أكد رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة خليل الحية الاستعداد للبدء الفوري بمفاوضات شاملة تتضمن إطلاق سراح كل الأسرى مقابل الوقف التام للحرب في قطاع غزة، في حين دعا سموتريتش “لتكثيف القتال” في القطاع.
وأوضح الحية أن حماس توافق على صفقة تتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى لدى المقاومة وعدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين مقابل وقف الحرب تماما والانسحاب الكامل من القطاع، مشددا على أن الحركة لن تكون جزءا من سياسة الاتفاقات الجزئية التي يتخذها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غطاء لأجندته القائمة على استمرار الإبادة، حتى لو كان الثمن التضحية بأسراه.
وأكد ارتباط المقاومة وسلاحها بوجود الاحتلال باعتبارهما حقا طبيعيا للشعب الفلسطيني، كما رحب بموقف المبعوث الأميركي الخاص لشؤون “الرهائن” آدم بولر بإنهاء ملف الأسرى والحرب معا، مشيرا إلى تقاطعه مع موقف الحركة.
وكانت حركة حماس قد قالت في بيان قبل يومين إنها تدرس بمسؤولية وطنية عالية المقترح الذي تسلمته من الوسطاء وستقدم ردها عليه في أقرب وقت.
وجددت في بيانها تأكيد موقفها الثابت بضرورة أن يحقق أي اتفاق وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا كاملا للاحتلال.
المقترح الإسرائيلي
وفي المقابل تقترح إسرائيل هدنة لمدة 45 يوما في غزة للسماح بإطلاق سراح المحتجزين. وبحسب رويترز، تفرج حماس في الأسبوع الأول عن 10 محتجزين أحياء مقابل 120 أسيرا فلسطينيا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد وأكثر من 1000 فلسطيني اعتقلوا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
كما ينص المقترح على انسحاب القوات الإسرائيلية إلى المواقع التي كانت تسيطر عليها في غزة قبل انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الأصلي في 18 مارس/ آذار، والسماح للفلسطينيين بالمرور عبر محور نتساريم الذي يفصل بين شمال قطاع غزة وجنوبه، واستئناف توزيع المساعدات الإنسانية وبدء العمل على إعادة بناء البنية التحتية.
كما ينص على بدء محادثات مع الوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين بشأن إنهاء الحرب، ثم، تقدم حماس أدلة على أن الأحياء من المحتجزين ما زالوا على قيد الحياة وتسلم رفات المحتجزين المتوفين.
سموتريتش يتوعد
في المقابل، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن إسرائيل لن تخضع لحماس ولن تنهي الحرب دون تحقيق النصر الكامل وتحقيق أهدافها كاملة.
وأضاف سموتريتش أنه حان الوقت لفتح أبواب الجحيم على حماس واحتلال قطاع غزة بالكامل وتدمير حماس وتنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
من جهته، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن رد حماس يتيح لإسرائيل تحقيق أحلامها ولم يبق مجال للذرائع وحان الوقت لتحقيق النصر المطلق.
وأضاف بن غفير مخاطبا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن تحقيق أحلام إسرائيل بات بين يديه الآن.

وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف قوله لعائلات الأسرى الإسرائيليين إن صفقة جدية تجري بلورتها.
من جانبه، قال المبعوث الأميركي لشؤون “الرهائن” آدم بولر، في مقابلة خاصة مع الجزيرة أمس، إنه يضمن توقف الحرب إذا أُطلق سراح المحتجزين في قطاع غزة، مشيرا إلى وجود إمكانية للوصول إلى اتفاق شامل.
وخرجت مظاهرة في القدس أمس في إطار الاحتجاجات المستمرة ضد حكومة نتنياهو للمطالبة بإتمام صفقة تبادل شاملة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة.
ويتزامن ذلك مع اتساع دائرة رفض الحرب في إسرائيل، إذ تجاوز عدد الموقعين على عرائض المطالبة بوقفها 120 ألفا، بينهم 10 آلاف عسكري.
ولا يزال 59 أسيرا إسرائيليا محتجزا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة -وفق تقديرات إسرائيلية- في حين يقبع في سجون الاحتلال أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.