بدأت سلسلة أفلام “الصرخة” Scream عام 1996 بفيلم من إخراج ويس كرافن وكتابة كيفن وليامسون. وبعد صدور الجزء الثاني في عام 1997، أصبحت السلسلة من أنجح سلاسل أفلام الرعب وأكثرها تأثيرًا، إذ امتازت بأسلوب يمزج بين الرعب والتشويق والكوميديا السوداء، مع تقديم رؤية ساخرة لكليشيهات أفلام الرعب التقليدية.
وقد أسهم هذا الطابع المميز في جعلها محبوبة لدى الجمهور، ومثّلت نقطة تحول في مسار هذا النوع من السينما. شخصيات مثل “غوست فيس” والبطلة “سيدني بريسكوت” أصبحت رموزا أيقونية في عالم الرعب، واستطاعت السلسلة، مع كل جزء جديد، أن تحافظ على جمهورها وتستقطب أجيالًا مختلفة، بفضل قدرتها المستمرة على التطور ومواكبة اهتمامات المشاهدين المعاصرين.
في عام 2022، أعادت شركة “باراماونت بيكتشرز” إحياء سلسلة أفلام “الصرخة” Scream من خلال الجزء الخامس الذي حقق نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر بإيرادات عالمية بلغت نحو 139 مليون دولار. وبعد 14 شهرًا، صدر الجزء السادس في مارس/آذار 2023، وواصل النجاح بتحقيق إيرادات عالمية تقارب 169 مليون دولار.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024، أعلن صُنّاع السلسلة عن الجزء السابع المقرر طرحه في دور العرض بتاريخ 27 فبراير/شباط 2026، ويتولى إخراج هذا الجزء كيفن وليامسون الذي جاء خلفًا للمخرج كريستوفر لاندون.
وكان لاندون قد أعلن انسحابه من المشروع عبر منشور رسمي على منصة إكس أوضح فيه أن تجربته في العمل على الفيلم، والتي كانت بمنزلة “وظيفة الأحلام”، تحوّلت إلى “كابوس”، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان للابتعاد، متمنيًا التوفيق للمخرج الجديد.
كيف غيرت سلسلة أفلام “الصرخة” أفلام الرعب؟
شهدت أفلام الرعب خلال التسعينيات حالة من الركود نتيجة تكرار الموضوعات وضعف الابتكار، إلى أن جاء فيلم “الصرخة” Scream ليقدم طرحًا مختلفًا أعاد الحيوية لهذا النوع السينمائي. فقد جمع بين عناصر الرعب والتشويق، مع تقديم رؤية نقدية ساخرة لكليشيهات أفلام الرعب التقليدية، من خلال أسلوب يُعرف “بالرعب ما وراء النص” Meta Horror.
يمتاز هذا الأسلوب بوجود وعي ذاتي لدى شخصيات الفيلم، إذ يدركون أنهم داخل فيلم رعب، ويتبادلون حوارات تحليلية حول القواعد المعتادة لهذا النوع. كذلك تتضمن هذه الأفلام إشارات مباشرة إلى أفلام رعب كلاسيكية، مع تقديمها بطريقة تعكس أو تسخر من تلك العناصر بأسلوب ذكي ومبتكر، مما يجعل تجربة المشاهدة أكثر عمقًا ومتعة.
وقد اعتُبر فيلم “الصرخة” منذ جزئه الأول عملا رائدا في هذا الاتجاه، إذ لاقى إعجاب الجمهور بفضل وعيه الذاتي اللافت، حيث تتنبأ شخصياته بما سيقع خلال الأحداث، ومع ذلك يظل الإحساس بالتوتر والرعب حاضرا، رغم بساطة الحبكة.
أبطال الجزء السابع من الصرخة
من المتوقع أن تعود شخصية “غوست فيس” مجددا في الجزء السابع من سلسلة “الصرخة”، حيث يُعد هذا القاتل المقنّع أحد أكثر العناصر إثارة وتشويقًا في السلسلة. ومع كل ظهور له، يحمل في طياته أسرارًا جديدة وغموضًا يثير التساؤلات عن هويته، وذلك ما يُبقي الجمهور متحمسًا ومترقبًا لتطورات الأحداث.
على صعيد طاقم العمل، يشهد الجزء الجديد تغييرات ملحوظة، أبرزها غياب ميليسا باريرا التي كانت تؤدي دور “سام كاربنتر”. وقد استبعدت من الفيلم على خلفية منشوراتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن الحرب الفلسطينية الإسرائيلية، والتي اعتبرتها بعض الجهات معادية للسامية. ووفقًا لمجلة “فارايتي”، صرّحت شركة “سباي غلاس” المنتجة للفيلم، لمجلة “بيبول”، بأنها لا تتسامح مع ما وصفته الشركة بمعاداة السامية وأي شكل من أشكال التحريض على العنف والكراهية، أو المزاعم “الكاذبة” بشأن الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، بما في ذلك تشبيه أفعال إسرائيل بالهولوكوست.
كما تغيب الممثلة جينا أورتيغا عن الجزء السابع، ولن تعود لتجسيد شخصية “تارا كاربنتر”، بسبب التزاماتها الفنية، ومنها تصوير الموسم الثاني من مسلسل “وينزداي” Wednesday على نتفليكس، وفيلم “بيتلجوس 2” (Beetlejuice 2).
أما بالنسبة للممثلين العائدين، فيعود ماسون جودينج لتجسيد شخصية “تشاد ميكس-مارتن”، بعدما شارك في جزأي 2022 و2023، كما تعود نيف كامبل إلى السلسلة لتؤدي من جديد دور “سيدني بريسكوت”، وذلك بعد غيابها عن الجزء السادس نتيجة خلافات تتعلق بالعقود.
ويضم طاقم الجزء السابع أيضًا مجموعة من الأسماء الجديدة، من بينهم إيزابيل ماي، وسيليست أوكونور، وآسا جيرمان، وماكينا غريس، وسام ريشنر.