تعد صناعة وتعدين الذهب في السودان واحدة من أبرز الروافد الاقتصادية التي تعكس ثراء هذه الأرض، وتعكس هذه الصناعة قصص كفاح وإصرار العمال الذين يعملون في ظروف صعبة لاستخراج هذا المعدن الثمين.
وسلطت حلقة 2025/3/23 من برنامج “عمران”، الذي يقدمه الإعلامي سوار الذهب، الضوء على قضايا إنسانية واقتصادية عميقة، مع تركيز خاص على صناعة الذهب في السودان، التي تعد واحدة من أهم الموارد الاقتصادية للبلاد.
وقدمت الحلقة رحلة شيقة داخل عالم تعدين الذهب، بدءا من مراحل التنقيب التقليدية وصولا إلى مراحل التصنيع النهائية.
وافتتحت الحلقة بالحديث عن السودان، الذي يُطلق عليه “سلة غذاء العالم العربي”، ليس فقط لموارده الزراعية، ولكن أيضا لثرواته المعدنية، خاصة الذهب.
وأوضح سوار الذهب أن السودان يمتلك ثروات هائلة من الذهب، حيث يُقال إنه “أينما وضعت يدك في أرض السودان، ستجد الذهب”.
وتطرق البرنامج إلى انتشار ثقافة الذهب والتجارة فيه بين أفراد الشعب السوداني، مع التركيز على الطرق التقليدية للتنقيب التي لا تزال سائدة.
وانتقلت الحلقة إلى سوق دار مالي في عطبرة، أحد أهم مواقع تجارة الذهب في السودان. حيث يعيش مجتمع يعتمد بشكل كامل على الذهب، من التنقيب إلى التصنيع.
وسلط البرنامج الضوء على المعاناة اليومية لهذا المجتمع، حيث يعمل الأفراد في ظروف صعبة بحثا عن الرزق، مع التركيز على لحظات الإفطار الجماعي التي تجمع العمال في جو من التكافل الاجتماعي.
تفاصيل استخراج الذهب
وتناول البرنامج بالتفصيل مراحل استخراج الذهب، بدءا من التنقيب في المناجم، حيث يقضي العمال شهورا في البحث عن الذهب، مرورا بمراحل التكسير والطحن، وصولا إلى مراحل الفصل الكيميائي باستخدام الزئبق.
وأوضحت الحلقة كيفية استخلاص الذهب من الحجارة، وكيف يتم تحويله إلى سبائك في المراحل النهائية، كما تمت مناقشة المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام الزئبق، خاصة في مراحل الحرق.
ورغم الثروات الهائلة التي يمتلكها السودان، إلا أن البرنامج أشار إلى أن البلاد لم تستفد بعد بشكل كامل من هذه الموارد.
وأشار سوار الذهب إلى أن السودان يمتلك أكثر من 52 نوعا من المعادن النفيسة، بعضها يفوق قيمة الذهب، لكنها تظل غير مستغلة بالشكل الأمثل، ولفت إلى ضرورة تنظيم هذه الصناعة لتعظيم الفائدة الاقتصادية منها.