قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني التطورات إن الميدانية الأخيرة تظهر تفوقا واضحا لحزب الله وقدرة على إرغام الجيش الإسرائيلي على تعديل إستراتيجيته وأهدافه.
وأضاف -خلال فقرة التحليل العسكري- أن الاحتلال بدأ يبحث عن مخرج سياسي لوقف النزيف الذي يتعرض له ولا يملك رفاهية التقدم البري الكاسح الذي كان يخطط له قبل شهر ونصف.
وبعد أكثر من شهر ونصف على اندلاع المواجهة العسكرية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، يؤكد الخبير أن المعادلة الميدانية قد اختلفت بشكل واضح لصالح المقاومة.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي بدأ عملياته البرية بزخم كبير وبمشاركة 5 فرق قتالية، ولكنه سرعان ما تكبد خسائر فادحة وفوجئ بقوة ومنظومة دفاعات حزب الله، ما اضطره للتراجع والإحجام عن التقدم.
ثمن باهظ
ووفق رؤية عسكرية يؤكد جوني، أن الجيش الإسرائيلي يبدو عاجزا عن التقدم في جنوب لبنان من دون دفع ثمن بشري ومادي باهظ، لا سيما في ظل استهداف المقاومة لآلياته ودباباته بشكل دقيق حتى داخل الأراضي المحتلة.
ولفت إلى أن التمهيد الناري المكثف والغارات الجوية لم تؤتِ ثمارها في تسهيل الهجوم البري، بل على العكس واجهته مقاومة وتماسك شديدان.
واعتبر جوني، ما يُعلن عن تصديق رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي على توسيع نطاق العمليات البرية لا يبدو واقعيا في ضوء سير المعارك الأخيرة، وإنما يبدو دعاية إعلامية لتظهير قوة الجيش الإسرائيلي عشية الحديث عن تسوية سياسية.
وشدد على أن التحركات الإسرائيلية مقيدة بشكل رئيس بالمعطيات الميدانية وليس بالاعتبارات السياسية.
وفي قراءته لمعطيات الميدان أكد العميد جوني أن حزب الله نجح حتى الآن في تقييد حركة الآليات والدبابات الإسرائيلية، مما اضطر الاحتلال لإدخال قوات مشاة محدودة وعدم التمكن من التقدم العميق داخل الأراضي اللبنانية، مؤكدا أن خسائر القتال الصعب والمعقد، تفوق ما يمكن للجيش الإسرائيلي تحمله ودفعه.