شهد مهرجان “جوي أوورد” الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض أمس السبت، ظهورا مفاجئا للمطربة المصرية نجاة الصغيرة بعد غياب امتد لسنوات طويلة، حيث تم تكريمها بجائزة الإنجاز مدى الحياة.
وخلال ظهور الفنانة الملقبة بـ”قيثارة الفن”، قدّمت أغنية “عيون القلب” بنظام “البلاي باك”، وبدا واضحا عدم قدرتها على إلقاء كلمة للجمهور، كما لم تستطع حمل درع التكريم.
وتعد نجاة المولودة عام 1938 واحدة من نجمات العصر الذهبي للطرب؛ فخلال مشوار امتد من أواخر أربعينيات القرن الماضي وحتى بداية الألفية الجديدة، أثرت المكتبة الفنية العربية بأغانٍ تعاونت فيها مع كبار الشعراء والملحنين، أبرزهم نزار قباني ومأمون الشناوي وعبد الرحمن الأبنودي وكمال الطويل ومحمد عبد الوهاب وبليغ حمدي ومحمود الشريف وسيد مكاوي.
وجاء الظهور الأول للأخت غير الشقيقة للفنانة الراحلة سعاد حسني على الشاشة من خلال فيلم “هدية” في العام 1947، وقتها لم تكن تكمل العاشرة من عمرها. بعدها بدأت في حفظ أغنيات أم كلثوم والتي تميزت بأدائها في بعض الحفلات العامة مما لفت الأنظار إليها، كما تبناها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وأطلق عليها لقب “صاحبة السكون الصاخب”، ومن أشهر أغنياتها “لا تكذبي” و”ساكن قصادي” و”عيون القلب”.
وإلى جانب الغناء، شاركت نجاة الصغيرة في التمثيل في عدة أفلام سينمائية، ومن أشهرها “الشموع السوداء” و”ابنتي العزيزة” و”شاطئ المرح”، وكان آخر ظهور لها على الشاشة ممثلةً في “جفت الدموع” في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، لتبتعد بعدها عن التمثيل وتكتفي بالغناء.
وخلال مسيرتها الفنية، نالت نجاة تكريما من عدة زعماء عرب؛ إذ حصلت على وسام من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وآخر من الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، وفي منتصف الثمانينيات قدم لها ملك الأردن الحسين وسام الاستقلال من الدرجة الأولى.
مع بداية الألفية وتقدمها في العمر، غابت نجاة الصغيرة عن الساحة الفنية دون أن تعلن الاعتزال، لكنها ظلت موجودة بصوتها على فترات متباعدة بأغنيات جديدة؛ ففي عام 2015 قدمت أغنية وطنية من كلمات الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي “بلادي يا بلادي”.
وفي العام 2017، طرحت شركة “مزيكا” أغنية جديدة لنجاة بعنوان “كل الكلام”، وهي من كلمات عبد الرحمن الأبنودي وتوزيع يحيى الموجي، وصور الأغنية المخرج هاني لاشين.
وكان آخر ظهور لنجاة التي تعد أبرز الأصوات النسائية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، من خلال صورة التقطت لها عام 2020 وهي تجلس وحيدة بجانب البناية التي تقطن بها والمعروفة بـ”عمارة الشربتلي” بعد القرار بإخلاء البناية نتيجة التصدعات، وصرح نقيب الموسيقيين الأسبق هاني شاكر وقتها بأنها انتقلت للعيش مع نجلها إلى حين الانتهاء من إصلاح البناية، وطمأن الجمهور على صحتها.