعدت المواجهات بين الجانبين عقب اغتيال تل أبيب نائب رئيس مكتب حماس السياسي صالح العاروري بالضاحية الجنوبية لبيروت في 2 يناير/كانون الثاني الجاري، والقيادي الميداني البارز في حزب الله وسام طويل.
وقُتل أكثر من 130 مقاتلا من حزب الله في لبنان خلال عمليات القصف المتبادلة مع إسرائيل.
لا للحرب
وفي سياق عدم الدخول في مواجهة مباشرة وتوسيع نطاق الحرب بين حزب الله وإسرائيل، قال نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله إن الحزب لا يريد توسيع الحرب لكن إذا فعلت إسرائيل ذلك “سنواصل المقاومة وسنجعلها أقوى وسنسلحها أكثر وستبقى على جهوزية دائمة”.
وفي السياق ذاته أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، استعداد بلاده للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الأمد جنوب بلاده والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار 1701.
جاء ذلك خلال لقائه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا في بيروت، وكرر ميقاتي مطالبة المجتمع الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي.
وفي 11 أغسطس/آب 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 1701 الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، ودعا إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا تلك التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات يونيفيل الأممية.